الأحد، 20 يونيو 2010

دمشق القديمة تكشف عن كنوزها


حين اشترى المهندس الفرنسي جاك مونتلاكون أحد المنازل الشهيرة التي يرجع تاريخ بنائها إلى عدة قرون مضت بدمشق القديمة قبل ستة أعوام لم تكن لديه أي فكرة عن أنه يحتوي على معجزة معمارية.لكن مونتلاكون - الذي اشتهر بترميم مشغولات يدوية من السفينة الغارقة "تايتانيك" وساعد في إنقاذ سلع من سفينة بحرية غارقة ترجع إلى عهد نابليون بارع في اكتشاف ما هو غير متوقع - اكتشف رسما دقيقا لخشب منحوت من طيور غريبة ووحوش وقلاع.وصرح المهندس الفرنسي بأن تاريخ هذه الرسوم يرجع إلى عام 1789 – وهو العام الذي قامت في الثورة الفرنسية، وهذه الرسوم عبارة عن طير أسود خيالي يجر زورقا ورجل يصوب بندقيته من على سطح قلعة تطل على بحر ووحوش تحلق فوق الماء، أما السقف الخشبي فهو أشبه بسجادة عجمية ذات رسوم متداخلة.وقال مونتلاكون الذي جاء إلى سوريا للمرة الأولى عام 1965 إن هذه الرسوم تقص رواية قديمة لم يستطع أحد تفسيرها بعد.ويطل سطح المنزل الأثري الذي توجد به نافورة أنيقة على المسجد الأموي ويعتبر المنزل أحد أسرار دمشق القديمة.ويعتقد مونتلاكون أنه يرجع إلى منتصف القرن الثامن عشر، والخشب المنحوت والحجر والأسقف العالية هي مؤشرات على المكانة الاجتماعية في المنازل الدمشقية التي شملت الرسوم أيضا حين زاد التفاعل بين المدينة العالمية وأوروبا والفنانين الغربيين وزار المغامرون سوريا في القرن التاسع عشر. وعلى الرغم أن المنازل التي نجت من الإهمال والدمار في دمشق الحديثة بها رسوم لمبان ومناظر طبيعية فان الرسوم المستوحاة من الأساطير في منزل مونتلاكون فريدة من نوعها.وسبق لمونتلاكون أن رمم مشغولات يدوية من السفينة "تايتانيك" وساعد أيضا في إنقاذ أشياء من السفينة "لو باتريوت" وهي سفينة تجارية من أسطول نابليون غرقت قبالة مصر.وبالنسبة للمهندس الفرنسي فإن تراث سوريا هو واحد من الأكثر ثراء وتنوعا، حيث يقوم على عناصر فنية دقيقة يمكن أن تتغير بلا رجعة في أفضل الأحوال أو تختفي في أسوأ الأحوال
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق