الأربعاء، 26 يناير 2011

الدكتورة والملازم

الكاتب : عادل نورالدين - ايجيبتى
أعرف العديد من ضباط الشرطة الذين يبالغون في حسن المعاملة وطيب الأخلاق أكثر مما نتوقع، ذلك أنهم يعرفون أنهم يملكون من أسباب القوة ما يجعل البعض يهابهم؛ ولكنهم لا يستغلون ذلك أبدًا؛ لأنهم نشأوا في بيئة طيبة ويملكون من الثقة في النفس ما يجعلهم يدركون أن قوتهم الحقيقية في تماسكهم وثبات أعصابهم وحكمتهم وحسن أخلاقهم. إنك نادرًا ما تجد لاعبي الكاراتيه أو الجودو أو الكونج فو يفترون على خلق الله إلا في حالة الدفاع عن أنفسهم أو الدفاع عن مظلوم؛ بالرغم من قدرتهم على حسم أي عراك وإشباع غريزة القوة والتفوق. ولذلك فقد كان قرارًا حكيمًا إحالة الملازم الذي ضرب وسب أستاذة الجامعة إلى المحاكمة العاجلة؛ تأكيدًا بأن هذا الإنسان لا يمثل الشرطة بأي حال من الأحوال. و في اعتقادي أن هذا النمط يحتاج إلى علاج نفسي أكثر من احتياجه إلى عقاب بدني، بل إنني أدعو كلية الشرطة إلى التدقيق في الاختبارات السلوكية للمتقدمين، و ملاحظة السلوك النفسي لطلاب الشرطة، واستبعاد من يتأكد اضطرابه السلوكي؛ بدلاً من الانتظار حتى تحدث مصيبة أو كارثه يسببها الطالب الذي تخرج ووجد بين يديه قوة ونفوذًا لا تحتملها نفسيته غير السوية؛ فتنفجر العقد وينطلق الكبت فيؤذي الآخرين. ومن الأفضل للطالب وللمجتمع أن يتم استبعاده في هذه المرحلة من أن يتم استبعاده بعد أن يتشرف بانتمائه إلى جهاز نحترمه ونحترم مهمته. ولا بد في الوقت نفسه أن ندرك أن هناك قلة من رجال الشرطة يجب إعادة النظر في صلاحيتهم للتعامل مع الشعب برقي وتحضر. إن الإحالة السريعة لهذا الملازم تزيد ثقة الناس في شرطتهم، على أنني أضيف أنه يجب أن نوفر لأبناء هذه المهنة الشاقة أماكن عمل لائقة بهم - سواء كانت أقسام شرطة أو مباني مرور - لأن الأماكن اللائقة تنعكس على سلوكيات العاملين والمترددين عليها. وقد حان الوقت لنؤكد على التواصل بين الشرطة والشعب، ويتجسد الشعار القديم الذي كنا نراه في الأفلام القديمة (الشرطة في خدمة الشعب).
------------------------------
تفاصيل الخبر
الدكتورة الجامعية المعتدى عليها من الضابط : وصممت على استكمال المحاضرة رغم إهانتى
حبس ضابط الشرطة المعتدى على أستاذة بجامعة الزقازيق وتقديمه لمحاكمة عاجلة.. و"الدكتورة": لم ولن أتنازل عن حقى حتى الموت وصممت على استكمال المحاضرة رغم إهانتى حتى لا يقتل الطلاب هذا الضابط

أمرت نيابة قسم ثان الزقازيق،بإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، بحبس الملازم أول "أحمد محمد عبد اللطيف" 4 أيام على ذمة المحضر رقم 18486 جنح قسم ثان، وتحويله للمحاكمة العاجلة لتعديه بالضرب والسب والقذف على الدكتورة نوال حامد رئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة الزقازيق، بعد اعتراضها على تواجده بين الطالبات وتعمد مضايقته لهن.وقالت الدكتورة نوال، لـ"ليوم السابع" إنه أثناء إلقائها محاضرة فوجئت بطالبتين يتوجهان إلى بالشكوى من أحد الأشخاص فى المدرج، قام بمضايقتهما بطريقة خادشة للحياء، وعندما ذهبت لأسأله عن اسمه وطلبت منه الكارنيه، هددنى، قائلا "انتى مش عارفة أنا مين، أنا هأربى أهلك" مما دعانى لطلب الأمن لإخراجه من المدرج.أضافت فوجئت به يتعدى على بالضرب بقدمه اليسرى بالشلوت فى بطنى أمام الطلاب، وبسب الطلاب بألفاظ خارجة، مضيفة أنها لم تعرف أنه ضابط إلا بعد استدعاء حرس الكلية والتحقيق معه، حيث علمت أنه كان متواجداً مع خطيبته الطالبة فى الكلية وجلس بجوارها فى آخر مقعد بالمدرج، وتسبب فى مضايقات للطالبات بتدخينه للسجائر، وتحريك المقعد إلى جانب التهكم على المحاضرة.وتستكمل، "رغم أنى اكتشفت أن هذا الضابط نجل أستاذ جامعى بنفس الكلية قسم التاريخ وأنا حاليا أتعرض للضغوط للتنازل عن المحضر، لكن من المستحيل أن أتنازل عن حقى وسأظل أدافع عن كرامتى وكرامة الأستاذ الجامعى لآخر يوم ولن أتنازل إلا إذا دخلت القبر وتنقضى الدعوى بوفاتى".وتابعت، "منذ هذا الموقف ولم تتغير نظرتى لضباط الشرطة فهم حماة الوطن ولا أعتقد أن هذا الضابط هو نموذج لضباط الشرطة بل هو إساءة لهم فإذا كانت إهانتى على يد ضابط فالشرطة هى التى أعادت لى حقى أيضا".تقول الدكتورة: أحسست بمرارة وكسرة من وجع الإهانة التى تعرضت لها فى هذا السن، ولكنى أصررت على استكمال المحاضرة بعد الموقف لكى أمتص غضب الطلاب الذين ثاروا من أجلى بعد أن شاهدوا ولدا أصغر من أبنائى يضربنى بالشلوت فى بطنى ولكى أوصل للطلاب بأننى قوية، وأن هناك طرقا لأخذ الحقوق غير الهمجية، ولو لم أستكمل المحاضرة كان الطلاب قتلوا هذا الضابط وهذا شىء لا يرضينى ولا يعيد كرامتى التى أهدرت.
مصدر الخبر : اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق