بعد عام كامل من رفضه الحديث إلى وسائل الإعلام، بسبب مشكلته مع وزير الثقافة ومحافظ القاهرة بعد قرارهما بهدم مسرحه، خرج جلال الشرقاوى عن صمته بمجرد حصوله على حكم من محكمة القضاء الإدارى الثلاثاء الماضى بوقف تنفيذ جميع القرارات، التى يترتب عليها هدم المسرح، وهى الدعوى التى اختصم فيها «الشرقاوى» سبعة أفراد هم:
وزيرا الثقافة والداخلية ومحافظ القاهرة ورئيس البيت الفنى للمسرح ورئيس حى عابدين ورئيس الإدارة العامة للحماية المدنية ورئيس إدارة المحال بحى عابدين بصفتهم، وفى الوقت نفسه رفضت محكمة القضاء الإدارى أيضا الدعوى التى رفعها فاروق حسنى وزير الثقافة ضد «الشرقاوى» لرفضه تنفيذ قرار الإزالة، بل حكمت عليه المحكمة بغرامة قدرها ٤٠٠ جنيه، هذا من واقع الأوراق الرسمية التى حصلت عليها «المصرى اليوم» وتصريحات الشرقاوى.
أعرب جلال الشرقاوى لـ«المصرى اليوم» عن سعادته بالحكمين، وقال: «هذا يؤكد أن القضاء المصرى هو الملجأ الوحيد لكل صاحب حق ضاع منه، وفشل بكل الطرق فى استرداده، فبعد رفض وزارة الثقافة منحى ترخيصاً بتجديد مسرح الفن لمدة أخرى وقرارها بتسليم المسرح وهدمه، رفعت دعوى ضد الوزارة فى محكمة القضاء الإدارى التى أصدرت حكمها فى جلسة ٤ أبريل من العام الماضى بوقف قرار الوزارة ومنح مسرحى التراخيص اللازمة لمزاولة نشاطه، وعندما طلبت منهم تنفيذ الحكم قالوا: «هات موافقة رئيس حى عابدين)،
وعندما اتجهت إليه، قال لى: (هات لى موافقة من محافظ القاهرة)، وعندما اتجهت إلى المحافظ قال لى: (هات لى موافقة الدفاع المدنى)، وبعد كل ذلك، تم تشكيل لجنة من ١٧ فرداً من تلك الهيئات لمعاينة المسرح، وفى المرة الأولى قالت اللجنة إن شبكة الإطفاء الموجودة فى المسرح لا تصلح رغم تأكيداتى لهم أنها هى نفسها الموجودة فى جميع مسارح الدولة بما فيها الأوبرا فقالوا لى: (نحن غير مسؤولين عن باقى المسارح كلمنا عن مسرحك فقط)، ثم طلبوا إلغاء جميع أجهزة الإطفاء فى المسرح، وتركيب «طلمبة» مياه أمريكية الصنع بقوة دفع ٧٥٠ جالون فى الدقيقة، وطلباتهم التعسفية «ماهزتنيش»، واشتريت الطلمبة الأمريكية المطلوبة بمبلغ ٧٥٠ ألف جنيه، وهى أول طلمبة أمريكية تدخل مسارح مصر،
كما غيرت شبكة الإطفاء كاملة فى المسرح من الداخل والخارج، رغم صلاحية الشبكة القديمة، وفى المرة الثانية، طلبت اللجنة تركيب شبكة فى سقف صالة العرض، وهو إجراء أول مرة أسمع عنه، ولا يوجد فى أى مسرح فى العالم، ورغم ذلك وافقت على طلبهم، ثم جاءت وجربت الشبكة وانبهرت بها، وفى نهاية المعاينة، طلبت فتح باب خروج ثالث للمسرح على حسب قولها ليكون لكل ٦٠٠ كرسى ثلاثة مخارج، فألغيت البلكون ليصبح عدد كراسى المسرح ٥٨٠ كرسى فقط، ثم قالت أن سقف المسرح مصنوع من الخشب، فرددت أنه تم دهان كل حوائط وسقف المسرح بمادة تؤخر اشتعال الحريق لمدة ساعتين».
وأكد الشرقاوى أنه لبى كل الطلبات خلال ٨ معاينات، وفى النهاية قالوا له إنه إذا حدث حريق فإن الشوارع المحيطة بالمسرح ضيقة ولا تسمح لعربات الإسعاف والمطافئ بالدخول، فقال لهم: على يمين المسرح شارع رمسيس وعلى شماله شارع الجلاء، ولا أستطيع أن أوسعهما، فأوصت اللجنة فى تقريرها بعدم تشغيل المسرح، وقال: رفعت دعوى قضائية ضدهم ودخل معى فى الدعوى متضامنا ممدوح الليثى بصفته رئيس اتحاد النقابات الفنية والحمد لله القضاء أنصفنى بهذا الحكم، وتم رفض الدعوى التى رفعها ضدى وزير الثقافة لغلق المسرح،
وبهذا الحكم، سيتم افتتاح المسرح دون انتظار رأى تلك الجهات، وذلك حسب القانون، لأن الامتناع عن تنفيذ هذا الحكم أو منعى من افتتاح مسرحى سيكون جنحة ضد وزير الثقافة ومحافظ القاهرة، وبالتالى سأبدأ خلال أيام بروفات مسرحية «دنيا أراجوزات»، على أن يتم افتتاحها فى منتصف الشهر المقبل وهى نوع من أنواع الكبارية السياسى عبارة عن ٤ تابلوهات تتعرض لمشاكل البلد وجميع الأزمات التى تعرضت لها خلال الفترة الماضية، وسيتم إهداء العرض إلى القضاء المصرى الشريف.
وأكد الشرقاوى أنه تعرض لخسائر مادية كبيرة لتنفيذ طلبات تلك اللجان وصلت إلى مليون وخمسمائة وخمسين ألف جنيه، كما أنه طوال سنة وسبعة أشهر من إغلاق المسرح كان يدفع رواتب ٣٥ عاملا فى المسرح شهريا، أما الضرر النفسى الذى تعرض له حسب قوله: «لن تعوضنى مليارات الدنيا عنه، وأحب أن أقول: «أتقوا الظلم فإن الظلم يصبح ظلمات يوم القيامة، كما قال رسول الله».
وقال: أنا ضد وزير الثقافة وسياسته فى التعامل مع المسرح وإصراره على إقامة مهرجان تجريبى للمسرح، رغم أنه يسىء إلى أذواق الشباب ويهدر أموال الدولة، لأنه مسرح «جسد»، الذى يسعى الوزير إلى إعلائه، وأنا أقدس مسرح الكلمة، كما أن الجسد ليس له علاقة بالتجريب، لأنه موجود منذ بداية القرن العشرين إذن أين التجريب؟ وللأسف أصبح هذا المهرجان الظاهرة المسرحية الوحيدة فى مصر الذى «يلم حثالة» فرق أوروبا وأمريكا، وإنصاف المحترفين حتى يتعرفوا هنا على بعضهم».
وأكد الشرقاوى أن المسرح فى عهد فاروق حسنى أصبح فى أسوأ حالاته فلا يوجد مسرح دولة ولا خاص، بعدما تحولت المسارح إلى سينمات وجراجات، ومسرح الدولة الذى تصنعه وزارة الثقافة أصبح يقدم «النمر» و«روايح» و«يا دنيا يا حرامى» وهى مسرحيات مليئة بالإسفاف، وقال: «موقفى وانتقادى لسياسة فاروق حسنى باستمرار جعله يتخذ موقفاً ضدى وضد مسرحى».
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق