الخميس، 24 يونيو 2010

مفاجأة كل عام في ذكري "نجيب الريحاني" ... سماسرة الفضائيات لا يدركون قيمة


اكتشاف 91 لوحة عن الريحاني
والتسجيلية تحفظ ذاكرة مصر
عاش الفنان الراحل نجيب الريحاني 60 عاما في الفترة من فبراير 1889 حتي وفاته في 8 يونيه 1949. لكن الطريف أن مفاجآت الريحاني لم تنته بوفاته خاصة في ذكري رحيله. مرة نكتشف مذكراته التي كتبها عام 1937. ومرة نكتشف ابنة له لم نكن نعلم عنها شيئا هي "جينا" ابنة لوسي دي فرناي الممثلة الألمانية التي كانت تعمل علي مسارح القاهرة وتعرف عليها الريحاني!
وهذا العام ومع احتفال مكتبة الإسكندرية بذكري الريحاني يعيد اكتشافه الفنان التشكيلي حمدي الكيال من خلال رسم 91 لوحة لنجيب الريحاني. وقد قابل في الستينيات الراحل بديع خيري صديق عمر الريحاني. واستمع إلي حديثه الطويل عن ذكرياته مع الريحاني وكشف له العديد من الحقائق. لعل أبرزها اعترافه بأن له ابنة من لوسي دي فرناي. وهي الشخصية الرئيسية التي اعتمد عليها المخرج د. محمد كامل القليوبي في عمل الفيلم الوثائقي الطويل ومدته 107 دقائق. الذي يحمل عنوان "نجيب الريحاني.. في ستين ألف سلامة" والذي عرض قبل عامين وحصل علي جائزة المهرجان القومي للسينما وجائزة مهرجان دمشق كأفضل فيلم وثائقي وتم عرضه في مهرجان أبوظبي السينمائي. عنوان الفيلم ولعل أول سؤال يتبادر إلي ذهن المشاهد: ما معني كلمة في ستين ألف سلامة الموجودة في اسم فيلم الريحاني؟ والإجابة عند المخرج محمد كامل القليوبي الذي يقول: اكتشفنا أن الراحل نجيب الريحاني كتب بخط يده نعيه وطلب أن يُنشر في الصحف!! حدث ذلك قبل وفاته بأسبوعين حيث كتب الريحاني في نعيه: "مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكي منه طوب الأرض وطوب السماء هذا إذا كان للسماء طوب مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. ومات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق. ولا يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في ستين ألف سلامة!!".. وقد قدم الريحاني 33 مسرحية و10 أفلام سينمائية هي: "صاحب السعادة كشكش بيه" 1931 و"حوادث كشكش بيه" 1934 و"ياقوت أفندي" و"بسلامته عايز يتجوز" 1936 و"سلامة في خير" 1937 و"أبو حلموس" و"سي عمر" 1941 و"لعبة الست" و"أحمر شفايف" 1946 و"غزل البنات" .1949 قالت جينا الريحاني: إن الموجود لوالدها ستة أفلام فقط بينما نبحث عن فيلمين مفقودين هما "بسلامته عايز يتجوز" و"صاحب السعادة كشكش بيه" بينما توجد نسخة وحيدة في السينماتيك الفرنسي من فيلم "ياقوت أفندي" تريد الحصول عليها من أجل إعادة عرضها في مصر. وتتمني جينا الريحاني أن تمنح جائزة سنوية باسم والدها لأفضل ممثل كوميدي. ويتم ذلك في حفل في ذكري رحيله في يونيو من كل عام. وتحلم بأن يشاهد الجمهور لوحات الفنان حمدي الكيال عن الشخصيات التي قدمها نجيب الريحاني علي خشبة المسرح وعلي شاشة السينما مثل "سي عمر" و"أبو حلموس" و"الأستاذ حمام" وغيرها. وتؤكد أن الريحاني كان ينقد الشخصية المصرية وأبناء البلد نقد المحب الولهان الذي يحلم بأن يري حبيبته في أفضل الحالات. وعلي هامش احتفالية مكتبة الإسكندرية بذكري رحيل الريحاني. جاء خبر تأجيل تصوير مسلسل "الضاحك الباكي" الذي كتبه محمد الغيطي عن حياة نجيب الريحاني بسبب خلاف وقع بين المؤلف والمخرج محمد أبو سيف. وقيل إن سماسرة الفضائيات العربية قالوا إن نجيب الريحاني لم يكن مؤثرا في العالم العربي قدر تأثيره علي الكوميديا في مصر. وأن أجيالا كاملة في العالم العربي لا تعرف أفلامه القليلة التي تعرضها القنوات المصرية. ولكن المخرج محمد كامل القليوبي يرفض هذه الادعاءات ويقول: أسباب كثيرة تجعل المنتج الخليجي لا يتحمس لصرف ملايين علي مسلسل يحكي عن ريادة الفن المصري للكوميديا والسينما في المنطقة العربية التي كانت وقتها لا تعرف شيئا عن الدراما. وقد يكون هناك بعض الأسباب الطائفية التي ترفض تعظيم دور بعض الفنانين غير المسلمين مثل نجيب الريحاني. لذلك فإن السينما الوثائقية التي تقدمها مصر عن أبنائها الكبار مثل الريحاني أفضل وأقل تكلفة من مسلسلات تعرض في رمضان من أجل الإعلانات. لكن السينما التسجيلية تحفظ ذاكرة هذا الشعب وتصحح الأخطاء التاريخية. وتؤكد علي سماحة وتعددية المجتمع المصري الذي يحتضن كل الأديان والطوائف ويقدم الفن الذي يعيش مئات السنين بأسلوب إنساني حضاري راق لا يعرف الحقد والطائفية. الريحاني مرة أخري وسوف تصدر طبعة جديدة من مذكرات نجيب الريحاني الشهر القادم مع جريدة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة مساهمة في احتفال مصر بالذكري 61 لرحيل نجيب الريحاني. ويقول القليوبي إن فيلمه التسجيلي القادم يحمل عنوان "ليالي الإيموبيليا" وقد اعتمد فيه علي حوار طويل مع بواب عمارة الإيموبيليا الذي حكي عن الكثير من الأسرار والذكريات للعمارة التي عاش فيها نجيب الريحاني وليلي مراد وأنور وجدي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش. والكثير من نجوم مصر في النصف الأول من القرن العشرين. * ويقول السيناريست محمد الغيطي: إنني اعتبر كتابتي لمسلسل "الضاحك الباكي" أحد مشاريعي المهمة التي كنت أحضر لها منذ سنوات. وأنا أعلم جيدا جذور الريحاني العراقية المسيحية ولكنه من أم مصرية وهو مصري مائة في المائة.. ونحن الآن في أشد الحاجة إلي عرض سيرة الريحاني لأنه لم تكن مصر في عز أمجادها تفرق بين المذاهب والأعراق والديانات. أو أن نفرز رموزنا علي أساس طائفي.. لأن هذا جهل وتخلف أضعف مننا في هذا العصر. كل المذاهب والديانات والأعراق انصهرت في حضارة مصر وفي الثقافة المصرية.. والمدهش أن الريحاني بالذات لم يتعامل طوال حياته علي أساس مذهبي.. بل إن الناس كانت تتصور أن بديع خيري هو المسيحي وأن الريحاني مسلما لا العكس.. وما علم أحدهما ديانة الآخر إلا في عزاء بالصدفة.. وعندما مات الريحاني وجدوا في حجرة نومه القرآن الكريم والإنجيل.. بل وكان يحفظ الكثير من آيات القرآن التي كانت سببا لإعفائه من الجيش.. ونحن سنصور العمل بعد رمضان حيث يكون الوقت متسعا للاتقان حسب طلب أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

الجمهورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق