الجمعة، 21 يناير 2011

حتى لا يندى الجبين

الكاتب : عادل نور الدين - ايجيبتى
أعلم لماذا يصر الفنانون على اقحام المشاهد والألفاظ والملابس غير اللائقة في مسرحياتهم وأفلامهم وأغنياتهم مع أن التجربة أثبتت أن كل النجاحات الخالدة للأعمال الفنية لم تعتمد على أي من العناصر السابقة । انظر إلى أم كلثوم ، عبد الوهاب ، فريد ، فيروز ، فاتن حمامة هل اعتمدوا على أي عنصر من عناصر الابتذال للوصول إلى قممهم؟ لو أنهم اتبعوا هذا الطريق لتحول احترامهم إلى احتقار ونجاحهم إلى مجرد انتشار مؤقت وزائف لا يلبث أن يزول .إن ما نراه الآن هو محاولة لمخاطبة الغرائز وهي مخاطبة بحكم تركيبتها تكون مؤقتة وبنفس القدر الذي تجذب فيه في لحظة الاحتياج تطرد في لحظات عدم الاحتياج . إنها وسيلة للكسب المادي السريع وليست وسيلة لبناء فن دائم وراق . ألا يخجل هؤلاء الفنانون من مشاهدة أبنائهم لهذه الأعمال ، إنني متأكد من أن معظم الأسر العربية تخجل خجلا لا حدود له عند مشاهدة هذه الأعمال لدرجة أن البعض يحجم إحجاما تاما عن الذهاب إلى الأفلام والمسرحيات لأنها تمتلئ بالعديد من المشاهد والألفاظ غير اللائقة وهذا يعني أنهم فقدوا قطاعات كبيرة من الجمهور ولو أنهم وضعوا في اعتبارهم هذا القطاع لازدادت أرباحهم بنفس القدر الذي تزداد فيه شعبيتهم ولكن لأن مدعيي الفن ليس لديهم أي مواهب سوى موهبة الإسفاف فإنهم يلجأون إليه لأن فاقد الشيء لا يعطيه وعلى العموم من الصعب تنظيف كل هذه الابتذالات في الوقت الحالي فإن أضعف الإيمان أن تتولى جهة رقابية وضع كلمة "عمل أسري" على الأعمال الخالية من الابتذال بحيث تتيح لنا مشاهدته بدلا من أن نفاجأ في دور السينما بأن يفترض انه يجتذب الاطفال بسبب ابطاله و تمتلئ صالة السينما بعشرات الأطفال الذين جاءوا ظنا منهم بأنه فيلم نظيف للأطفال وخال من الابتذال نفاجأ بأن به من المشاهد ما يندى له الجبين . والمصيبة اصبحت افدح عندما انتقلت عدوى الاسفاف الى التليفزيون وبدلا من أن يذهب الناس الى الاسفاف اصبح الاسفاف يذهب اليهم ويدخل ببجاحة بيوتهم حتى غرف نومهم



ا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق