الخميس، 6 أكتوبر 2011

آسر ياسين : أرفض حديث الفنانين فى السياسة

أكد آسر ياسين أنه لا يسعى لتقديم نوعية واحدة من الأفلام تعرف طريقها بسهولة إلى المهرجانات الدولية رغم فوزه بجائزة أحسن ممثل من مهرجان مالمو بالسويد عن دوره فى فيلم «رسائل البحر»، موضحا أن المخرج داوود عبد السيد أستاذه الحقيقى.
وقال آسر ياسين لـ«المصرى اليوم» إنه مشغول حاليا بقضية محاكمة المدنيين عسكريا حيث يرفض تلك المحاكمات شكلا وموضوعا، مشيرا إلى رفضه لحديث الفنانين فى السياسة لأنهم أحيانا يتورطون فى تصريحات تدينهم أمام الرأى العام.
■ هل تعتبر «رسائل البحر» تميمة الحظ بالنسبة لك خاصة بعد حصولك منذ أيام على جائزة أحسن ممثل من مهرجان مالمو بالسويد؟
- ربما يكون هذا الفيلم أفضل تجاربى السينمائية حتى الآن، حيث جمعنى بالمخرج الكبير داوود عبدالسيد الذى يعرف معنى السينما وقيمتها ويعطيها قدرها، وهذا سر تميزه، فهو يفهم جيدا أن الفيلم لابد أن تكون له رسالة وهو ما يجده المشاهد فى «رسائل البحر»، فضلا عن أننى أعتبر داوود عبدالسيد أستاذى الحقيقى، فهو رجل لا يحتاج أن يتكلم عنه أحد لكن ما يقدمه كفيل بأن يتكلم عنه العالم كله.
■ بعد نجاحك فى حصد الجوائز عن «رسائل البحر» هل ستحرص على تقديم أفلام تشارك فى المهرجانات؟
- لا أخطط لتقديم نوعية واحدة من الأفلام، ومع اعترافى بقيمة وأهمية «رسائل البحر» إلا أننى أتمنى تقديم كل النوعيات، سواء الأفلام الخفيفة أو السياسية أو الاجتماعية، لأننى ممثل ويجب أن أخوض كل التجارب حتى أكتسب الخبرة، وإذا لم أخض تجارب عديدة قبل «رسائل البحر» مهما اختلفنا أو اتفقنا عليها ما كنت سأتحمل مسؤولية هذا الفيلم.
■ هل صحيح أنك ترفض تقديم أى عمل فنى حاليا؟
- هو ليس رفضا بقدر ما هو رغبة فى الفهم واستيعاب الأحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية، فحتى الآن الرؤية غير واضحة على الإطلاق، ولا نعرف ماذا يريد الناس من السينما وهل يفضلون الترفيه أم السياسة؟ وحتى تتضح الأمور، فكل شىء مؤجل بالنسبة لى.
■ وما حكاية تفرغك لمناهضة المحاكمات العسكرية للمدنيين؟
- هذه القضية هى أهم قضية مطروحة على الساحة من وجهة نظرى، فمن الطبيعى أن نرفض محاكمة المدنيين عسكريا مهما كانت تهمتهم، خاصة أن كل رموز النظام السابق يحاكمون مدنيا، وربما تشغلنى هذه القضية عن أى شىء حاليا، وأتمنى أن نجد لها حلا قريبا.
■ هل معنى ذلك أن الفنان يجب أن يلعب دورا سياسيا مؤثرا فى المجتمع؟
- الفنان إنسان عادى ينفعل بالأحداث، ولابد أن يكون له دور فيها بوصفه مواطنا وليس فنانا، وهذا ما أفعله فقط، لكننى بوجه عام ضد أن يتكلم الفنان فى السياسة، وفيما لا يفهمه «عمال على بطال»، فأنا أكره الحديث فى السياسة لكنى أتحدث فيما أفهمه فقط، وفى الفترة الأخيرة رأينا عواقب أن يقحم الفنان نفسه فيما لا يفهمه ويدلى بتصريحات سياسية تضعه فى مواقف سيئة، لأنه ليس مدركا للموقف ولا يتحدث بفهم عميق، لذلك تورط الكثير من الممثلين فى تصريحات أدانتهم، خاصة أن الناس فى الظروف الصعبة تتأثر جدا بتصريحات الفنانين.
■ لكن كيف يبتعد الفنان عن السياسة ويستطيع أداء دوره كمواطن فى نفس الوقت؟
- المسألة تحتاج لتنظيم للدور الذى يلعبه الفنان وتحديد الهدف الأساسى له، فالفنان دوره تثقيفى سياسى، بمعنى أنه لابد أن يتفاعل مع القضايا السياسية ويخدمها بطريقته، فمثلا يتبنى قضايا مثل التشجيع على التصويت فى الانتخابات والعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة ومناهضة المحاكمات العسكرية ويعبر عنها فنيا وبشكل عملى، وبهذا نحدد الهدف وننفذه من خلال دورنا كممثلين.
■ هل تعتبر تجربتك فى فيلم «١٨ يوم» تجسيدا لفكرة تفعيل دور الفنان سياسيا؟
- الفيلم يرصد «١٨ يوم» هى الأهم فى تاريخ مصر الحديث، بغض النظر عن صبغة الفيلم بوجهة نظر معينة، وكان هدفه محاربة ما يقدمه الإعلام الحكومى من معلومات مغلوطة لأننا كنا فى حالة حرب حقيقية، تم استخدام الإعلام الحكومى فيها بشكل مخز، لذلك كان لابد من وجود وسائل أخرى تكشف الحقيقة، لذلك قدمنا فيلم «١٨ يوم».
■ هل معنى هذا أنك تؤيد تقديم أفلام عن الثورة بهدف كشف الحقيقة والتوثيق؟
- بالعكس، أنا ضد تقديم أفلام عن الثورة حاليا أو حتى إقحام الثورة فى الأعمال التى يتم إنتاجها، فالنظرة الآن للثورة قصيرة المدى، وأى عمل عنها سيبدو مبتورا، فلم نفهم كل الحقائق حتى نقدمها سينمائيا، لكن فيلم «١٨ يوم» قدم رؤية محددة وواضحة خلال ١٨ يوم، وكما رآها العالم كله.
■ وما رأيك فى بعض الأفلام التى تعرضت للثورة؟
- لم أشاهد أفلاما تناولت الثورة بشكل مباشر، لكن سمعت عنها ولا أستطيع أن أحكم عليها، وإن كنت أعتقد أنه من الذكاء الانتظار وعدم التسرع و«سلق» الثورة فى فيلم لمجرد استثمارها، فبدون فهم كامل للحدث سيخرج الفيلم كالمولود ناقص النمو مهما اجتهد صانعوه.
■ كيف ترى التغيرات التى يمكن أن تحدث فى خريطة السينما بعد الثورة؟
- الثورة غيرت «البنى آدمين» وطبيعى أن تغير الأفلام للأفضل، لكن هذا قد يكون نوعا من التفاؤل، فالواقع يقول إن الأمور قد تتحسن بالنسبة للأفكار والحرية فى تناول موضوعات الفساد، لكن أيضا سيستمر على الساحة من يقدم أفلاما رديئة بجوار من يقدم أفلاماً محترمة، فلن يتغير كل البشر بنفس النسبة حتى بالثورة، لكن بالنسبة لى فلم تغيرنى الثورة، فالمبادئ لا تتغير، ولم أكن قبل الثورة متساهلا فى أفكارى أو عملى أو اختياراتى، ولم أوافق على عمل لمجرد التواجد.
■ ما سر هجومك العنيف على الرقابة؟
- الرقابة كانت أداة النظام الفاسد لإجهاض الفكر وكبت الحرية وعدم طرح القضايا المهمة، ولو أدركنا كم تسببت الرقابة فى إفساد أفلام جادة لأدركنا كم هى أداة تخريب، فالحجة الأولى لمنع الأفلام كانت الإساءة لسمعة مصر، مع أن المنطق عكس ذلك، لأنه لابد أن نطرح المشكلة رغم قسوتها لنجد حلا لها، منع تقديم الحقيقة فى حد ذاته هروب من حل المشاكل ومواجهة الفساد.
■ كيف ترى تجربتك فى «بيبو وبشير» فى ظل تصدر سعد الصغير للإيرادات بفيلم «شارع الهرم»؟
- «بيبو وبشير» فيلم ترفيهى مصنوع للمتعة فقط وليس من أجل الفلسفة أو الحديث فى السياسة، لذلك أتعجب من تحليلات كثيرة للفيلم لا تمت له بصلة॥ وعموما هو تجربة جيدة بالنسبة لى لأننى أسعى لتقديم نوعيات مختلفة من الأفلام، ولن أقتصر على نوعية واحدة مهما كانت أهميتها، وبصراحة تصدر سعد الصغير لإيرادات العيد لم يحبطنى، حيث رأيت الموضوع بشكل إيجابى، فمعنى تحقيق فيلمى سعد الصغير ومحمد سعد إيرادات كبيرة يعنى أن الحياة السينمائية عادت لها عافيتها وأن هناك إقبالاً جماهيرياً وهذا أهم من أن يحقق فيلمى أعلى الإيرادات।



المصدر : المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق