السبت، 27 نوفمبر 2010

ببونجيانج تتهم سيول و واشنطن بدفع الجزيرة لـ الحرب



أجرت كوريا الشمالية أمس الجمعة تدريبات مدفعية على ما يبدو في البحر الاصفر بعدما رأت ان المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية الكورية الجنوبية تضع شبه الجزيرة "على شفير الحرب" , فيما وجهت بكين تحذيرا قبل هذه المناورات.
واعلن النظام الستاليني الجمعة ان تلك المناورات العسكرية التي يجريها "الامبرياليون الاميركيون ودميتهم الكورية الجنوبية العدائية" موجهة ضد كوريا الشمالية. واضاف ان "الوضع في شبه الجزيرة الكورية يكاد يقع على شفير الحرب بسبب هذه الخطط المتهورة والعدائية". من جانبها وعدت سيول بالرد باكثر صرامة في حال وقوع اعتداء مسلح جديد من كوريا الشمالية بفضل "مراجعة كاملة" في سياسة ردها العسكري التي كانت حتى الان "متسامحة". واعلن ناطق رئاسي كوري جنوبي أمس ان كيم كوان جين ==61 عاما== عين وزيرا للدفاع خلفا لكيم تاي يونغ الذي استقال الخميس "ليتحمل مسؤولية سلسلة من الحوادث الاخيرة". واوضح هونغ سانف بيو مستشار الرئيس الكوري الجنوبي ان مهمة كيم ستكون خصوصا "التصدي بسرعة وحزم للازمة الجارية" و"اعادة ثقة السكان في الجيش". من جهته, قال المقرر الخاص للامم المتحدة لحقوق الانسان في كوريا الشمالية مرزوقي داروسمان الجمعة في سيول ان على نظام بيونغ يانغ ان يتجنب العزلة, داعيا الى مواصلة تقديم المساعدات الانسانية لشعب كوريا الشمالية. وقال داروسمان "على الجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية ان تتجنب العزلة في وقت هي بامس الحاجة الى دعم الاسرة الدولية وتعاونها سواء لمعالجة وضع حقوق الانسان او لتلبية الحاجات الانسانية". ومنعت كوريا الشمالية مرزوقي الذي يقوم باول مهمة في شبه الجزيرة الكورية, من دخول اراضيها. من جانبها وجهت الصين تحذيرا من اي نشاط عسكري في منطقتها الاقتصادية الحصرية قبل المناورات العسكرية الاميركية الكورية الجنوبية التي تبدأ الاحد. وانتقدت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية الجمعة موقف الصين الحيادي والمتسامح مع كوريا الشمالية. واعتبرت صحيفة كوريا تايمز في افتتاحيتها ان "خطاب بكين الغامض يعكس شعورا عاما بانها تفضل استمرار الوضع الراهن على السلام في شبه الجزيرة". وتساءلت الصحيفة ان "روسيا وغيرها من الدول سارعت الى ادانة المعتدي فلماذا ترد الصين بشكل مختلف على نفس الواقعة?". ولم تدن الصين وهي من الدول القليلة في العالم التي تساند كوريا الشمالية, قصف جزيرة يونبيونغ واكتفت بالتعبير "عن ألمها واسفها للخسائر البشرية". وكانت الولايات المتحدة قررت مع كوريا الجنوبية القيام بمناورات جوية وبحرية من الاحد الى الاربعاء في البحر الاصفر بمشاركة حاملة طائرات. واعترفت كوريا الشمالية أمس الجمعة للمرة الأولى بأنها شنت هجمات بإطلاق قذائف مدفعية على كتيبة بحرية كورية جنوبية, وذلك بعد 3 أيام من هجماتها على جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية. وللمرة الاولى منذ الحرب الكورية ( 1950-1953 ) , قصفت كوريا الشمالية الثلاثاء منطقة سكنية في كوريا الجنوبية, واسفر القصف المدفعي عن سقوط اربعة قتلى وعشرين جريحا في جزيرة يونبيونغ. ورد الجيش الكوري الجنوبي بقصف مدفعي. من جهة اخرى ارجأ وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي زيارة كانت متوقعة الجمعة الى سيول وذلك بسبب مشكلة "في الجدول الزمني" كما افيد رسميا. وقالت اللجنة الكورية الشمالية للتوحيد السلمي للموطن في بيان "لقد قمنا بالانتقام بواسطة الهجمات على كتيبة بحرية كورية جنوبية قامت بإطلاق النيران على مياهنا", وأضافت "أننا سنظهر مثالا صارما وقاسيا في حال التعدي على كرامتنا وسيادتنا". من جهة أخرى, أصبحت جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية الواقعة في البحر الغربي شبه خالية من الناس بعد تعرضها في أوائل هذا الأسبوع لقصف مدفعي كوري شمالي, حيث غادرها المواطنون طلبا للسلامة قبل إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين كورياالجنوبية والولايات المتحدة. وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية أنه لم يبق في الجزيرة سوى 47 مواطنا فقط بعد أن توجه معظم من سكانها الذين يبلغ عددهم 1400 شخص إلى المدينة الساحلية القريبة, انتشون منذ هجمات يوم الثلاثاء. وقال تشوي تشيول يونج المسئول عن مراقبة الوضع في جزيرة يونبيونج "زرنا جميع المنازل في الليلة الماضية لمعرفة عدد السكان الذين ما زالوا يقيمون هنا", وأضاف أن الهجمات أسفرت عن انقطاع المياه والطاقة الكهربائية, وتدمير 22 منزلا وبناية. من جانبهم, صرح مسئولون كوريون جنوبيون أمس الجمعة بأن كوريا الشمالية خصصت نحو 4ر1 ترليون وون بقيمة ( حوالي 23ر1 مليار دولار ) لشراء مدافع آلية من طراز "كيه 9" وطائرات حربية من طراز "كيه إف 15" العام القادم. وقال المسئولون إنه من المتوقع أن يرتفع الانفاق بعد هجمات كوريا الشمالية على جزيرة "يونبيونج" الكورية الجنوبية. يشار إلى أن القوات الجنوبية قامت بالرد على قذائف الجانب الشمالي باطلاق قذائف المدفعية الذاتية "كيه 9" على الجزيرة ونشرت طائرات قتالية "كيه اف 15" علي الجزيرة. وصرح المسئولون بأنه تم تخصيص نحو 485 مليار وون لشراء المدافع ذاتية الحركة, مقارنة بالميزانية التي كانت مقررة مسبقا بنحو 388 بليون وون. كان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك قد صرح أمس الخميس بأنه سيقوم بتعزيز القدرة الدفاعية في خمس جزر بما فيها جزيرة "يونبيونج" الواقعة بالقرب من الحدود في البحر الغربي. في الوقت ذاته شهدت كوريا الجنوبية الجمعة مظاهرات قادها عسكريون قدامى للتنديد بالقصف الكورى الشمالى لإحدى الجزر الجنوبية , واصفين رد فعل بلادهم على هذا التصعيد ب "الضعيف". وطالب المتظاهرون ` حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية ` برد فعل قوى وحاسم على القصف الكورى الشمالى الذى أودى بحياة أربعة أشخاص.
يذكر أن كوريا الشمالية أطلقت الثلاثاء الماضى عشرات من قذائف المدفعية على جزيرة تابعة للشطر الكورى الجنوبى فى واحدة من أعنف عمليات القصف على الجنوب منذ الحرب الكورية التى انتهت عام 1953. ومازالت الكوريتان فى حالة حرب من الناحية الفنية إذ أن الحرب الكورية انتهت بمجرد هدنة , وتصاعدت حدة التوترات فى أوائل هذا العام بعد أن إتهمت سول كوريا الشمالية الشمال بإغراق إحدى سفنها العسكرية وقتل 46 بحارا كانوا على متنها.


نايل نيووز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق