تحارب فتاوي شيوخ الفضائيات في رمضان
تري المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي أن الإنسان الجاد هو القادر علي حماية أفكاره والدفاع عن قناعاته.. وتري ايضا أن الإنسان الضعيف هو الذي يدفن رأسه في الرمال ويخشي مواجهة الحقيقة.. وأنها لم تندم ذات مرة علي رأي تبنته أو وجهة نظر أعلنت عنها والهجوم عليها في وسائل الإعلام لا يشغل بالها أو يستوقف نظرها لأنها جريئة ولا تعرف الهروب من الحقيقية.
حول نيتها تقديم برنامج تليفزيوني قالت إيناس الدغيدي: سوف أقوم بتقديم برنامج تليفزيوني في شهر رمضان يحمل عنوان: "الجريئة" ويعرض علي قناة "نايل سينما" ومن خلاله استضيف نجوم الفكر والثقافة والصحافة ورجال دين أيضا.. وأحاول من خلال البرنامج أن أغوص في أفكار الضيف الجريئة ومناقشه فيها بشكل عقلاني وقائم علي حجج منطقية. وعن أسباب قبولها للبرنامج قالت: اعتبر برنامج "الجريئة" نافذة لمناقشة الأفكار المتزمتة في المجتمع ونافذة أيضا للرد علي فتاوي وافتكاسات مشايخ الفضائيات الذين يصدعون رؤوسنا طوال الليل والنهار.. وواصلت إيناس كلامها قائلة: إننا نعيش في مجتمع معقد ومتزمت من الشكل الخارجي فقط لكن في الباطن "بلاوي سودا" فعلي سبيل المثال تجد الفتاة محجبة وتقف علي كورنيش النيل وبجانبها شاب يلف وسطها بيده..
فالمنظر في هذه الحالة لا يتسق مع المشهد الذي يطالع عينك. وعن الاتهام الموجه لها بشأن إباحة الشذوذ والعلاقات المثلية قالت: أنا بريئة من هذا الاتهام ولكني قلت: إن الشذوذ والعلاقات المثلية موجودة في مصر والمجتمعات العربية بصورة كبيرة مما هي عليه في أوروبا والعالم الخارجي والسبب أن العالم الخارجي يتمتع بحرية ولا يصادر الرغبات، أما في عالمنا العربي فتنعدم الحرية وتكثر الأحاديث عن الفضائل رغم كثرة الانحرافات والتناقضات الموجودة في مجتمعنا. وبسؤال إيناس الدغيدي عن الثمن الذي دفعته مقابل آرائها الجريئة.. قالت: لم أدفع أي ثمن ولم أخسر أي شيء، وبالعكس كسبت وجودي وكسبت حريتي واعتبر نفسي أفضل من ناس كثيرة.. ويكفي أنني قادرة علي التعبير عن شخصيتي وأفكاري بوضوح مع ذاتي.. فهناك ناس تعجز عن وجود صيغة للتصالح مع ذاتها وتتمني أن تواجه الحقيقة دون خوف أو خجل.. باختصار أنا إنسانة متصالحة مع ذاتي جداً وفخورة بأفكاري الجريئة المتحررة.. ولم استسلم لتزمت المجتمع مهما كانت التحديات. وعن رأيها في سينما العشوائيات والعنف..
قالت: إنها ترفض التقليد وتعشق الابتكار والتجديد وأن سينما العشوائيات سادت وانتشرت بعد نجاح فيلم "حين ميسرة" للمخرج خالد يوسف وبعد ذلك تحولت العشوائية إلي موجات تطارد السينما شأنها شأن سينما الشقة والفراخ.. فقد تحول عدد من صُناع السينما في الفترة الأخيرة إلي مقلدين وليسوا مبدعين..
وعموما فقد فشلت هذه الأفلام مؤخراً في تحقيق إيرادات وقد انصرف الجمهور عنها لأنها لا تحمل سمة التجديد أو الاختلاف. وعن قدرة الفن علي التغيير في الواقع السينمائي.. قالت: الفن ربما ينير العقل ويضيء الطريق ولكنه لا يغير في الواقع السياسي الذي نحياه.. فالفن جزء من الواقع لكنه يعجز أمام التحديات والعقبات التي تحصرنا والدليل أن عمر السينما طويل ولم تصحح أخطاء أو تنير مشاعل الحرية.
وبسؤال إيناس الدغيدي عن فيلمها الجديد قالت: فيلمي الجديد يحمل عنوان "مجنون أميرة" بطولة نورا رحال ومصطفي هريدي وشمس، وهو يصطدم بحالة التزمت الموجودة في المجتمع ويقدم فكرة غير تقليدية ويقترب من الهاجس الديني وقد وافقت الرقابة علي السيناريو ولكنه حتي هذه اللحظة لم تشاهد الفيلم ولم تطالب بحذف أي مشهد، وأملي أن ينال إعجاب الجمهور والنقاد. وعن الممثل المثالي من وجهة نظرها.. قالت: إن أحمد السقا هو الوحيد من بين أبناء جيله الذي يطلق عليه الممثل المثالي فهو مثقف ويهتم بتفاصيل عمله ويراعي الدقة في الاختيار. وعن الممثلات أري أن هند صبري ومني زكي أفضل، ولديهما حضور وجمهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق