الاثنين، 29 مارس 2010

مبارك للقمة : انهاء الاحتلال الطريق لعلاقة طبيعية بين اسرائيل و العرب


مصر لن تألو جهدا من اجل إحلال السلام بالمنطقة
قال الرئيس مبارك - فى كلمة وجهها للدورة الـ22 للقمة العربية وألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء - إن السلام القائم على التسوية العادلة للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها، وإعادة كامل الأراضى العربية المحتلة بما فى ذلك الأرض السورية واللبنانية، يظل الخيار الأمثل للجميع. عربا وإسرائيليين، وهو الطريق الوحيد لقيام علاقة طبيعية بين الجانبين تقوم على الندية والإحترام المتبادل.
وأكد الرئيس حسنى مبارك أن مصر، كعهدها، لن تألو جهدا فى العمل من أجل إحلال السلام والإستقرار فى منطقة الشرق الأوسط واستعادة الحقوق العربية وتجاوز الخلافات والإنقسامات إنطلاقا من إيمانها بأن هويتها العربية تظل المكون الرئيسى للمصلحة الوطنية المصرية.
وأضاف أن استمرار الإنقسام الفلسطينى يظل وضعا مؤسفا بكل المقاييس، فهو يصب فى خانة تقوية شوكة الإحتلال ويباعد بين الفلسطينيين وبين هدف قيام الدولة المستقلة.
وتابع الرئيس مبارك "إنه ليس بخاف على أحد ما بذلته مصر من جهد للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية لإتمام عملية المصالحة ولم يتوقف الجهد المصرى إلا بعد أن تبين لنا أن البعض يحجب توقيعه على الوثيقة التى تم التوصل إليها لأسباب واهية وإرتباطات خارجية لا تضع قضية التحرير والإستقلال وإقامة الدولة هدفا مركزيا ووحيدا بل تتداخل لديهم الأهداف والمصالح وتتراجع على أجندتهم الأولوية الرئيسية لهذه القضية المركزية، وسوف تستمر مصر فى جهودها فور أن تتوافر لدينا مؤشرات الجدية والإرادة على النحو اللازم والمطلوب".
وأكد الرئيس مبارك أن تطوير آليات العمل العربى المشترك يظل أحد المهام الرئيسية للمرحلة الحالية والمقبلة خاصة مع التطورات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها العالم من حولنا، ولقد بادرنا قبل سنوات باتخاذ بعض الخطوات على طريق تطوير جامعتنا العربية، مشيرا إلى أن الحاجة تشتد اليوم لاستكمال هذه الخطوات بخطى سريعة وفعالة.
وفيما يلى نص كلمة الرئيس حسنى مبارك التى ألقاها نيابة عن سيادته الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء:الأخ العقيد معمر القذافى قائد ثورة الفاتح.. ورئيس القمة.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية.. الإخوة والأخوات.
أود فى البداية أن أعبر عن الشكر والتقدير لأخى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر على جهوده خلال توليه رئاسة الدورة السابقة للقمة. أتمنى كل التوفيق والنجاح لأخى العقيد معمر القذافى فى تولى المسؤوليات الكبيرة التى ستقع على عاتقة كرئيس للقمة لعام قادم.تنعقد هذه القمة فى ظرف إقليمى ودولى دقيق. فالوضع العربى الحالى يقتضى منا وقفة صريحة مع أنفسنا نحن القادة العرب. نتأمل فى إطارها أحوال أمتنا. ما يحيق بها من مخاطر. وما تواجهه من تحديات. وننظر فى إعادة توجيه مسار عملنا العربى المشترك.. بما يمكننا من تجاوز الإنقسامات والخلافات. ويتيح لنا العمل معا من أجل تحقيق تطلع شعوبنا للسلام والأمن والتنمية.إن دولنا تواجه من داخلها تحديات كثيرة. تتطلب منا مواصلة جهود التطوير والتنمية. لنحقق طموحات شعوبنا للنمو والحياة الأفضل . كما يواجه عالمنا العربى فى ذات الوقت العديد من التحديات والمخاطر الخارجية التى تتجاذبه فى اللحظة الراهنة.. وأخص بالذكر منها تحديين رئيسيين :
الأول: يتمثل فى النزاع العربى الإسرائيلى .. المستمر بكل إشكالياته وتعقيداته .. مابين إستمرار الإنقسام الفلسطينى .. وممارسات وسياسات ومواقف إسرائيلية تتجاهل الشرعية الدولية .. وتبرهن على عدم رغبة إسرائيل فى الإنخراط فى جهد حقيقى للتفاوض وتحقيق السلام العادل والشامل.
الثانى: يتمثل فى المواجهة الإيرانية الغربية المرتبطة بالملف النووى الإيرانى .. وهى مواجهة تقترب بمنطقتنا من حافة الهاوية .. وتزيد من الإستقطابات التى تشهدها العديد من دولنا .. بل وتضع الجميع فى حالة من الترقب لما يمكن أن تسفر عنه .. وما يمكن أن تحمله تداعياتها على منطقتنا العربية وشعوبها.
إن هذين المثالين يجسدان معضلة تحقيق الإستقرار والسلام فى الشرق الأوسط .. ومعضلة صياغة موقف عربى واحد وفاعل إزاء مايطرحانه من تحديات .. وماينطويان عليه من تهديدات ومخاطر.
ففيما يتصل بالمواجهة الإيرانية الغربية لايزال الوضع غامضا .. ونحن نتابع ونرصد تحركات مقلقة فى أنحاء متفرقة من المنطقة .. فى المشرق العربى والخليج وصولا إلى مدخل البحر الأحمر .. تحركات تستهدف تحقيق مكاسب فى تلك المواجهة على حساب السلام والإستقرار العربى .. وهو أمر نحذر منه لما له من عواقب خطرة على الأمة العربية.
إننا فى مصر نؤكد ضرورة تسوية الملف النووى الإيرانى من خلال الحوار والوسائل السياسية .. وتجنب اللجوء إلى إستخدام القوة العسكرية لما لها من تداعيات كارثية على المنطقة .. كما نؤكد فى ذات الوقت حق كافة الدول اطراف معاهدة منع الإنتشار فى الإستخدامات السلمية للطاقة النووية .. مع مراعاة حق المجتمع الدولى فى مراقبة أنشطة هذه الدول .. وفق الإلتزامات التى تفرضها ذات المعاهدة . وفوق كل ذلك -ومعه - فإننا نعاود تأكيد ضرورة أن يقترن التعامل الدولى مع ملف إيران النووى .. بتعامل مماثل مع قدرات إسرائيل النووية .. بذات القدر .. وبعيدا عن الإنتقائية وإزدواج المعايير.
أما فيما يتعلق بالنزاع العربى الإسرائيلى فإن القضية الفلسطينية تظل جوهر هذا النزاع ومفتاح تسويته.. كما يظل تأخر السلام العادل الخطر الأكبر الذى يهدد أمن وإستقرار الشرق الأوسط.
إن الإدارة الأمريكية تواصل سعيها لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى من أجل التوصل إلى إتفاق للسلام .. وإذا كانت لنا ملاحظات على النهج الذى اتبع لتحقيق هذه الغاية.. فإن الإصرار الذى اتسم به التحرك الأمريكى منذ بداية الإدارة الحالية يدفعنا لتشجيعها على مواصلة جهودها.. لكى نتمكن من تحقيق الهدف الذى نبتغيه جميعا وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .. وتسوية النزاع العربى الإسرائيلى بشكل نهائى.
من المؤسف إن تقابل إسرائيل هذه الجهود بمواقف تتحدى إرادة المجتمع الدولى. وإجراءات وقرارات تستفز مشاعر العرب والمسلمين .. تحرض على المواجهة.. تغذى العنف والتطرف.. وتدفع بنا خطوات إلى الوراء. مابين تسريع لأعمال تهويد القدس والنشاط الإستيطانى فيها ومن حولها .. إلى ضم مواقع فلسطيية إسلامية لقائمة التراث اليهودى.. فضلا عن إقتحام قواتها ومستوطنيها لساحة المسجد الأقصى وحرمه الشريف.. واستمرار ممارساتها بالضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق