السبت، 22 يناير 2011

استعدوا لنسيان تونس‏ !

الكاتب : محمد عبد السلام - الاهرام المسائى

فلنستعد لنسيان مايجري في تونس‏,‏ فلدينا دولة عربية أخري علي وشك أن تواجه مشكلة‏,‏ وتبعا لوصف‏,‏ أشبه بمصطلح‏,‏ لسعود الفيصل وزير خارجية السعودية‏,‏ فإن الوضع في لبنان خطير‏,‏ أي أن هناك معضلة‏,‏ أخطر مظاهرها‏,‏ هي عمليات توقف الوساطات المتتالية‏.‏
لقد أنهت السعودية وساطتها‏,‏ معلنة أنها رفعت يدها عن المسألة اللبنانية‏,‏ وبالنسبة لدولة لديها مصالح وارتباطات في لبنان‏,‏ فإن عدم تمكنها أو عدم رغبتها في استكمال المحاولات الخاصة بالحل‏,‏ يعني أنها وصلت إلي حائط مسدود‏,‏ قد يتمثل في مواقف تدرك أنها لن تتحرك‏,‏ أو نوايا تدرك أنها قد تكون غير طيبة‏,‏ أو ربما شريرة‏.‏المشكلة أن موقف السعودية يبدو عمليا‏,‏ وكأنه ليس مجرد إعلان للابتعاد عن المنطقة اللبنانية‏,‏ وإنما إبراء ذمة‏,‏ تتمثل خطورته في سؤال‏:‏ ما الذي يجعل السعودية تنأي بنفسها‏,‏ بهذه الصورة الواضحة‏,‏ وبتلك العبارات التي لم يتم الاعتياد عليها‏,‏ إلا إذا كان لديها تقدير بشأن خطورة غير تقليدية للموقف‏.‏الصورة لم تكتمل بعد‏,‏ فقد أعلنت كل من قطر وتركيا أيضا وقف أعمال الوساطة التي يتم القيام بها في لبنان‏,‏ وقد لايكون لقطر أو تركيا نفس النفوذ أو المصالح في لبنان‏,‏ لكن الدولتين من أهم الأطراف الإقليمية التي تحرص علي التدخل بشكل سريع للتعامل مع أي مشكلة في المنطقة‏,‏ في ظل تصور خاص للدور الإقليمي‏,‏ ويمثل فشل الوساطة بالنسبة لهما‏,‏ أو اضطرارهما إلي وقفها‏,‏ مسألة مؤلمة للغاية‏,‏ فليس من السهل عليهما قبول فكرة أنهما لم يتمكنا من القيام بشيء‏,‏ وهنا فإن توقف الوساطة‏,‏ يعني مرة أخري أن هناك طريقا مسدودا‏.‏إن كلمة خطر تحمل معني واحدا‏,‏ وهو أن السياسة علي وشك أن تتوقف‏,‏ وأن شيئا آخر قد يبدأ في الدوران‏,‏ ولايحتاج أي منا إلي تخمين‏,‏ فالجميع يعرفون لبنان‏,‏ والشيء الآخر هو العنف الداخلي‏,‏ الذي قد يقود أجمل بلد في المنطقة العربية‏,‏ إلي حالة من الظلام مرة أخري‏,‏ لأن هناك من لايريد أن يقبل أحكام العدالة‏,‏ ولأن هناك من يعتقد أنه فوق الدولة‏,‏ ولأن هناك أشخاصا مثاليين‏,‏ فكروا وعملوا لفترة طويلة وفق المنطق والحق والعدل وليس موازين القوي‏,‏ التي هي السياسة‏,‏ والنتيجة هي كلمة خطر‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق