السبت، 22 يناير 2011

المواجهة مع النفس

الكاتب : مكرم محمد احمد - الاهرام
عندما انعقدت القمة الاقتصادية الأولي قبل عامين بمبادرة مصرية ـ كويتية‏,‏ كان الهدف تعديل أولويات العمل العربي المشترك الذي ظل العمل السياسي محوره الأساسي يحظي فيه بأولوية مطلقة‏,‏
ووضع الأساس الصحيح لمشاركة تنموية فعالة‏,‏ تساعد العالم العربي علي مواجهة مشكلات الفقر والبطالة‏,‏ وتحقيق أمنه الغذائي‏,‏ مع تزايد نسب البطالة في جميع المجتمعات العربية غنيها وفقيرها‏,‏ وتزايد اعتمادها علي الخارج في غذائها‏,‏ وفشل المشروع التنموي القطري في تحقيق أهدافه اعتمادا علي الأسواق الوطنية الضيقة‏.‏وما من شك أن القمة الاقتصادية الأولي نجحت في تركيز أولوياتها علي ثلاثة محاور أساسية‏,‏ أولها‏:‏ تعزيز وتوسيع البنية التحتية المشتركة من خلال توسيع شبكات النقل البري والبحري والسكك الحديدية‏,‏ لتيسير وصول الإنتاج العربي إلي الأسواق العربية‏,‏ ورفع حجم التبادل التجاري بين الدول العربية الذي لايزال محاصرا في حدود‏10%‏ فقط من حجم التجارة العربية مع دول العالم‏,‏ وثانيها‏:‏ النهوض بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة التي تستوعب‏70%‏ من حجم العمالة في العالم العربي‏,‏ من خلال صندوق مالي تصل مساهماته إلي حدود ملياري دولار‏,‏ تساعد هذه الصناعات علي تطوير وتحديث نفسها وتمكينها من توليد فرص عمل جديدة‏,‏ وثالثها‏:‏ المضي قدما في توحيد نظم التجارة والجمارك وصولا إلي الاتحاد الجمركي عام‏2015‏ الذي يمثل البوابة الرئيسية للسوق العربية المشتركة‏.‏التزمت قمة الكويت نهجا واضحا‏,‏ يعتمد علي القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات‏,‏ وتقليل دور المؤسسات الحكومية التي غالبا ما تكون عبئا علي المشروعات‏,‏ ومع الأسف ظل تباطؤ التنفيذ السمة الغالبة علي العمل العربي المشترك في الوقت الذي ازدادت فيه التحديات قسوة وصعوبة بسبب أزمات الغذاء المتتابعة‏,‏ وتفاقم مشكلات البطالة‏,‏ وتراجع المؤشرات الحقيقية للتنمية العربية‏,‏ وغلبة نظرة التشاؤم والغضب‏,‏ وانكسار النفس العربية نتيجة العجز العربي المتزايد عن مواجهة هذه التحديات‏,‏ ولأن قمة شرم الشيخ لم تكن بعيدة عن مناخ الإحباط الذي ساد العالم العربي‏,‏ كما لم يكن في وسعها تجاهل ما حدث في تونس أخيرا‏,‏ ركزت القمة دورها علي مراجعة الملفات المفتوحة وبحث أسباب التباطؤ بحيث أصبح المؤتمر نوعا من المواجهة مع النفس‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق