السبت، 1 أكتوبر 2011

رجل الشارع يسأل : قوائم ولا فردي .. "هنتخب إزاي"؟


"الانتخابات هتبدأ امتي؟"، "يعني ايه نظام القوائم والفردي؟"، "هنتخب إزاي؟"। أسئلة تدور في ذهن المواطنين ويسأل عنها رجل الشارع العادي الذي يشعر بشيء من التعقيد عندما يسمع أي شيء عن الانتخابات البرلمانية المقبلة لتنتهي كل الأسئلة بإجابة واحدة "مش فاهم أي حاجة". وهي إجابة غير مطمئنة بالمرة مع اقتراب موعد المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب التي ننتظرها جميعا كأول انتخابات حرة نزيهة بعد سنوات من وجود البرلمان صاحب التشكيل الموحد والمعلوم قبل بداية الانتخابات.وإذا بنا الآن وبعد سلسلة من التعديلات التي لا يعلمها معظمنا وإذا علم بها لم يفهمها نشهد موافقة مجلس الوزراء علي تعديل انتخابات مجلسي الشعب والشوري ليتألف الشعب من 498 عضوا بدلا من 405 وتقسيم الجمهورية الي 46 دائرة بنظام القوائم و83 دائرة بالنظام الفردي علي ان يتشكل مجلس الشوري من 270 عضوا بدلا من 390، وتقسم الجمهورية الي 30 دائرة بنظام القوائم ومثلها للفردي. كل هذه التفاصيل والتعديلات ويزيد عليها تعديلات أخري لم يفهمها معظمنا وشهدنا العديد من المشادات والحوارات حول صحة هذه التعديلات ليتحاور النخب السياسية وخبراء القانون حولها ويقوموا بتحليل الانتخابات القادمة، ولكن يظل رجل الشارع البسيط حائرا وفي انتظار التوضيح.في البداية يؤكد الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه ينبغي علي كل مواطن معرفة النظم الانتخابية المختلفة قبل بدء العملية الانتخابية حتي يكون اختياره صحيحا لأن نظام القائمة يضم عددا من المرشحين مساويا لعدد المقاعد الموجودة في الدائرة، أما في النظام الفردي فالموضوع مقترن بالأسماء المرشحة.ويقول علوي إن وجود كتلتين تجمعان الأحزاب المختلفة، وهما كتلة التحالف الديمقراطي والكتلة المصرية سيسهل عملية الاختيار بالنسبة للناخب للإدلاء بصوته خاصة أننا نعاني من مشكلة الأمية بوجه عام وليست فقط الأمية السياسية الي جانب الإقبال المحدود المعهود في الانتخابات، ولكن في الوقت نفسه يحذر من فشل تكوين هذه الكتل لأننا نعيش وسط عشرات الأحزاب، وإذا كان لكل منها قائمة خاصة ستحدث أزمة كبيرة سيكون ضحيتها الناخب المصري الذي لن يفشل وحده في فهم الموقف الانتخابي وقتها بل ستفشل النخب التي من المفترض انها علي دراية بالعملية الانتخابية.ويري أننا لم نصل حتي الآن للمستوي المطلوب وأبرز دليل علي ذلك من ذهبوا للاستفتاء علي التعديلات الدستورية، حيث لم تصل النسبة للدرجة التي كنا ننتظرها رغم أن الاستفتاء علي التعديلات الدستورية كان سهلا للغاية فالمواطن بين اختيارين نعم أو لا ولم يكن الأمر متعلقا بالاختيار بين أسماء مرشحين وبرامج انتخابية مختلفة.ويطالب علوي الأحزاب والقوي السياسية ببذل أقصي مجهود خلال الفترة من التقدم للانتخابات حتي إجرائها من خلال الوجود الدائم في الدوائر المختلفة وتوعية المواطنين بضرورة المشاركة وعمل حوارات دائمة بينهم وبين الناخبين للرد علي استفساراتهم.ويناشد علوي وسائل الإعلام القيام بدور جوهري حتي توقيت الانتخابات لزيادة الوعي العام لدي المواطن البسيط الذي لا يستطيع فهم جميع المصطلحات السياسية المعقدة كما ينبغي توضيح أبعاد العملية الانتخابية كما يجب علي المؤسسات البحثية ذات الصلة بالسياسة والقانون والجمعيات الأهلية أن تهتم بهذا السياق بالاضافة الي اجراءات تتعلق باللجنة الانتخابية نفسها لأن القائمين علي إدارة الموقف الانتخابي داخل لجان الاقتراع والذين لم يكن لهم أي دور من قبل لذا يجب أن يكون هناك برنامج تدريبي يوضح لهم كيفية التعامل مع الناخبين والتعاون معهم خاصة لمن لديهم العديد من الأسئلة تخص عملية الانتخاب حتي يكون اختياره هو الأصح عندما يكون وحده وراء ساتر لجنة الاقتراع.ويوضح علوي وجود اشكالية في عملية الانتخاب بالرقم القومي لأن الناخب قد يكون مسجلا بمحافظة وهي موطنه الأصلي، ولكنه يعمل في محافظة أخري مثلا فهل في هذه الحالة سيكون الناخب مسجلا تبعا لموطنه الأصلي أو موطن عمله، وإذا تكرر الوضع وهذا وارد ستذهب نسبة كبيرة من الأصوات هباء وتقل احتمالات المشاركة في الانتخابات، وتستمر المشكلة التي طالما عانينا منها لسنوات وهي ضعف المشاركة التي في النهاية لن تدل علي تحقيق الإرادة الشعبية.ويخالفه الرأي الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة حول ضرورة معرفة المواطنين لجميع التفاصيل حول العملية الانتخابية والنظم المختلفة، ويؤكد أن ما ينبغي ان يعلمه هو الجانب المتعلق بالقائمة التي ستحتوي علي مجموعة أشخاص ينتمون الي أحزاب، وهناك مجموعة أخري ستكون أسماء مفردة لا تنتمي لأي حزب سياسي.ويؤكد أن ماينبغي الاهتمام به هو أساس الاختيار لأن المواطن العادي لن يهتم بمعرفة تفاصيل لن يستطيع فهمها بسهولة ويري أن دور الأحزاب والشباب لابد وأن يظهر خلال المرحلة المقبلة بالاضافة الي أجهزة الإعلام التي لابد وأن توجه جميع وسائلها لتوعية المواطنين خلال الفترة التي تسبق الانتخابات.ويري كبيش أن المرحلة الأولي من الانتخابات لن تكون مثالية كما ينتظرها البعض لأن المواطن المصري لديه فترة طويلة حتي يتمكن من ترشيح واختيار عضو مجلس الشعب الأصلح للبرلمان القادم.


المصدر : الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق