الثلاثاء، 25 يناير 2011

العالم ينحني لموهبته بعد ان كان مهددا بالشلل : ميسي .. سيمفونية ابدا


تعزف على اوتار القلوب !
منذ أن بزغ نجم الموهبة الارجنتينية ليونيل ميسي .. والتساؤلات الحائرة تطارده .. البعض وضعه في مقارنة متعجلة مع مواطنه الاسطورة دييجو مارادونا لاعب القرن الماضي .
والبعض الاخر يري أنه صعد بسرعة غير عادية لمصاف النجوم دون سابق انذار .. والبعض الثالث وجده سبب انكسار طريق الانتصارات لناديه الاسباني برشلونة لفوزه دون وجه حق من وجهة نظرهم بجائزة افضل لاعبي العالم على حساب زميليه في الفريق تشافي وانيستا .
ووسط كل هذه الاراء المتضاربة كان الاجماع الواضح على انه موهبة في زمن ندرت فيه المواهب .. بل وجاء التأكيد على السنة نجوم سابقين لهم اسمائهم داخل المستطيل الاخضر وفي مقدمتهم الهولندي رود خوليت .. والبرتغالي لويس فيجو .. والفرنسي زين الدين زيدان ومواطنه تيري هنري .. فالكل نطق في صوت واحد بان هذا النجم الار جنتيني يمثل بادائه في الملعب معزوفة موسيقية غاية في الرقة والجمال يستمتع بها كل من يستمع اليها .
وفي حقيقة الامر فان مسيرة ميسي مع الساحرة المستديرة حافلة بالمفارقات والعجائب .. فهذا الفتي الصغير الذي ولد في 24 يونيو من عام 1987 كان قاب قوسين او ادني من اعتزال اللعب في سن مبكرة للغاية لاصابته بمرض نقص هرمونات العظم .. وهو ما يؤدي الى عدم نموه بالشكل الطبيعي وافتقاده القدرة على المشي .. ولكن القدر كان رحيما به وفتح له باب المجد من رحم المعاناة بين يوم وليلة.
الحكاية بدأت عندما تألق النجم الارجنتيني مع نادي نيويلز اولد بويز الذي كان يلعب له اخاه الاكبر رودريجو .. مما دفع مسئولي نادي الشهر والمال ريفر بليت الى السعي وراء ضمه .. وبالفعل سارت الامور بصورة طيبة فيما يخص الاتفاق المادي ولكن المفاجأة كانت في الكشف الطبي باكتشاف الاطباء انه مصاب بنقص في هرمونات العظم .. وكان المبلغ المطلوب لاجراء العملية اللازمة لعلاجه مرتفعا مما حال دون انضمامه الى اي فريق في بلاده.
لم يقف والده ساكنا امام هذا الموقف الغريب واجري اتصالات مع اقاربه في منطقة لييدا بمقاطعة كاتالونيا ليسافر الى هناك املا في ايجاد حل للمشكلة .. لاسيما بعد ان ابدت ادارة البارسا اهتماما بمنحه فرصة للاختبار بعد ان لفت نظرهم اثناء وجوده في بلاده .
لم يخيب النجم الصغير امال وتطلعات اسرته وناديه وسجل في اول لقاء مع الفريق خمسة اهداف وعبر عن نفسه بصورة اكثر من رائعة .. وأخرج ما في جعبته من مهارات وامكانيات فذة .. وبالطبع لم تتردد ادارة البارسا في تحمل تكاليف علاجه حيث كان طوله وقتها 140 سم زاد بعد العملية الى 170 سم.
كان ميسي الخلوق حريصا على رد الجميل لابناء كاتلونيا من خلال السعي الى تقديم افضل ما لديه وهز شباك المنافسين .. وبالفعل أحرز 37 هدفا في عدة مباريات ليحجز مكانه في الفريق الثاني لبرشلونة .. ثم واصل مسيرته خلال الشهور التالية لدرجة ان الاتحاد الاسباني عرض عليه الجنسية ليلعب باسم الماتادور ولكنه تمسك بالتانجو نظرا لولائه لبلده في درس رائع لاي ناشيء صاعد يتلمس طريقه في اي بلد اخر غير موطن رأسه.
وقع ميسي بالحروف الاولي لمشاركته مع الفريق الاول للبارسا امام اسبانيول وفاز بها ناديه بهدف لاشيء وكان ضمن قائمة الاحتياطي .. وبدأ يحطم الارقام القياسية معه حيث بات ثالث اصغر لاعب ينضم لصفوفه .. واصغر لاعب يسجل في تاريخ النادي الكاتالوني وذلك في مباراته امام الباسيتي موسم 2004/ 2005 .
لم يتخل نجم التانجو عن مكانه في التشكيلة الاساسية للبارسا في اي مباراة الا لظروف الاصابة او الايقاف .. ورفض ناديه فكرة طرحه للبيع في المنظور القريب او البعيد باعتباره مفتاح الانتصارات في البطولات المحلية والاوروبية على مدار المواسم الماضية.
اما على مستوي المنتخب فان ميسي وضع بصمته على الفريق في نهائيات كاس العالم للشباب بهولندا عام 2005 عندما قاده للحصول على اللقب ولتحقيق رقم قياسي في الفوز بالبطولة .. بخلاف نيله لقب افضل لاعب في هذه النهائيات وايضا الهداف .. في حين ان الحظ لم يحالفه حتي الان في وضع نفس البصمة مع المنتخب الاول لاسيما في المونديال.
وعندما حاول البعض مقارنته بالنجم الاسطورة مارادونا قال ميسي بكل تواضع "هذا شيء كثير .. فهو افضل لاعب انجبته الملاعب .. وانا ممتن لهذه المقارنة ولكنها تزعجني بعض الشيئ".
ويضيف النجم الخجول "كل شيء في مسيرتي حدث مثل الحلم .. لدرجة احيانا يتوجب علي ان اصفع نفسي لا عرف انها حقيقة" .

الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق