الجمعة، 26 نوفمبر 2010

بوضوح


** استكمالاً للحديث عن دخول غالبية الفنانين الكبار إلي دائرة التجاهل والنسيان.. وجلوس البعض أياماً وشهوراً وسنوات دون أي عمل يذكر.. إنها بالفعل وصمة عار.. تجعل الفن المصري في مواجهة أزمة كبيرة جداً.. فهل بالفعل دفنت المدرسة الجديدة في الفن الممثلين العظماء الكبار وهم أحياء.. وبالتالي لم يعد هناك احتكاك بين النجوم الشباب والقدامي الذين لا يغادرون بيوتهم.. الجيل القديم من الممثلين يعاني الإهمال لأن معظم الأعمال في الفترة الأخيرة لا تلجأ لأصحاب الخبرات فنجد المؤلف والمخرج والممثل كلهم من الأجيال الجديدة.. إهمال الممثل الكبير يعني كارثة تهدد الفن والريادة المصرية.. ولابد من وجود تنوع في أجيال العمل الفني ليضمن له الاستمرارية. خاصة أن النجوم الجدد يضمنون اكتساب قدر "معقول" من الخبرة بالاحتكاك مع القدامي.
في الخارج نجد كل النجوم القدامي يعملون ولا نجد أحداً منهم ملازماً منزله كما يحدث عندنا.. وذلك من منطلق أنهم لا يسمحون لأنفسهم بأن يظل أصحاب الخبرات في بيوتهم.. وذلك حتي يحصل الشباب الجدد علي خبراتهم.
غالبية الفنانين الكبار يشعرون بالأسي والألم لما يواجهونه عندما يصل الأمر إلي درجة تسول الأعمال.. هناك تصور خاطيء لدي المنتجين والمخرجين عن فنانين مما يجعلهم لا يفكرون في الاستعانة بهم.. فيتصورون مثلاً أنهم مشغولون بأي عمل آخر غير العمل الفني.. اعتزلوا العمل وفضلوا الجلوس في المنزل.. رغم أن المسألة عرض وطلب ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرض ممثل علي مخرج حتي لو كان كبيراً لأن المخرج في النهاية له رؤية يجب احترامها.. ولكن المؤلفين والكتاب مطالبون بكتابة أدوار تناسبهم.. عدم تقدير الفنان خسارة كبيرة للمجتمع كله.. ورسالة الفن الأخلاقية يجب أن تحترم .. مما يجعلنا نتساءل هل بالفعل دخول الفنان الكبير لدائرة النسيان والتجاهل مسألة وقتية ستنتهي بعد فترة.
المساء - أمين الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق