الخميس، 24 يونيو 2010

اللمبي ‏8‏ جيجا شوه أبطاله و ظلم الكوميديا


لم يكن يحلم العرضحالي بانه سيصبح احد اهم المحامين في مصر بالغش والحظ الذي وقف معه مرتين الأولي عندما وجد نفسه محاميا بالاكراه مع عائلة صعيديةحيث التقته داخل المحكمة وتريده أن يترافع عن ابنها‏,‏ والثانية عندما سقط علي رأسه ونقل للمستشفي وزرع له الطبيب شريحة اليكترونية بسعة‏8‏ جيجا ليجرب اختراعه في امداد العقل بالمعلومات والتحكم في سلوك الشخص وحياته‏,‏ ومنه التحكم في مصائر البشر‏,‏ كما فعل اللمبي بعد تحميل ملفات السجل المدني علي الشريحة وقدراته علي كشف هوية من يتعامل معه‏,‏ مما جعله محاميا مخضرما ومشهورا الي ان يصيبه الطبيب بفيروس فيضطرب عمل الشريحة بسبب رفض اللمبي الذهاب معه للمؤتمر الطبي واعلان الطبيب تجربته‏,‏ لأنه محام مشهور ولا يمكن أن يكشف حقيقته في المجتمع‏.‏قصة سينمائية جيدة من محمد سعد‏,‏ لكنها نفذت بشكل ضعيف سينمائيا علي الشاشة خاصة علي مستوي السيناريو والحوار لنادر صلاح الدين‏..‏ فليست هناك فكرة يمكن التقاطها من البداية الي النهاية لان الفيلم يظهر وكأنه اسكتشات كوميدية‏..‏ حاول المخرج والمؤلف ربطها بشكل سينمائي بمراحل تطور الشخصية‏,‏ خاصة مشهد سقوطه علي رأسه في معرض الموبيليات لشراء سرير جديد‏,‏ باعتباره مستر سين الفيلم لانه لولا السرير لما ذهب‏,‏ وسقط‏,‏ وزرعت الشريحة‏..‏ هذا المشهد جاء ضعيفا لنقطة تحول الاحداث التي تتوالي كاسكتشات تعتمد علي كوميديا الموقف كاساس لها في اطلاق البطل لتقديم الكوميديا الشخصية بتفاصيلها مثل ابعاده الجسمانية المتماثلة في انفعالات وجهه وحركاته التي جاءت كثيرا قريبة لحركات السيرك‏..‏ وكوميديا اللغة المعتمدة علي العيب الخلقي في الكلام‏,‏ وخلل التفكير والتصرف في المواقف‏,‏ بقيام سعد برد فعل لا يتناسب مع الموقف نفسه‏.‏مقومات كوميدية يمتلكها سعد لكنه لم يستطع ان يجد المبررات المقنعة في شخصية اللمبي الجديدة‏,‏ خاصة وظهورها متناقضة في تصرفاتها‏..‏ فتارة نجد سعد يتكلم بشكل طبيعي بعيدا تماما عن الشخصية‏,‏ واخري يتقمص الدور‏,‏ بخلاف محاولته الخوض في تقديم كوميديا سوداء كما في مشهد حزن زوجته لعدم قدرتهما علي الانجاب‏,‏ واظهر سعد قدرة علي تقديم هذا النوع من الكوميديا‏,‏ والذي يعد اصعب انواعها‏.‏حاولت مي عز الدين في ادائها لدور الزوجة ان تلاحق كوميديا محمد سعد زوجها‏,‏ لكنها لم تستطع‏..‏ ويحسب لها محاولاتها ايجاد رؤية وابعاد للشخصية مثلها مثل باقي ابطال الفيلم حسن حسني‏,‏ وماجد الكدواني‏,‏ وعبدالله مشرف و يوسف عيد الذين ظهروا مكملين لابراز دور سعد‏.‏عموما يعتبر الفيلم متعدد الموضوعات والقضايا‏,‏ لكن للاسف افسد صناعه كل هذه الموضوعات ببترها وتقديم جزئيات منها‏,‏ خاصة السينارست نادر صلاح الذي اضاف بعض الافيهات الجديدة التي اضحكت الجمهور في الصالة‏,‏ والمخرج اشرف فايق وابرازه لحركات سعد المبتكرة التي اضحكت ايضا الجمهور‏..‏ دون ذلك فالبطل وقع في تكرار شخصية لم تضحك الجمهور بحركاتها ولغتها وطريقتها التي اعتاد عليها‏,‏ مؤمنا بان التكرار في الكوميديا يولد الضحك‏,‏ ولكنه اغفل انه بعد حد معين يصاب المشاهد بالملل وهذا ما حدث مع الجمهور في الصالة‏..‏ ظهر الفيلم وكانه قص ولزق بتشابه الفيلم مع افلام اللي بالي بالك‏,‏ ارض النفاق‏,‏ سر طاقية الاخفاء‏..‏ ليظهر انعدام رؤية المؤلف والمخرج لموضوعات تطرقوا لها باستخفاف مثل الغش‏,‏ الطموح‏,‏ والفقر‏,‏ وحال المجتمع‏,‏ كانت من الممكن ان تكون مادة سينمائية قوية لفيلم كوميدي مؤثر بدلا من فيلم اعتمد علي من كل بستان زهرة‏

الاهرام - د‏.‏ مصطفي فهمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق