الأربعاء، 19 أغسطس 2009

ليلة الرؤية .. هلال رمضان يمكث بـ السماء قبل غروب الشمس 4 دقائق


علي صفحة سماء القاهرة‏...‏ ترتفع العيون والقامات والتلسكوبات الفلكية من‏6‏ فرق علمية ودينية ومساحية صوب السماء في اتجاه غروب شمس الخميس لرصد هلال رمضان الذي قد يولد ويمكث في السماء ما بين دقيقة واحدة واربع دقائق‏..‏ وقد يظهر ضوءه خافتا ويتراجع أمام ضوء الشمس‏,‏ وقد يعطل الرؤية بعض السحب والغيوم وتلوث الهواء بذرات عالقة في السماء بسبب‏3‏ ملايين رحلة سيارة تجوب شوارع القاهرة كل يوم‏,‏ البعثات العلمية والشرعية والمساحية سوف تنطلق بعيدا عن وسط المدينة وسوف تصعد الي مدينة‏6‏ اكتوبر المرتفعة والوادي الجديد ومرصد القطامية‏(‏ طريق مصر السويس الصحراوي‏)‏ وقنا وأسوان‏..‏ وبعد الغروب تجتمع الفرق وتحرر محضرا بواقعة الرؤية لترفعه الي دار الإفتاء وهي المنوط بها إذاعة النبأ‏.‏د‏.‏أحمد عبد الهادي استاذ الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة يوضح بعض الأمور العلمية في كلمات بسيطة تقول ان حساب الزمن أي التقويم وفقا لظواهر الطبيعة يأتي من تعريف السنة الشمسية ويعرفها العلماء بأنها المدة التي تقطعها الأرض في دورة كاملة حول الشمس‏..‏ وتبدأ من مكان في المدار وتقود اليه‏..‏ وهذه الرحلة نسميها بالسنة‏,‏ والسنة هي‏365‏ يوما و‏5‏ ساعات و‏18‏ دقيقة و‏46‏ ثانية وفي هذه السنة تتعاقب الفصول الأربعة‏(‏ شتاء‏,‏ ربيع‏,‏ صيف‏,‏ خريف‏),‏ أما السنة القمرية فطولها‏12‏ شهرا وكل شهر طوله‏29‏ يوما و‏5‏ ساعات و‏30‏ دقيقة‏,‏ أي بفارق‏11‏ يوما عن السنة الشمسية‏,‏ معني هذا ان كل‏33‏ سنة تزيد السنة القمرية سنة عن الشمسية‏,‏ أي اذا جاء رمضان في شهر أغسطس فانه بعد‏33‏ سنة سوف يهل هلاله في شهر اغسطس‏,‏ ولا علاقة بين الشهور العربية وفصول السنة‏,‏ وبذلك فإن السنة الهجرية‏12‏ شهرا قمريا أي‏354‏ يوما واليوم في عرف السنة الهجرية يبدأ بعد غروب الشمس وينتهي عند غروب شمس اليوم التالي‏,‏ وليس مثل السنة الميلادية حيث يبدأ اليوم من منتصف الليل‏,‏ الي منتصف ليل اليوم التالي‏.‏ويقول د‏.‏جلال محمود عميد معهد البحوث الفلكية ان الأمة الاسلامية والعربية يعتمدان علي رؤية الأهلة لحساب بدايات الشهور العربية ويبدأ الشهر في اليوم التالي للرؤية‏,‏ وإذا تعذرت الرؤية لمدة يوم أو يومين فيكون الثالث هو بداية الشهر‏.‏والسؤال الان‏:‏ متي يولد الهلال؟يجيب د‏.‏أحمد عبد الهادي رئيس الجمعية الافريقية الشرق أوسطية لعلوم الفلك قائلا‏:‏ اللحظة التي يولد فيها الهلال لشهر جديد‏,‏ هي لحظة محددة وتم تقنينها علي سطح الأرض كلها‏,‏ وقد لاتري في أماكن حسب الرؤية‏,‏ إلا انها لحظة كونية تحدث لكل سكان المعمورة في نفس الوقت‏,‏ ومن هنا نقول ينبغي ان يأخذ بها سكان الأرض جميعا‏,‏ وهي ليست قاصرة علي منطقة بعينها أو لقوم محددين‏,‏ إنه خطأ علمي معيب ان نقول غير ذلك‏.‏ورؤية الهلال تحتاج أولا الي التنبؤ بمكانه في السماء ليلة الرؤية أو يوم الرؤية‏,‏ أي في اليوم التاسع والعشرين من الشهر العربي‏,‏ ومن هنا نحدد وقت وقوع القمر بين الأرض والشمس علي خط مستقيم‏,‏ وفي اليوم التالي يكون ميلاد الهلال‏,‏ وبالتالي تحديد الفترة التي يمكثها في الأفق بعد غروب الشمس‏.‏والعلماء يشددون علي مقولة هامة وهي ان رؤية الهلال شيء‏,‏ وتحديد أول الشهر القمري شيء آخر‏,‏ أن يوم الرؤية لايعني بالضرورة يوم مولده‏,‏ لقد ولد فعلا في السماء في ساعة معينة محسوبة فلكيا‏,‏ ولمئات السنين القادمة بدقة تصل نسبة الخطأ فيها الي جزء واحد من مليون جزء من الثانية‏.‏وكيف نري مولد الهلال؟هناك بعض المعايير التي تحكم رؤية الهلال بالتلسكوبات الفلكية بأن يكون ضوء الهلال بعد الغروب أكثر من ضوء السماء حتي يمكن رؤيته ويكون ارتفاعه حوالي‏8‏ درجات‏,‏ وان يكون ضوء السماء في أماكن الصور أقل ما يمكن وان تكون العوامل الجوية مواتية ولا تعطل الرؤية مثل بخار الماء‏,‏ كما تكون الجزيئات المعلقة في الهواء ليست كثيفة مثل الأتربة والرمال‏,‏ هذا غير السحب‏.‏كل هذه الاعتبارات قد تعطل رؤية الهلال ولذلك كان الحكم في كل مؤتمرات تحديد الأهلة السابقة هو الأخذ بالحساب الفلكي‏.‏وعموما فإن دار الإفتاء المصرية موقفها ثابت خلال الفترة الأخيرة من الجدل والنقاش وقالت إن الرؤية البصرية هي الأساس لثبوت دخول الشهور القمرية ونهايتها‏,‏ وان الحساب الفلكي يكون دليلا عليها لابديل لها‏,‏ وان كل دعوي رؤية تخالف الحساب هي دعوي مرفوضة علي أساس أن الإسلام‏,‏ يدعو للأخد بالعلم الصحيح‏.‏كيف تستقبل صفحة السماء هلال رمضان؟الحسابات الفلكية الدقيقة هي التي تحدد فترة بقاء الهلال علي صفحة السماء بعد غروب شمس‏29‏ من شهر رمضان‏,‏ واذا حددنا فترة كون الهلال يمكن رؤيته من عدمه كما تقول د‏.‏رباب هلال رئيس قسم بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان‏,‏ والتابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا‏,‏ ولان الحسابات الفلكية تؤكد وجود الهلال ولا تضمن رؤية لأسباب خاصة بالجو‏,‏ والتلوث وزاوية القمر‏,‏ وعمر الهلال وبعد القمر عن الأرض‏,‏ ومن هنا وجد ان علماء الفلك يرافقون رجال الدين يوم الرؤية حتي يكون راصد الهلال علي علم ببعض المعلومات الهامة قبل خروجه من المرصد الفلكي‏,‏ الي حيث موقع الرؤية مثل الاحداثيات الفلكية لموقع الهلال من قرص الشمس حتي يركز علي الجهة التي يتوقع وجود الهلال الجديد بها‏,‏ ولاسيما ان الزمن ضئيل جدا لا يتعدي أربع دقائق‏,‏ وحتي لايضيع الوقت في البحث عنه عملا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما‏.‏ ولذا يتم تشكيل لجنة للرؤية تضم ممثلا لدار الإفتاء المصرية‏,‏ المعهد القومي للبحوث الفلكية وهيئة المساحة وهي الهيئة المنوط بها التقاويم ويحمل علماء المعهد الفلكي معهم مناظير فلكية صغيرة محمولة‏.‏أما د‏.‏صلاح محمود عميد معهد البحوث الفلكية فيقول ان الاختلاف بين الدول العربية في يوم الرؤية يرجع الي اختلاف طريقة الرؤية‏,‏ ففي السعودية فانها تنظر الي سماء يوم الرؤية بالعين المجردة‏,‏ وفي ليبيا فانها تنظر الي سماء يوم الرؤية فلكيا وميعاد الاقتران‏,‏ بينما في مصر فنحن نتطلع اليه شرعيا وفلكيا‏.‏ويوضح د‏.‏صلاح ان هلال شهر رمضان يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران‏,‏ في تمام الساعة الواحدة ودقيقتين ظهرا بالتوقيت الصيفي المحلي لمدينة القاهرة‏,‏ يوم الخميس‏29‏ من شعبان‏1430‏ هجرية الموافق‏20‏ أغسطس‏2009‏ ميلادية‏,‏ وهو يوم الرؤية ويغرب القمر قبل غروب شمس ذلك يوم ـ الخميس ـ في الغالبية العظمي للعواصم والمدن العربية والاسلامية بأزمان تتراوح بين دقيقة واحدة وتسع دقائق‏.‏ مثلا يغرب هلال رمضان قبل غروب شمس الخميس في العاصمة التركية‏(‏ أنقرة‏)‏ بتسع دقائق‏,‏ وفي العاصمة الإيرانية طهران بثماني دقائق‏,‏ وفي دمشق وبغداد وكراتشي بست دقائق‏,‏ وفي تونس وعمان والقدس الشريف والكويت والمنامة ودبي وكوالالمبور وجاكرتا بخمس دقائق‏,‏ وفي الجزائر والرياض والدوحة وأبوظبي ومسقط بأربع دقائق‏.‏أما في المدينة المنورة وطرابلس‏(‏ ليبيا‏)‏ بثلاث دقائق‏,‏ وفي فاس‏(‏ المغرب‏)‏ ومكة المكرمة‏,‏ بدقيقتين‏..‏ بينما لايمكث في كل من مراكش‏,‏ وعدن‏,‏ بعد الغروب‏..‏ بل يغرب مع غروب الشمس‏.‏وعن الوضع في مصر‏,‏ فإن كل محافظات مصر يغرب فيها هلال رمضان قبل غروب الشمس ما بين دقيقة الي اربع دقائق‏,‏ فمثلا يغرب القمر قبل غروب الشمس في القاهرة وطنطا والاسكندرية وبورسعيد والسلوم بأربع دقائق‏.‏بينما في اسيوط والطور وسانت كاترين وطابا‏(‏ سيناء الجنوبية‏)‏ بثلاث دقائق‏..‏ وفي واحة الخارجة‏,‏ وقنا بدقيقتين‏,‏ وفي أسوان بدقيقة واحدة‏..‏وبذلك يكون الجمعة‏21‏ أغسطس هو المتمم لشهر شعبان‏..‏ والسبت هو أول رمضان‏,‏ وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير‏.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق