الخميس، 24 يونيو 2010

الأرجنتـين تتفوق عـلى الجميع بـ الطريقة الحديثـة


أسامة خليل يكتب: قراءة فنية لمباراتى المجموعة الثانية..
أظهرت الأرجنتين خلال فوزها على اليونان فى ختام مبارياتها بالمجموعة الثانية وتأهلها بتسع نقاط من أصل ثلاث مباريات، أنها ليست بالفريق الذى يسعى للعب مباريات جيدة فقط، وإنما يهدف إلى الفوز بالبطولة بغض النظر عن المنافس أو أهمية المباراة، ورغم تأخر الأرجنتيين فى تسجيل الهدف الأول، الذى حمل توقيع المدافع ديميكيليس، إلا أنهم حسموا المباراة فى النهائى.
وبعد أن توقعت الجماهير أن تبدأ الأرجنتين بهجوم ضاغط لإحراز هدف مبكر، ظهر عيب خطير فى منتخب التانجو، وهو أن وجود لاعب مهارى بحجم أجويرو بجوار ميسى أصبح ضاراً للمجموعة ككل، وعندما دفع مارادونا بأجويرو على حساب تافيز فقد الفريق اللمسة السليمة عندما تصل الكرة لأجويرو، قبل أن يبدأ منتخب التانجو فى لعب كرته الجميلة الحديثة التى تعتمد على كسب مساحات فى دفاعات الخصم، بالاعتماد على التمريرات الكثيرة دون فقدان الكرة، وكان واضحاً أن أجويرو بالرغم من حركته ونشاطه طوال المباراة، إلا أن أداءه لا يتناغم مع أسلوب الأداء الجماعى للأرجنتين، ولكن مهارة ميسى ساهمت فى تحسين الأمور ليفوز الأرجنتين بهدفين نظيفين.
■ عندما تشاهد المباريات الحالية لكأس العالم تبدو كأنها مملة وخالية من الإثارة، لأن ما نشاهده فى هذه البطولة، خاصة من الفرق المرشحة للدور قبل النهائى على الأقل مثل الأرجنتين والبرازيل وهولندا، يرجع إلى أنهم يلعبون كرة جديدة بعيدة عن الكرة التقليدية التى تعتمد على التمريرات الكثيرة التى تمنح اللاعبين السيطرة والثقة داخل الملعب للوصول إلى مرمى الخصم، وتدفع الفريق المنافس إلى فقد الحيلة.
■ وأثبتت الأرجنتين أن كرتها الجديدة، كما أحب أن أسميها، تعتمد على تحركات اللاعب دون كرة ليصبح مفتاح التغيير، وقد لاحظنا أنه ليس من المهم أن يتسلم ميسى الكرة ليبدأ الفاصل المهارى الخاص به، ولكن الأهم أين يتواجد هيجوين أو تافيز أوجويرو أو ميليتو أو حتى ديميكيليس، الذى سجل هدف التقدم أمام اليونان، فالأرجنتيون يعتمدون على أسلوبهم الممتع فى التحضير من خلال ذكاء لاعبيهم الحركى دون كرة فى المساحات الخالية ليظهر أحدهم فى الوقت والمكان المناسبين لتسجيل الهدف.
■ لاحظت أن مارادونا يزداد نضجاً فى أسلوب إدارته لمباريات الأرجنتين، فهو قليل الانفعال أثناء المباراة، لكنه سريع الفرحة كلما يسجل لاعبو فريقه هدفاً، فمارادونا نجم يحب الكرة الجميلة ويستمتع بالفوز، ويلعب بأسلوب رشيق يمتع الجماهير ويحقق هدف بلاده الأساسى وهو الفوز بمباراة تلو الأخرى، لذا فإنه يجمع بين ميزة اللعب الجميل مع الاحتفاظ برغبة الفوز تحت أى ظروف، فنراه يلعب أمام اليونان دون هداف البطولة هيجوين ليعطى الفرصة لنجوم يعرف مدى تأثيرهم.
■ أتوقع أن تكون مباراة الأرجنتين المقبلة، مع المكسيك واحدة من أمتع المباريات فى البطولة، لكونها مباراة ثأرية للمكسيكيين، الذين أقصتهم الأرجنتين من مونديال ٢٠٠٦، ولكنها ستكون مباراة استكمال المشوار للتانجو للوصول إلى هدفه الأول وهو الدور قبل النهائى.
■ نتيجة مباراة كوريا ونيجيريا كانت متوقعة، ونجح المنتخب الكورى، بما يضمه من مهارات وسرعات، فى حسم بطاقة التأهل الثانية بعد أن خطف نقطة التعادل، فرغم تقدم نيجيريا مبكراً عن طريق كالو أوتشى وتعادل كوريا ومضاعفة بارك شو يونج النتيجة لكوريا الجنوبية فى الشوط الثانى ثم تعادل النيجيريين من ضربة جزاء ليعيد الأمل للنسور الذين واصلوا إهدار الفرص السهلة حتى نهاية اللقاء، لكننى كنت متأكداً من تأهل المنتخب الكورى لأنه الأفضل على مدار المباريات الماضية، ويستحق التأهل، فى حين أرى أن المنتخب النيجيرى يحتاج إلى وقفة للعودة مرة أخرى إلى قوته السابقة.
■ فى تصورى الشخصى أن كوريا لن تنجح هى الأخرى فى استكمال مشوارها بالبطولة عندما تواجه منتخب أوروجواى، الذى استحق لقب «الحصان الأسود»، لما لديه من إمكانيات رائعة وقوة هجومية وأسلوب سريع يتناسب مع إمكانيات لاعبيه، خاصة النجم دييجو فورلان ومعه لويس سواريز، لذا أرى أن المباراة ستكون غاية فى الصعوبة على الكوريين، الذين يمتلكون السرعة فقط، فى حين أن أوروجواى يمتلك السرعة الممزوجة بالمهارة.
المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق