أطلق بركان أيسلندا، الذى أصابت سحب الغبار المنبعثة منه مطارات أوروبا بالشلل، مزيداً من أعمدة الدخان والرماد، أمس، فى الوقت الذى أعلنت فيه بلدان القارة مد الحظر على الرحلات الجوية؛ لليوم الثالث على التوالى، بسبب احتواء الغبار البركانى على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها، بينما قال مسؤولون فى أيسلندا إن ثورة البركان «قد تستمر لأيام أو حتى شهور».
وأعلنت المنظمة الأوروبية لأمن الملاحة الجوية «يوروكونترول» عن أن ١٦ ألف رحلة جوية ألغيت، أمس، فى المجال الجوى الأوروبى، بسبب مرور سحابة الرماد البركانى، محلياً، شهد عدد من المطارات المصرية تكدساً كبيراً للركاب واضطراباً فى مواعيد الرحلات المغادرة والقادمة من أوروباً، ووصل عدد الرحلات الملغاة فى مطارات القاهرة والغردقة والأقصر إلى ٤٨ رحلة، كانت معظمها متجهة إلى كل من لندن، وبروكسل، وبرلين، ودوسلدورف، وفيينا، وأمستردام، وجنيف، وميلانو، وفرانكفورت، وميونخ، وباريس، وموسكو.
وأعلنت شركة مصر للطيران أنها ستوفر رحلات للحاجزين فى توقيتات أخرى دون أن تكبدهم أى أعباء مالية إضافية. وقال الطيار علاء عاشور، رئيس شركة الخطوط الجوية، إن مركز الاتصالات الخاص بمصر للطيران يعمل على مدار ٢٤ ساعة للرد على استفسارات الركاب على أرقام ١٧١٧ من أى محمول و٠٩٠٠٧٠٠٠٠ من أى خط أرضى.
من جهته، أكد الدكتور صلاح محمد محمود، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المنطقة العربية والشرق الأوسط، منطقة آمنة وبعيدة تماماً عن حزام البراكين فى العالم.
------
تفاقم أزمة الطيران المدنى فى العالم بسبب «غبار» بركان أيسلندا
أطلق بركان أيسلندا، الذى أصابت سحب الرماد المنبعثة منه مطارات أوروبا ومساراتها الجوية بالشلل، مزيداً من أعمدة الدخان والرماد أمس، فى الوقت الذى أعلنت فيه بلدان القارة مد الحظر على الرحلات الجوية.
وواصل الغبار البركانى القادم من أيسلندا أمس انتقاله باتجاه جنوب فرنسا، حيث يفترض أن يصل خلال ساعات إلى جبال البيرينيه والبحر المتوسط، حسب هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية. وقال المهندس فى الهيئة ميشال دالوز إن البركان مازال يقذف حممه، وشمال البلاد لن ينتهى من السحابة بانتقالها إلى الجنوب. وأوضح أن السحابة يمكن أن تبلغ ارتفاع ١١ كلم، لكنها تتمركز على ارتفاع ٦ كيلومترات، أى الارتفاع الذى تحلق فيه الطائرات تحديدا.
وقال معهد الأرصاد الجوية فى ريكيافيك بأيسلندا صباح أمس إنه لم يلحظ أى تغير فى نشاط البركان الذى انفجر قرب نهر إيجافجالاجوكول الجليدى فى الجزء الجنوبى من أيسلندا الأسبوع الماضى. وأضاف المعهد أن الرياح ستستمر على الأرجح فى دفع سحب رماد البركان باتجاه أوروبا خلال الأيام الـ٤ أو الـ٥ المقبلة.
وفى غضون ذلك، أعلنت المنظمة الأوروبية لأمن الملاحة الجوية (يورو كونترول) أن ١٦ ألف رحلة جوية ألغيت أمس فى المجال الجوى الأوروبى بسبب مرور سحابة الرماد البركانى، وحذرت المنظمة فى بيان أمس من «أن السحابة ستستمر فى التسبب فى اضطراب الوضع خلال الـ٢٤ ساعة المقبلة». وأكدت المنظمة أنه «ليس من الممكن إجراء أى إقلاع أو هبوط للطائرات المدنية فى معظم البلدان بشمال ووسط أوروبا». وأضافت «أن المجال الجوى فى جنوب أوروبا، الذى يضم إسبانيا وجنوب البلقان وجنوب إيطاليا وبلغاريا واليونان وتركيا، سيبقى مفتوحاً».
ووسط توقعات بزيادة سوء الظروف الجوية المعوقة للطيران أمس، مددت الدول الأوروبية الحظر المفروض على الطيران لليوم الثالث على التوالى، بانتظار إعادة تقييم الموقف أولاً بأول، وهو ما أدى إلى تعطيل مئات الآلاف من المسافرين جوا.
من جهتها، أعلنت هيئة السلامة الجوية الألمانية صباح أمس أن إغلاق المجال الجوى لألمانيا سيستمر حتى صباح اليوم، مع إبقاء جميع المطارات الألمانية الدولية، وعددها ١٦ مطارا، والمطارات الإقليمية مغلقة.
وتضرر من إغلاق المجال الجوى الألمانى آلاف الركاب، وبينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى لم تتمكن حتى الآن من العودة إلى وطنها فى أعقاب جولتها فى الولايات المتحدة، حيث إنها اضطرت للتوقف فى العاصمة البرتغالية لشبونة أمس الأول، فى رحلة العودة. وذكرت مصادر حكومية فى برلين أن ميركل ستتوجه إلى العاصمة الإيطالية روما.
ثم تتوجه بحافلة إلى شمال إيطاليا ومنها إلى ألمانيا وليس من المعروف كيف ستتوجه ميركل ووزير خارجيتها جيدو فيسترفيله والرئيس الألمانى هورست كولر إلى بولندا للمشاركة فى مراسم تأبين الرئيس البولندى ليخ كاتشينسكى وقرينته اليوم.
من جهتها، مددت فرنسا إغلاق مطاراتها حول العاصمة باريس حتى مساء اليوم، وذلك بعد أن أرغمت السحابة البركانية ٢٦ مطاراً فرنسيا على الإغلاق. وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى)، أن بريطانيا مدت إغلاق مجالها الجوى حتى الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلى «على أقرب تقدير» محذرة من أن الوضع «يسوء»، وتراجعت عن قرارها برفع الحظر عن الرحلات الجوية المتجهة إلى أيرلندا الشمالية واسكتلندا وشمال إنجلترا بعد ساعات من قرار تخفيف الحظر، فيما وصف متحدث باسم هيئة الطيران المدنى البريطانية الأزمة بأنها «أكبر تعطيل للنقل الجوى منذ هجمات ١١ سبتمبر».
وفى بروكسل، أعلنت وزارة الحركة البلجيكية أن المجال الجوى تم إغلاقه حتى الساعة الثامنة من مساء أمس، وقال مصدر فى الوزارة إن اجتماعاً سيعقد خلال ساعات للبت فى فتح المجال الجوى أو تمديد إغلاقه. واتخذت سويسرا قرارا مماثلا «لأسباب تتعلق بالسلامة».
ومددت التشيك أيضاً إغلاق مجالها الجوى الذى بدأته أمس الأول، وقالت الناطقة باسم مطار براغ إن «المطار سيبقى مغلقا حتى الساعة السادسة من مساء أمس على الأقل». وفى روما، مددت هيئة الطيران المدنى إغلاق المجال الجوى شمال البلاد حتى الساعة الثامنة مساء، قائلة إنها تدرس تمديد الإجراء ليشمل أجزاء أخرى فى البلاد، كما مددت السويد إغلاق مجالها الجوى أمس، وربما يستمر الإغلاق حتى اليوم أيضاً.
وفى لاهاى، أعلنت السلطات إقفال المجال الجوى الهولندى حتى الساعة الرابعة من عصر أمس، وذلك بعد أن أدى الاضطراب فى حركة الملاحة الجوية الهولندية إلى قضاء نحو ألفى مسافر ليلة الجمعة فى مطار شيبول الدولى فى أمستردام. وذكرت الخطوط الجوية الأيرلندية ريان اير- وهى أكبر شركة طيران منخفضة التكاليف فى أوروبا- أنها ستلغى الرحلات من وإلى دول شمال أوروبا حتى الساعة الثانية من ظهر الاثنين.
وأغلقت أستونيا مجالها الجوى بسبب السحابة البركانية، فى حين أغلقت رومانيا مجالها الجوى بشكل جزئى، فى حين بقيت المطارات فى أيسلندا- التى شهدت النشاط البركانى - مفتوحة، حيث إن السحابة الرمادية لم تشملها.
من جانبها، أغلقت بولندا معظم مجالها الجوى أمس الأول، بما فى ذلك مطار مدينة كراكو التى ستقام فيها الجنازة الرسمية للرئيس البولندى ليخ كاتشينسكى اليوم الأحد، إلا أنه مع ذلك يتوقع إقامة مراسم الجنازة فى موعدها المحدد دون تغيير، ولايزال مطار واحد فى جنوب البلاد مفتوحا أمام حركة الطيران وهو مطار رزيسزو، لكن قادة عدد من الدول أعلنوا اعتذارهم عن الحضور.
وفى الهند، قال مسؤولون هنود إن نحو ألف راكب انقطعت بهم السبل فى مطارى مومباى ونيودلهى أمس فى ظل إلغاء رحلات الطيران إلى أوروبا.
وألغت شركات الطيران الأمريكية أمس الأول معظم رحلاتها المتجهة إلى أوروبا أو القادمة منها، بسبب سحب الغبار البركانى، بحسب ما أعلنته الجمعية المهنية الأمريكية لشركات الطيران. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن الجيش الأمريكى اضطر إلى إعادة تغيير مسار رحلات جوية كثيرة بما فى ذلك رحلات نقل الجرحى من أفغانستان والعراق.
وألغى رئيس الوزراء الكندى لورينس كانون زيارته الدبلوماسية إلى روسيا جراء سحابة الرماد البركانى، فيما حالت السحابة دون وصول العديد من الملكات والملوك إلى كوبنهاجن أمس للاحتفال بالعيد الـ٧٠ لملكة الدنمارك مارجريت نظرا لإغلاق المجالات الجوية.
يأتى ذلك فيما يسعى كثيرون من وزراء المالية الأوروبيين للعثور على طريقة يعودون بها إلى أوطانهم بعد مناقشات يجرونها فى أسبانيا بخصوص أزمة الديون اليونانية.
وعن التقييم الاقتصادى للوضع، قال الاتحاد الدولى للنقل الجوى (أياتا) أن التعطل الناجم عن انبعاث الغبار البركانى فى أيسلندا يكلف شركات الطيران أكثر من ٢٠٠ مليون دولار يوميا.
وتأثرت أسهم شركات الطيران أمس الأول، حيث هبطت أسهم لوفتهانزا وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايروايز) وطيران برلين واير فرانس وريانير بنسب تتراوح بين ١.٤ و٣%. وعلى الصعيد الصحى، حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الأول من أن سحب الرماد البركانى المتصاعدة يمكن أن تكون لها تأثيرات صحية ضارة على سكان أوروبا خاصة على الجهاز التنفسى إذا اقترب الغبار البركانى من الأرض.
وبدأ البركان ثورته يوم الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدى ايافيالايوكول. وتسببت تلك الثورة فى تصاعد الغبار البركانى لارتفاع بين ٦ كيلومترات و١١ كيلومترا فى الجو. وكان هذا البركان قد ثار الشهر الماضى، غير أن ثورته هذه المرة تزيد فى قوتها عن الثورة السابقة ١٠ مرات. ويحتوى الغبار البركانى على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التى يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها.
لكن مشكلات النقل الجوى كانت نعمة لشركات نقل أخرى، حيث عملت جميع قطارات شركة يوروستار التى تربط بريطانيا وأوروبا وعددها ٥٨ قطاراً بكامل طاقتها لتنقل حوالى ٤٦٥٠٠ راكب، وقالت متحدثة باسم الشركة إنهم قد يفكرون فى إضافة خطوط أخرى. وقالت شركة أديسون لى لسيارات الأجرة فى لندن إنها تلقت طلبات لرحلات إلى باريس وميلانو وزيورخ وسالزبرج فى النمسا.
--
عالمة أيسلندية لا تستبعد انفجارات جديدة لـ بركان ايافيول
برغم الهدوء
قالت عالمة جيولوجية أيسلندية إن بركان "ايافيول" في أيسلندا، الذي كان الثاني خلال أقل من شهر، يتجه إلى الهدوء على ما يبدو، لكنها حذرت من أن حدوث انفجارات أخرى ممكن جدا في مستقبل قريب.
وقالت سيغرون راينسدوتير أستاذة الجيوفيزياء في جامعة أيسلندا لوكالة "فرانس برس" إن "ما نراه الآن هو تنفيس البركان..حاليا نرى حمما تسقط في البركان أكثر من تلك التي تخرج منه".وأضافت أنها تتوقع تراجعا في حدة البركان "بسرعة". وذكرت أن انفجارا أول لبركان "ايافيول" حدث في 21 مارس في فوهة اأخرى تسمى "فيمفوردوال"، وقد توقف بعد ثلاثة أسابيع، موضحة أ مدة الانفجار الحالي يفترض أن تستمر الفترة نفسها.إلاأنها لم تستبعد حدوث انفجار أو أكثر بعد ذلك "على الأرجح" حتى إذا انتهى الانفجار الحالي.
وتاريخيا، أيقظت انفجارات البركان "ايافيول" بركان "كاتلا" المجاور، الذي يعتبره علماء كثر أنه اأكثر خطورة، والراكد منذ 1918.وقالت العالمة نفسها: "نعتقد أنه (انفجار كاتلا) أمر مرجح جدا (...) لذلك نقوم بمراقبة البركان "كاتلا" بدقة كبيرة".وتابعت أن "المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك، نشط البركان 13 شهرا قبل أن يوقظ كاتلا. لذلك يمكن أن يحدث هذا الأمر خلال شهرين وربما غدا..لا أحد يعرف".
«القومى للبحوث الفلكية»: بركان أيسلندا لن يؤثر على البلاد
أعلن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عدم تعرض مصر لأى مخاطر ناجمة عن بركان أيسلندا الذى اندلع منذ أيام.
وقال الدكتور على عبدالعظيم تعيلب، رئيس المعهد السابق لـ«المصرى اليوم»، إن بعد المسافة عن أيسلندا يجعل مصر بعيدة تماماً عن مخاطر هذا البركان، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن مصر بعيدة أيضا عن ظاهرة البراكين لعدم وجود أى شواهد بركانية بها، موضحا أنه لا يوجد فى الدول المحيطة بها أى شواهد سوى فى منطقة واحدة بالجزيرة العربية وهى «الحارات» بالسعودية بين مكة والمدينة المنورة.
وأضاف «تعيلب» أن ظهور البراكين فى مصر يحتاج إلى أزمنة جيولوجية طويلة المدى تصل إلى ملايين السنين، وهو ما حدث فى الماضى منذ حوالى ٢ مليون سنة، حين ظهرت طفوح بركانية بمنطقتى الجبل الخش فى شمال بحيرة قارون ومنطقة أبوزعبل.
وأوضح أن ما حدث من آثار مترتبة على بركان أيسلندا يسمى «التراب البركانى»، وهو ناتج عن خليط من التراب والمياه والغازات التى تنتشر فى اتجاه سريان الرياح، وعلى حسب قوة البركان ترتفع كمية الأدخنة فى الهواء لتغطى الجو بمساحات كبيرة تعرقل حركة سير الطيران وتحجب الرؤية.
وأشار إلى أن هذه الآثار قد تنتهى فى الأيام المقبلة بعد هبوط الأتربة إلى سطح الأرض من جديد، محذرا من أن تساقط هذه البقايا على الأرض يسبب خسائر جسمية على الصحة والإنسان والحيوان ويسفر عن حالات وفيات بالمئات.
ونفى «تعيلب» وجود علاقة بين ظهور البراكين وظاهرة التغيرات المناخية، لافتا إلى أن البراكين تحدث من باطن الأرض مثل ظاهرة الزلازل، حيث تتسبب الحرارة الشديدة أسفل باطن الأرض فى صهر الطبقات الخفيفة من التربة لتطلق من مناطق الضعف بعد ضغط شديد.
وأكد فى الوقت نفسه أن هذا الأمر يؤثر بشكل خطير على ظاهرة الاحتباس الحرارى، الذى يدعو العالم كله لمواجهتها والتقليل من حرارة الأرض، لافتا إلى أن البراكين تصدر كمية ضخمة من غاز ثانى أكسيد الكربون فى الهواء.
المصري اليوم - تكنولوجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق