تتوحد فيها الحضارة الفرعونية مع الإسلامية والقبطية
بدأ العشرات من بدو سيناء وأهالى العريش التدفق على شاطئ البحر المتوسط، للاحتفال بأربعاء أيوب، والتبرك وطلب الشفاء أو طلب الإنجاب، وهى عادة قديمة فى سيناء، تزامنا مع استعداد المحافظة لاستقبال شم النسيم من خلال إلغاء إجازات مفتشى التموين والتفتيش على المحال ورفع مستوى النظافة فى المدينة وتجميلها لاستقبال الزوار.
وتقول الأسطورة إن نبى الله أيوب شفى على شاطئ البحر من مرضه برفقة زوجته فى مغرب اليوم، وبالتالى يفد كل من له حاجة فى هذا اليوم للتبرك والدعاء قرب منطقة النبى إلياس بالعريش، ففى هذا اليوم يقوم الرجال والنساء بالنزول للاستحمام، إما لشفاء من مرض عضال، وإما للتقرب من الله تعالى والدعاء لشفاء النساء من العقم حتى يتم الحمل وإنجاب الأطفال.
وقد نصبت الخيام على شاطئ العريش، وتجلس عشرات الأسر بطعامها وشرابها للاحتفال بالذكرى، إلا أن الأمر يتلاشى رويدا بمرور السنوات ويقل عدد الرواد.
يشار الى ان المصريين يحتفلون على اختلاف طبقاتهم ودياناتهم بأسبوع الآلام -بداية من صلب السيد المسيح إلى قيامته في اللاهوت القبطي- وبشم النسيم وهى الاحتفالات التي تتوحد فيها وتتعانق الحضارة الفرعونية مع الإسلامية والقبطية في تناغم فريد من نوعه يؤكد على وحدة المصريين وتماسكهم منذ القدم.
فبداية من عيد التسبيح أو عيد الزيتونة أو احد الشعانين في سابع احد من الصوم الكبير، يحتفل أقباط مصر ومسلموها أيضا بذكرى دخول المسيح عليه السلام أور شليم تحقيقا للنبؤة التي بشر بها النبي زكريا والناس حوله يسبحون وهو يأمر بالمعروف ويحث على الخير,وكانوا يحملون في أيديهم سعف النخيل كرمز للترحيب به ولهذا سمى أحد الخوص (السعف).
والاثنين يتناول المصريون الغداء ( اثنين الفقوص) ويوم الثلاثاء يتناول المصريون العدس (ثلاثاء العدس) ثم يستحم المصريون بنبات الرعرع الذي يقال أنه النبات الذي شفى أيوب عليه السلام من الآمه وسمى أربعاء الغبيرة ثم خميس العهد والجمعة الكبيرة حيث يفطر الأقباط المر( الترمس ).
ثم يأتى شم النسيم عيد الربيع (اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل في الخامس والعشرين من شهر بريمهات) ويعتقد أن هذا اليوم هو أول الزمان أو بداية خلق العالم .
ويحدد ذلك اليوم والاحتفال به في لحظة الرؤيا عند الهرم الأكبر عندما يجلس الإله على عرشه فوق قمة الهرم وهو الساعة السادسة تماما من ذلكاليوم حيث يتجمع الناس في احتفال رسمي أمام الواجهة التي بها الهرم حيث يظهر قرص الشمس خلال دقائق معدودة قبل الغروب وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وتظهر معجزة الرؤيا عندما يشطر ضوء الشمس واجهة الهرم الي شطرين.
وأطلق قدماء المصريين على ذلك العيد اسم (شمو) اى بعث الحياة وحرف الاسم على مر الزمن وأضيفت إليه كلمة النسيم تسمية إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.
ويرجع احتفال قدماء المصريين بذلك العيد إلى عام 2700 قبل الميلاد في أواخر الاسرة الثالثة وقد احتفل الأقباط بشم النسيم الذي توافق مع موعد احتفالاتهم بعيد القيامة المجيد وأصبح الاحتفال بأسبوع الآلام الذي يبدأ بأحد السعف أو الشعانين.وينتهي بشم النسيم احتفال شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب المصري منذ أيام الفراعنة حتى اليوم فهو يوم الخلق الجديد في الطبيعة الذي تنبعث فيه الكائنات ويتجدد فيه النبات وتزدهر الخضرة وتتفتح الزهور وتهب نسائم الربيع و فيه يخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات من شروق الشمس حتى غروبها وتمتلئ صفحة النيل بالقوارب التي تزينها الزهور , ولشم النسيم أطعمته التقليدية وعاداته وتقاليده من البيض والفسيخ والبصل والخس .
الخميس، 1 أبريل 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق