السبت، 8 أكتوبر 2011

الموضة مصدر الإلهام .. مصممو الأزياء يغزون عالم الأثاث



اقتحم مصمم الأزياء الألماني فولفغانغ جوب (Wolfgang Joop) عالماً غريباً عليه؛ حيث صمم مؤخراً لمصانع فيينا الجديدة تشكيلة أثاث تتألف من مقاعد ذات مساند ظهر طويلة وأسرَّة وبارافان. كما أنه سيورد لسلسلة المراكز التجارية الألمانية الشهيرة "غاليريا كاوفهوف" أطباق تقديم من البورسلين ومفارش ومناشف تحمل الطابع الياباني اعتباراً من شهر أكتوبر الجاري.
ومن لديه الرغبة والمال اللازم، يمكنه أن يخلق في منزله عالماً على ذوق مصمم الأزياء جوب.
وبالمثل، وسعت ماركة Esprit قسم الأثاث والإكسسوارات المنزلية لديها؛ حيث تتضمن تشكيلة «Esprit Home» مفارش وبياضات ذات تقليمات مستوحاة من تصاميم الأزياء التي تمثل المحور الرئيسي للنشاط التجاري للماركة.
وسارت ماركة H&M على نفس الدرب أيضاً؛ حيث إنها تقدم تشكيلة من الستائر والوسادات والمفارش ذات تقليمات ونقوش زهور وأوراق نباتات مستوحاة من تصاميم تشكيلة الملابس التي تقدمها.
ويقول غيرد موللر تومكينز، المدير التنفيذي لمعهد الموضة الألماني (DMI) في كولونيا غرب البلاد :"تسويق هذه المنتجات ليس صعباً". ويرى تومكينز أنه من البديهي أن توسع ماركات الأزياء باقة منتجاتها، موضحاً :"الموضة هي أسلوب حياة، شأنها في ذلك شأن الأثاث المنزلي. لذا فمن المثالي تقديم باقة كاملة من أساليب الحياة". وتشاطره بيجي كاستل، مهندسة ديكور بمدينة روستوك شمال ألمانيا، الرأي وتقول: "عندما يتواجد العملاء في المتجر بالفعل لشراء الملابس، يحاول البائعون أن يعرضوا المنتجات الأخرى عليهم".
ولا يُعد هذا الاتجاه جديداً؛ حيث يقدم مصممو الأزياء الكبار الإيطاليون والفرنسيون والأمريكيون هذه الخدمة منذ وقت طويل. وبإلقاء نظرة على تشكيلاتهم يتضح أن خطوط الأزياء والأثاث تتناغم مع بعضها البعض؛ فعلى سبيل المثال تقدم ماركة Armani بارافان ذي حواف طيات صلبة تتجانس مع الخطوط الهندسية الصارمة للأفرول ذي فتحة الرقبة على شكل حرف V، كما تقدم ماركة Versace مقعد فوتيه جلدي له أذنان ويحاكي بلوزه شيفون وحذاء ذا كعب عال وسميك.
وفي تشكيلة ماركة Etro تتناغم تنورة حريرية متلألئة مع مقعد بلا مسند ظهر يزدان بنقوش الزهور، في حين تتضمن تشكيلة Hermès ملابس وأثاث مصنوعة من الجلد وتتألق بدرجات البني الدافئة.
وتستلهم ماركة Ralph Lauren تصاميمها من ثقافة السكان الأصليين لأمريكا؛ حيث صممت الماركة سروال جينز ذا رُقع يتم ارتداؤه مع قميص من القطن. وتماشياً مع هذا الاتجاه تقدم الماركة سجادة مصنوعة من جلد البقر ومقعد على شكل وطواط مكسو بالجلد والقماش، مما يستحضر في الذهن صورة سروج خيول رعاة البقر ومزارع الأبقار. ولا تجد مهندسة الديكور الألمانية، بيجي كاستل، غرابة في اقتحام مصممي الأزياء لعالم الأثاث، وتقول :"المصمم الممتاز غالباً ما يكون مصمماً شاملاً، ومن ثم يكون بمقدوره تصميم أزياء وأثاث على حد سواء". وتلفت كاستل إلى أن اقتحام مجال جديد غالباً ما يفتح آفاقا مختلفة تماماً.
ويطرح هنا السؤال التالي نفسه: مَن سيشتري مقعد Versace وسرير Joop في نهاية المطاف؟ هل سيقتصر الأمر على العملاء الموسرين الذين يتخذون من الماركات ذائعة الصيت وسيلة للتعبير عن وجاهتهم الاجتماعية ويتخذونها شعاراً في جميع مناحي الحياة؟ ويجيب خبير اتجاهات الموضة الألماني، موللر تومكينز، على هذا السؤال قائلاً :"لا أؤمن بهذا التوحد الأسلوبي، صحيح أن وجود اسم الماركة المحببة إلى القلب على قطعة الأثاث له نفس تأثير الحبوب المهدئة، إلا أنه في نهاية المطاف يتم شراء قطعة الأثاث لقيمتها الذاتية".
وبالمثل لا تؤمن بيجي كاستل بتقديس أحد المصممين واتخاذه شعاراً لجميع الأنماط في مناحي الحياة المختلفة، موضحة :"ومع ذلك هناك زبائن ليس بمقدورهم أن يكونوا أسلوباً خاصاً بهم ومن ثم يخضعون تماماً للعالم الفكري لأحد المصممين".
وعند شراء قطع الأثاث تنصح كاستل بالاعتماد على الجودة والاهتمام بالخامات وليس على اسم الماركة؛ إذ أن قطع الأثاث - بخلاف الملابس - يجب أن تصلح لأكثر من موسم. ويسري ذلك على الأقل، عندما لا يريد العميل أن يعول على أحدث تشكيلات الأثاث والملابس من الماركة المحببة إلى قلبه والتي تتضمن قميصاً ومقعداً يزدانان بنفس نقوش الزهور



المصدر : وكالة الانباء الالمانية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق