السبت، 24 أبريل 2010

بحيرة قارون تستغيث ‏!‏


كان من المفترض أن تكتب شهادة وفاتها بيئيا عام‏2008‏ ولكن نتيجة تدخل سريع بإنشاء مصنعين لاستخراج الأملاح منها‏,‏ تم إنقاذ بحيرة قارون أقدم مسطح مائي في التاريخ.
حيث كانت منذ الأزل بحيرة عذبة‏,‏ ولكنها تموت الآن بسبب الملوحة الناتجة عن صرف مياه الصرف الصحي والزراعي بها‏,‏ والتي تبلغ‏900‏ ألف طن سنويا‏.‏البحيرة تتعرض لخطر شديد والحلول جاءت مختلفة‏..‏ البعض يري أن الردم هو الحل بحجة إنشاء قري سياحية ومشروعات استثمارية‏..‏ والبعض يري أن الردم جريمة بيئية لا يجب ارتكابها‏.‏تحقيقات الأهرام رصدت مشاكل البحيرة علي الطبيعة‏..‏المهندس عويس سعيد مدير عام شئون البيئة بمحافظة الفيوم قال‏:‏ إن شهادة وفاة البحيرة تأجلت إلي عام‏2028,‏ بعد إنشاء مصنع الملح الذي يقوم باستخراج‏250‏ ألف طن من أملاح البحيرة سنويا مما قلل من نسبة ملوحتها‏..‏ والمصنع الثاني سيقوم باستخراج‏650‏ ألف طن أخري سنويا‏,‏ وأضاف ان البحيرة ستتعرض لخطر كبير عندما تصل الملوحة بها إلي‏50‏ جراما في اللتر الواحد‏,‏ والغريب أن هذه البحيرة كانت عذبة في عهد الفراعنة‏,‏ لكنها بفعل الصرف تحولت إلي بحيرة مالحة‏..‏ مما ينسف الفكرة التي ينادي بها البعض بضرورة نسف البحيرة والتخلص منها‏.‏ويضيف أن الفيوم لها طبيعة خاصة فمعظم المحافظات تصرف مياهها في نهر النيل‏,‏ لكن الفيوم ـ نتيجة لأنها منخفضة وبالتالي البحيرة هي المستقبل الوحيد لعمليات الصرف التي تصل إلي مليار متر مكعب سنويا‏.‏ ويؤكد أن هناك عشرات الطرق التي يمكن بها الحفاظ علي البحيرة كأحد المعالم الطبيعية دون عناء‏.‏ أولاها أننا نتوسع في شبكات الصرف الصحي في القري المجاورة حيث يجري الآن عمل‏42‏ مشروع صرف للتخفيف عن البحيرة‏,‏ كما أننا نناضل من أجل مشروع خط صرف من البحيرة إلي وادي الريان سيتكلف‏750‏ مليون جنيه لكنه سوف يساعد في استصلاح‏12‏ ألف فدان لكن التمويل عطل هذا المشروع القومي لإنقاذ البحيرة من المتربصين بها‏,‏ وهناك حل آخر سهل وهو تعميق مستوي البحيرة ليعود إلي المنسوب القديم حيث أن البحيرة تتعرض للردم عن طريق الطمي القادم من الأراضي الزراعية وصرفها‏,‏ وكذلك من الرمال التي تأتي من الجبال المجاورة‏,‏ مما يؤدي إلي رفع منسوب المياه بها‏,‏ ويجب عمل مصدات للرمال بجوار الجبل عن طريق زراعة الأشجار‏.‏ويرفض الفكرة بشدة المهندس كمال طه الشريف رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بمحافظة الفيوم ويري أن ردم أجزاء من البحيرة هو نوع من الجهل المتعمد فالحل يكمن في تحسين نوعية ماء الصرف في البحيرة عن طريق معالجة الصرف الصحي‏,‏ وهناك مشروع عملاق يتم الآن في المحافظة لتخفيف العبء عن البحيرة‏,‏ وكذلك يجري حاليا تنفيذ المشروع الطموح الذي تقوم به هيئة مياه الشرب مع شركة الفيوم والمحافظة لتشغيل محطات معالجة الصرف‏,‏ فأي ردم ليس في مصلحة البيئة لأن الردم سوف يقلل عمق البحيرة ويرفع منسوبها وسوف يعمق المشكلة‏,‏ فردم البحيرة التي تعتبر أكبر مصرف مائي للأراضي الزراعية بالفيوم يعتبر بمثابة شهادة معتمدة من جهة رسمية بتبوير متعمد لـ‏400‏ ألف فدان‏..‏ ونحن لن نشارك في تلك المذبحة البيئية‏.‏


الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق