الخميس، 1 أبريل 2010

اضحك مع البرادعي !


لا جدال ان د।محمد البرادعي شخصية جديرة بكل احترام وتقدير وقد شغل من المناصب أرفعها ومن الدرجات العلمية أكثرها قيمة ومن السمعة الدولية ما لا يدانيه فيها أحد॥ ومع ذلك فطيبة الرجل وانفصاله عن المجتمع المصري فترة طويلة جعل كلامه وتصريحاته تبدو وكأنه من "كوكب ثاني" علي رأي مدحت صالح. لو قرأت حديث د.البرادعي بعناية لجريدة الشروق ستجده يقول "انه أشهر واحد في مصر الآن" وقد أسس ذلك علي حقيقة مفادها أن عدد الأخبار الموجودة عنه علي شبكة الإنترنت بلغ 6 ملايين خبر!! يا خبر أبيض.. هل علي هذا الأساس يتم قياس الشهرة.. إذن هتلر أشهر لأن عليه 26 مليون خبر وقصة وتحليل. وبعيداً عن خلافي الأساسي مع د.البرادعي وهو خلاف سياسي وليس له علاقة بأقواله وتصريحاته. لكني لا أستطيع أن استبعد من ذهني ان شخصاً مثله يفترض أن يرشح نفسه للرئاسة يقضي وقته أمام شاشة الكمبيوتر ليحصي عدد الأخبار التي جاء ذكره بها علي الإنترنت. المشكلة أن د.البرادعي اختار أن يطوف العالم محاضراً ويحصل علي تكريم رسمي من أكثر من بلد. ونسي أن يبتكر حلولاً لمشاكل مواطنيه الفقراء الذين ينامون علي الأرض ويضربون ويجأرون بالشكوي من الأوضاع الاقتصادية وهو يكلمهم عن تغيير الدستور! ان خطة البرادعي الجهنمية لاحداث ترويج سياسي له هو قيادة ثورة شعبية علي الفيس بوك والجروبات التي انشأها الشباب. رغم أن هؤلاء لا يملكون بطاقات انتخابية ويتعاطون "التغيير" علي انه "موضة" وليس سياسة! الآن شكّل البرادعي مجلس قيادة الثورة من حمدي قنديل والمستشار الخضيري ود.حسن نافعة ود.محمد أبوالغار والدكتور عبدالجليل مصطفي.. وسادسهم المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية.. وكانت أول تصريحات الخمسة الكبار انهم سيتداولون المسئولية فيما بينهم.. يعني قنديل يبقي قانوني والخضيري إعلامي وأبوالغار يجمع توقيعات وغيره.. كراسي موسيقية لناس عايزة عدسات وشهرة وصحف وفضائيات.. كل هذا ولم يفكر مجلس قيادة الثورة التابع للبرادعي "حيبيعوا ايه للناس.. غير الدستور"! علي ان أظرف ما في حملة البرادعي والذين يروجون له هو الاحتفاء بصورة رجل مسن يقبله في المصري اليوم وآخر يصافحه في الدستور.. مع أن "قنديل" محترف لكن فاته أن تكون البداية مؤتمراً شعبياً وليس "صورة" من صلاة الجمعة والناس تغادر الجامع.. قنديل يدير الحملة بالأسلوب الاشتراكي لعبدالناصر.. لكنه لن يقنع الجمهور بالبرادعي وهو يسكن في كومبوند بحراسة وكلام عن الدستور والديمقراطية.. يا حمدي بك انقل علي "المم" وكيف سيقتحم صديقك الفقر والجوع والمرض!.. لكن حيتكلم عنها ازاي وهو لم يجربها هو أو مليونيرات مجلس قيادة الثورة الذين يحيطون به.
المصدر : جريدة الجمهورية - رئيس التحرير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق