الأحد، 28 مارس 2010
القدس تتصدر اعمال القمة العربية في سرت وسط إجماع على حمايتها
مشاريع للتضامن مع لبنان.. وضم إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار
تصدرت حماية مدينة القدس مباحثات الزعماء والقادة العرب المجتمعين في القمة العربيية الثانية والعشرين بمدينة سرت الليبية التي انطلقت فعالياتها السبت واتفق على تسميتها بقمة "صمود القدس، بحضور 14 قائدا عربيا وغياب 8 قادة- بينهم العاهل السعودي ورؤساء مصر ولبنان والعراق.
وبدأت أعمال القمة بخطاب ألقاه أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني- قبل أن يسلم الرئاسة إلى ليبيا، طالب خلاله القمة العربية باتخاذ قرارات فعلية تتعدى الإدانة والشجب فيما يتعلق بالقدس؛ من أجل التصدي لأفعال الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة.
وأضاف أمير دولة قطر أن "العمل العربي يواجه أزمة حقيقة ، وهذا ما كنا ندركه من متابعة التطورات الراهنة ، وما أكدته الشواهد خلال رئاسة قطر الدورة الماضية للقمة العربية".
من جانبه دعم الرئيس الليبي معمر القذافي مطالب أمير دولة قطر، مؤكداً ضرورة العمل المشترك من أجل مواجهة الواقع الصعب الذي تعيشه الشعوب العربية.كما دعا القذافي إلى تشكيل لجنة عليا للاتصال بين القادة العرب.
الامين العام للجامعة عمرو موسى دعا القمة العربية إلى ضرورة التعامل مع كل التحديات التي تواجه الشأن العربي- وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تشهد استمرارا في الأعمال الإسرائيلية المناهضة للسلام مثل مواصلة الانشطة الاستيطانية؛ مؤكداً أن إسرائيل تحاول فرض واقع سئ على أجواء السلام، لكن وقف الاستيطان سيكون شرطاً لاستئناف المفاوضات.
موسى اكد أيضاً ضرورة خلو المنطقة من الاسلحة النووية، وضرورة أن تنضم إسرائيل لمعاهدة منع انتشار النووي.
واقترح موسى إنشاء تجمع لدول الجوار العربي, يضم الدول غير العربية ذات القواسم المشتركة , وبينها اثيوبيا واريتريا وتشاد وإيران وتركيا, مستبعدا اسرائيل من هذا التجمع.
واستبعد الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" التوصل إلى أي اتفاق سلام مع إسرائيل دون إنهاء الاحتلال للأراض الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف؛ حيث قال إن "القدس هي درة التاج, وبوابة ومفتاح السلام , ونؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب, وكل حجر من القدس, ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين, ولن يكون هناك أي اتفاق للسلام لايتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس".
ودعا الرئيس عباس- فى خطابه للقادة العرب المشاركين بالقمة العربية (قمة دعم صمود القدس) في مدينة سرت الليبية أمس "السبت"- المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس.. وطالب بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها, وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى. وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أن إنقاذ حل الدولتين ومايتعرض له من خطر.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعا إلى تحالف عربي تركي إسلامي "يرد على محاولات المساس بمقدسات الأمة الإسلامية ويبني مستقبلا مزهرا للمسلمين".
وقال أردوغان: "نحن نريد في هذه المرحلة رؤية نهاية الطريق وليس خريطة الطريق، فالقدس هي قرة عين العالم الإسلامي وهي القبلة الأولى ولا يمكن قبول إعتداءات إسرائيل على المقدسات إطلاقا".وأكد أردوغان أن نشاط المستوطنات في القدس الشرقية ليس مقبولا أو له مبرر و"لا يتلائم مع القانون الدولي ولا ضمير الإنسانية".
ومن جانبه أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عدم شرعية الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، ودعا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لضرورة العودة لطاولة المفاوضات.
وتناقش القمة العربية مشروع قرار حول التضامن العربي مع لبنان؛ وآخر يطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار النووي.
وكان وزراء الخارجية العرب قد توصلوا إلى قرار يدعم جهود المقدسيين والعرب لمواجهة الاستيطان بمبلغ يصل إلى نصف مليار دولار لرفعه إلى القمة للمصادقة عليه. كما اتخذ الوزراء عدة قرارات لتفعيل التحرك العربي- بحسب تصريحات موسى.
فلسطينيون يطالبون بالدعم
وعلى الصعيد الفلسطيني، تظاهر عشرات الفلسطينيين قبالة الحدود بين قطاع غزة ومصر أمس السبت لمطالبة القادة والرؤساء والملوك العرب المشاركين في القمة العربية في ليبيا باتخاذ "قرارات فاعلة لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته".
ورفع المتظاهرون في المسيرة التي دعت إليها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قرب السياج الفاصل في مدينة رفح لافتات تطالب بمواقف عربية جادة في مواجهة إسرائيل وأخرى تحث على التحرك لإنقاذ مدينة القدس ورفع الحصار عن قطاع غزة.
تضامن مع لبنان
وتناقش القمة العربية مشروع قرار حول التضامن العربي مع لبنان يؤكد على التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وامن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه.
ويطالب المشروع- الذي رفعه وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم التحضيري للقمة الجمعة- بضرورة دعم الدور الوطني الذي يقوم به الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني وفي كافه المناطق اللبنانية. كما يدعم المشروع موقف الحكومة اللبنانية الذي يدعو إلى مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرار 1701 ووضع حد نهائي لانتهاكات إسرائيل له وتهديداتها الدائمة. كما يؤكد على حق لبنان في مياهه وفقا للقانون الدولي وذلك بوجه الأطماع الإسرائيلية ومطالبة إسرائيل بالتعويض عن الخسائر التي لحقت وما تزال بمياه لبنان جراء الاحتلال والعدوان الاسرائيليين.
إخلاء المنطقة من النووي
ويناقش مجلس الجامعة العربية مشروع قرار يطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
وجاء في مشروع القرار أن الأسلحة النووية والاستمرار في حيازتها وتطويرها تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين, وتتناقض مع الأهداف التي تسعى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية لتحقيقها, وأن استمرار السياسات الأمنية والدفاعية القائمة على حيازة واستخدام السلاح النووي ضد الدول غير النووية لأغراض الردع تنتقص من مصداقية نظام منع انتشار الأسلحة النووية ومشروعيته.
ويدعو مشروع القرار مؤتمر الاستعراض لعام 2010 إلى أن يطالب إسرائيل - تنفيذا لما تم تبنيه في وثيقة مؤتمر المراجعة عام 2000 - بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية دون قيد أو شرط وكدولة غير نووية وأن تعمل على إخضاع جميع منشآتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية واعتبار ذلك خطوة أساسية نحو إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وفي حال عدم انصياع إسرائيل، يدعو المشروع الوكالة الدولية الذرية إلى وقف البرامج الفنية التي تقدم إلى إسرائيل وتعليق تعاونها معها في الميدان النووي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق