كانت قضية د. زكى نجيب محمود الفلسفية طيلة حياته هى تحديد المصطلحات، وللأسف خسر هذا الرجل معركته التى أفنى فيها عمره لأنه كان يديرها من مصر، فمازلنا حتى الآن نجد جماعات وأفراداً فى مصر يتشاجرون بالسنوات حول كلمة أو مصطلح أو موضوع، وكل منهم يخوّن ويكفّر الفريق الآخر، وهم لا يعرفون معنى هذه الكلمة التى يختلفون حولها من أصله!! ومن ضمن هذه الكلمات كلمة «دواء»، فمن يدعِ أنه اخترع إنترفيرون مصرياً يقل إنه اخترع دواء، ومن يقل إنه يعالج ببول الإبل يستنكر انتقادنا له متسائلاً: «أتمنعوننى من إعطاء دواء لمرضى السرطان الغلابة؟!»، لذلك سعدت بمشاركة أستاذى د. محمد أبوالغار، أستاذ النساء وواحد من أهم أصحاب الأبحاث العلمية فى مجال علاج العقم فى العالم، الذى أرسل لى رسالة تحسم هذا الجدل الدائر.. ويا ليته يوجد من يعقلون!
يقول د. أبوالغار فى رسالته: «قرأت باهتمام شديد الحوار الدائر فى عمودك الجميل فى (المصرى اليوم) بداية من حقن الإنترفيرون مصرى الصنع ونهاية باستخدام بول الإبل فى العلاج ومروراً بأشياء كثيرة جداً، الغريب فى الأمر أن البعض قال بفائدة هذا أو ذاك العلاج بناء على خبرة خاصة، أو أنه مكتوب فى أحد كتب التراث، أو أن طبيباً ماهراً قال إن هذا العلاج يشفى، وقد نسى الجميع أو تناسوا أنه فى القرن الواحد والعشرين لم يعد من الممكن أن يدعى أى إنسان بفائدة أى مادة كيميائية أو نباتية أو حيوانية فى علاج مرض محدد، لأن الأمر يجب أن يخضع لاختبار علمى لتحديد مدى فائدة هذا العلاج، وهذه التجربة هى إحدى قواعد الطب المبنى على الدليل وهو قانون الطب الحديث.
التجربة بسيطة وهى مقارنة العلاج المراد اختباره بالعلاج التقليدى السابق والمعترف به طبياً على مجموعة من المرضى، وذلك بتقسيم المرضى إلى مجموعتين بطريقة عشوائية بواسطة الكمبيوتر، وتقاس أعراض المرض والتحليلات الدالة على تحسن الحالة بالعلاج المقترح مقارنة بالعلاج المعروف أو مقارنته بمرضى لا يأخذون علاجاً، على أن تكون هذه التجربة تحت إشراف هيئة دولية محايدة ويشرف عليها طبيب محايد، وهذه الهيئات متاحة مقابل أتعاب مادية محددة وباستخدام وسائل الإحصاء الحديثة تعلن نتيجة هذا الدواء وذلك بنشرها فى إحدى الدوريات العلمية المعترف بها دولياً، وإذا ثبت أن هذا الدواء فعال بغض النظر عن مصدره حتى لو كان من بول الإبل ودون مضاعفات وأعراض جانبية، يتم تعميمه ونشره فى أنحاء الدنيا كلها، وإذا ثبت فشله أو ضرره، فيوقف العلاج ويعلن للجميع ذلك ولا يسمح بتداوله.
أنا مذهول من أن هذه التجارب تجرى فى العالم كله قبل تسجيل أى علاج ولا تجرى على كل هذه الأدوية أو الوصفات المختلفة فى مصر حتى يتم إيضاح الموقف بطريقة علمية حاسمة، وفى هذه الحالة لا مجال لنصيحة طبيب مجرب أو عالم دين يعتمد على كتب السلف الصالح. إنه من المضحك أن يثير بعض علماء الدين كل هذه الضجة بخصوص موضوع علمى، معروف أن التحقق منه له قواعد أكاديمية صارمة ولا يمكن الكلام عنه إلا بعد تجربته بالطريقة المذكورة ونشره فى مجلة علمية محترمة. أرجو أن يتوقف الحديث عن فائدة أى علاج من طبيب أو شيخ أو حتى وزير الصحة قبل أن تجرى هذه التجربة على العلاج، ولا مجال هنا لاستخدام آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو خبرات خاصة لأن البحث العلمى هو عنوان الحقيقة الوحيد فى هذه الحالات».
يقول د. أبوالغار فى رسالته: «قرأت باهتمام شديد الحوار الدائر فى عمودك الجميل فى (المصرى اليوم) بداية من حقن الإنترفيرون مصرى الصنع ونهاية باستخدام بول الإبل فى العلاج ومروراً بأشياء كثيرة جداً، الغريب فى الأمر أن البعض قال بفائدة هذا أو ذاك العلاج بناء على خبرة خاصة، أو أنه مكتوب فى أحد كتب التراث، أو أن طبيباً ماهراً قال إن هذا العلاج يشفى، وقد نسى الجميع أو تناسوا أنه فى القرن الواحد والعشرين لم يعد من الممكن أن يدعى أى إنسان بفائدة أى مادة كيميائية أو نباتية أو حيوانية فى علاج مرض محدد، لأن الأمر يجب أن يخضع لاختبار علمى لتحديد مدى فائدة هذا العلاج، وهذه التجربة هى إحدى قواعد الطب المبنى على الدليل وهو قانون الطب الحديث.
التجربة بسيطة وهى مقارنة العلاج المراد اختباره بالعلاج التقليدى السابق والمعترف به طبياً على مجموعة من المرضى، وذلك بتقسيم المرضى إلى مجموعتين بطريقة عشوائية بواسطة الكمبيوتر، وتقاس أعراض المرض والتحليلات الدالة على تحسن الحالة بالعلاج المقترح مقارنة بالعلاج المعروف أو مقارنته بمرضى لا يأخذون علاجاً، على أن تكون هذه التجربة تحت إشراف هيئة دولية محايدة ويشرف عليها طبيب محايد، وهذه الهيئات متاحة مقابل أتعاب مادية محددة وباستخدام وسائل الإحصاء الحديثة تعلن نتيجة هذا الدواء وذلك بنشرها فى إحدى الدوريات العلمية المعترف بها دولياً، وإذا ثبت أن هذا الدواء فعال بغض النظر عن مصدره حتى لو كان من بول الإبل ودون مضاعفات وأعراض جانبية، يتم تعميمه ونشره فى أنحاء الدنيا كلها، وإذا ثبت فشله أو ضرره، فيوقف العلاج ويعلن للجميع ذلك ولا يسمح بتداوله.
أنا مذهول من أن هذه التجارب تجرى فى العالم كله قبل تسجيل أى علاج ولا تجرى على كل هذه الأدوية أو الوصفات المختلفة فى مصر حتى يتم إيضاح الموقف بطريقة علمية حاسمة، وفى هذه الحالة لا مجال لنصيحة طبيب مجرب أو عالم دين يعتمد على كتب السلف الصالح. إنه من المضحك أن يثير بعض علماء الدين كل هذه الضجة بخصوص موضوع علمى، معروف أن التحقق منه له قواعد أكاديمية صارمة ولا يمكن الكلام عنه إلا بعد تجربته بالطريقة المذكورة ونشره فى مجلة علمية محترمة. أرجو أن يتوقف الحديث عن فائدة أى علاج من طبيب أو شيخ أو حتى وزير الصحة قبل أن تجرى هذه التجربة على العلاج، ولا مجال هنا لاستخدام آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو خبرات خاصة لأن البحث العلمى هو عنوان الحقيقة الوحيد فى هذه الحالات».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق