انتهى المخرج التونسى شوقى الماجرى من تصوير فيلم «مملكة النمل» الذى أثار ضجة وقت الإعلان عنه، بعد أن أشيع أنه يتناول الجدار العازل بين مصر وإسرائيل بوجهة نظر معادية للحكومة المصرية. شوقى الماجرى صاحب مسلسلى «أسمهان» الذى أبهر الجميع، و«الاجتياح» الذى فاز به بجائزة إيمى الأمريكية فتح قلبه لـ«الشروق» متحدثا عن قصة ومغزى الفيلم، وحقيقة انتقاده للسياسة المصرية، كما يكشف حقيقة عمله مع الفنان العالمى عمر الشريف فى فيلم يكتبه خالد الخميسى مأخوذ عن قصة الملك لير. • فى البداية ما حقيقة انتقاد فيلم «مملكة النمل» للسياسة المصرية من خلال مناقشة الجدار العازل؟ ــ للأسف حالة الجدل التى صاحبت بداية تصوير الفيلم فى مصر بنيت على معلومات خاطئة لا أعرف مصدرها، لأن الفيلم ليس له علاقة بالجدار العازل بين مصر وفلسطين. والحمد لله أن الأزمة تم تداركها مبكرا، وساعد فى ذلك وجود طرف مصرى شريك فى إنتاج الفيلم أكد أن العمل ليس ضد مصر أو سياستها.• وما القضية التى تطرحها فى الفيلم؟ ــ قضية شديدة الخصوصية عن المجتمع الفلسطينى، تتم مناقشتها من عدة جوانب جمالية وفلسفية وسياسية، برؤية جديدة، وقد بدأت التحضير لها منذ عام 2003. والفيلم فى العموم يتناول فكرة «التراب والدفن»، لأن الإسرائيليين فى كثير من الأحيان يحرمون الموتى من عمليات الدفن، ويخفون الجثث، إيمانا وقناعة منهم أن المكان الذى يدفن فيه شخص مؤكد أن أهله وأقاربه سيترددون ويعودون إليه. من هذه الزاوية تنطلق أحداث الفيلم، وعندما نتحدث عن الموتى وما هو موجود تحت الأرض، من عظام ومقابر يتم تجريفها من قبل العدو الصهيونى، فهذا يعنى أننا سنتطرق لكل تاريخ فلسطين. • لكن البعض يعتقد أن المشاهد التى تم تصويرها تحت الأرض هى بالأساس عن الأنفاق بين مصر وغزة؟ ــ عندما أعلنت عن وجود جزء يتم تصويره تحت الأرض فنحن لم نقصد به أبدا الأنفاق الموجودة بين مصر وغزة، وإنما نقصد التاريخ الذى دفن تحت الأرض، كالمقابر والأماكن التاريخية، والمغاوير التى بنيت من مئات السنين وهرب فيها كثير من السكان أحبوا وتزوجوا وأنجبوا تحت الأرض. فنحن نتناول هذا العالم الغريب علينا الموجود تحت الأرض، وكيف كانوا يعيشون ويتنقلون فى مدن فلسطين المختلفة، ويذهبون للصلاة فى القدس، هذه هى قصة الفيلم الذى تبدأ أحداثه فى تسعينيات القرن الماضى وتنتهى عند الاجتياح عام 2002.• هل قصدت أن تقف عند الاجتياح الذى قدمته من قبل فى مسلسل تليفزيونى وحصل على جائزة إيمى الأمريكية؟ ــ لم أتعمد ذلك على الإطلاق، لأن الفيلم أيضا يتناول الاجتياح، ولكن بشكل وطريقة مختلفة عما تم تقديمه فى المسلسل. • لكنك استعنت تقريبا بنفس الأبطال صبا مبارك وعابد فهد؟ ــ اختيار الأبطال كان خاضعا لفكرة أن يكون الممثلون لهم أصل فلسطينى، فاخترت أغلب الممثلين أردنيين من أصول فلسطينية حتى تخرج اللهجة بأفضل شكل ممكن، كما أننى توقعت أنهم سيكونون أكثر إيمانا بالقضية، وهذا سيساعد على ظهور الاحداث بشكل أكثر واقعية. لكن هذا لا ينفى أن وجود ضيوف شرف من سوريا، وتونس، بالإضافة إلى ممثل شاب مصرى، وبالمناسبة أحداث الفيلم بالكامل تدور حول 5 شخصيات فقط. • هل حصل الفيلم على تمويل أوروبى؟ ــ الفيلم إنتاج عربى خالص بين مصر وسوريا وتونس بالاضافة إلى قنوات art. وهذا كان اختيارا، لأنه إذا دخل فى إنتاجه جهات أجنبية كان من الممكن أن تطلب التدخل فى السيناريو وقصة الفيلم. وحتى إذا كانت هذه الجهة متعاطفة مع القضية الفلسطينية ولم تتدخل، الجمهور العربى سيتصور أنها تدخلت، لذلك قررت أن أبعد عن الشبهات وأن يكون الفيلم بالكامل من إنتاج عربى خالص. • أين تم تصوير أحداث الفيلم؟ ــ المشاهد التى تم تصويرها تحت الأرض تم تنفيذها فى تونس، والمشاهد التى تم تصويرها فوق الأرض كانت فى سوريا، وتحكم فى ذلك طبيعة البلدين التى أجبرتنا على التصوير فيهما. • إلى أى مدى تتوقع أن يثير العمل غضب إسرائيل؟ ــ الفيلم منطلق من وجهة نظر عربية خالصة وواضحه، ولا أرى أن وجهة نظرنا فيها عدائية، لأننا لسنا عنصريين، وما نقدمه فى الفيلم هو تعبير عن حقوقنا. لكن إذا كانت إسرائيل ستعتبر المطالبة بحقوقنا عداء فلتعتبر، لأنها تعرف جيدا من المعتدى، وأعتقد أننا تشبعنا واكتفينا من الشعارات والإنسانيات الشفافة التى يبيعونها، وفى أرض الواقع يدفنون أهلنا تحت التراب. والواقع الموضوع كبير، يخصنى بشكل خاص وكل العرب بشكل عام، والفيلم لا يبيع شعارات أو عواطف، لأننا نعى تماما ما نفعل،.ونحن الآن نسعى للإعداد لعروض فى كل دول العالم فى قاعات للجمهور والنقاد حتى يعرف العالم وجهة نظرنا فى القضية الفلسطينية. • وما آخر تطورات مشروع «الملك لير» مع النجم عمر الشريف؟ ــ الحقيقة هناك مشاريع كثيرة يتم الإعلان عنها، ولكن جميعها لا تكون حقيقية، وفيما يخص مشروع فيلم «الملك لير» فأدعى أنه لم يعرض على بصفة رسمية، حتى هذه اللحظة، وكل ما أعرفه عنه كان من الصحف. لكن بشكل عام يشرفنى أن أقدم هذا الفيلم، لأن عمر الشريف ممثل كبير جدا وبالنسبة لنا كان ولا يزال الأسطورة العربية العالمية.يضاف إلى ذلك أن قصة الملك لير هى من أهم ما كتب شكسبير حتى الآن، ورغم أنه تم تقديمها فى السينما العالمية، إلا أن تقديمها فى العالم العربى سيكون له أثره، وأدعو الله أن يكون هذا المشروع من نصيبى لأننى أتوقع أن أقدم فيه وجهة نظر مختلفة. • وماذا عن تحويل مسلسل «ذاكرة الجسد» إلى فيلم؟ ــ هذا مشروع لكنه غير عاجل.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق