رغم أنها فقدت بريقها
18 مايو المقبل يعلن اسم المطرب الفائز بجائزة الميوزيك أوورد العالمية في الاحتفالية المؤجلة من 3 نوفمبر الماضي، والتي يعلن فيها عن المطرب الأكثر مبيعاً في منطقة الشرق الأوسط ومن هذه الأيام وحتي ليلة الإعلان عن الفائز، سوف يدخل كل المطربين المرشحين، وغير المدرجين في الترشيح في جدل كبير، المهتمين بالحصول عليها سوف يعلنون أنها أفضل جائزة، وأنهم حصلوا عليها نتيجة عرق، وكفاح عام كامل، وغير المرشحين أو غير الواثقين في الدخول في المنافسة بالقطع سوف يعلنون أنها جائزة مشبوهة تذهب لمن يدفع أكثر، وأن العبرة ليست في حجم المبيعات كما يقول أصحاب الرأي الأول. لكن في كل الأحوال فهذه الجائزة لم نأخذ منها سوي »وجع الدماغ«، لأنها بالفعل ساهمت في تقسيم الوسط الغنائي إلي معسكرين وبالتالي لا فائدة منها، كما أنها بالفعل تذهب لمن يدفع أكثر، وهذا هو المعروف عنها منذ أن دخلت لأول مرة مصر، عندما حصل عليها عمرو دياب عن ألبومه »نور العين«، وربما وقتها لم نشعر بأن هذه الجائزة مدفوعة الأجر لأن الكاسيت كان في غير مجده، والمبيعات بالفعل كانت كبيرة، وبالتالي لم نشك لحظة بأن هناك مبلغاً يدفع إلي أن أصبحت هذه الجائزة مسار اهتمام كل المطربين العرب، وتسببت في مشاكل بين الشركات ونجومها، لأن كل نجم كان يريد دعم من شركته حتي ينال الدرع، كما ظهرت مشاكل من نوع آخر، وهي تنافس النجوم داخل الشركة الواحدة في الحصول عليها، وكان هذا واضحاً من خلال ما تناولته الصحف، والمواقع الإخبارية علي الإنترنت، خاصة بين عمرو دياب، وإليسا، وتارة أخري بين دياب وحسين الجسمي داخل أروقة روتانا، حتي شيرين عندما وجدت أن الأمر لن يصب في مصلحتها خرجت وأعلنت أن الجائزة عرضت عليها بمقابل مبلغ مالي ، ولكنها ترفض أن تنال جائزة مدفوعة الأجر، إذن فالميوزك أوورد لم تعد الجائزة التي يحرص أي فنان أن يزين بها منزله أو تكون ضمن سيرته الذاتية. ربما في أوروبا وضعها مختلف لأنهم هناك حريصون علي نظافة كل شيء ويعلنون بمنتهي الدقة عن حجم المبيعات الحقيقي دون تزييف، وبالتالي لا خلاف علي النجم المتوج، كما أننا نلاحظ أن الشاشات تنقل سعادة النجوم المتنافسين الذين لم يحصلوا عليها، وتهنئتهم للفائز بشكل يعكس الحيادية التي هم عليها، أما نحن هنا فالأمر مختلف، الحروب تشتعل وتجد من يزكيها، ويدعمها لأن الأغلبية منهم غير واثقة في فنه وهنا لابد وأن نذكر أسماء كبيرة مثل هاني شاكر ومحمد منير، وعلي الحجار الذين لم ينشغلوا يوماً بهذه الجائزة. وإذا كانت أوروبا وضعها مستقر في حركة البيع، فالأمر عندنا مختلف أرقام البيع غير حقيقية باعتراف شركات الإنتاج نفسها، لأن الإعلان عن الرقم الأصلي يعني دفع مبالغ كبيرة للضرائب، ويعني أن جمعية المؤلفين والملحنين سوف تحصل حقوق خيالية عن الطبع الميكانيكي »البيع«، لكن ما يحدث أن كل منتج يرسل للجمعية مبلغاً قطعياً يساوي مبيعات 10 آلاف ألبوم، ومع تدهور عملية البيع أصبحوا يتهربون حتي من دفع هذه القيمة. الصراع علي الميوزك أوورد لم يعد له التأثير الإيجابي الذي يفخر به أي مطرب لأنها تحولت إلي شو إعلامي فقط يستغل في الدعاية والترويج للفنان، ويظل في هذه الحالة لمدة أسبوع أو أكثر ثم يعود لصمته. ولا أعرف ما قيمة جائزة لا تمنح للأرقام الحقيقية في البيع رغم أنها في الأساس تمنح للأكثر مبيعاً، لكن علي ما يبدو أننا نعيش عصراً كل شيء فيه غير مطابق للواقع عصر البيع والشراء. هذا العام أعلن عن منافسات بين عمرو دياب وإليسا وتامر حسني لنيل الجائزة، وإن كان هناك شك حول تامر لأن منتجه محسن جابر أعلن منذ فترة ليست قليلة عن رفضه الدخول في مزاد الجائزة، وبالتالي فهي محصورة بين نجوم روتانا عمرو دياب آخر من حصل عليها في 2008، وإليسا التي حصلت عليها في 2005 و2006، وبالتالي أصبحت روتانا في مأزق كبير، من تساند عمرو نجمها الأول أم إليسا؟، خاصة أن عام 2008 شهد توتراً بين عمرو وروتانا بسبب الميوزك أوورد مما اضطره للاستعانة بصديق لدعمه في الحصول عليها. وبالمناسبة القائمون علي الميوزك أورد يعتبرون أن المبلغ الذي تدفعه الشركة أو للمطرب للحصول علي الجائزة هو نوع من أنواع التبرع للخير، وربنا يديم المعروف.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق