الكاتب : محمد عبد السلام - الاهرام المسائى
فلنستعد لنسيان مايجري في تونس, فلدينا دولة عربية أخري علي وشك أن تواجه مشكلة, وتبعا لوصف, أشبه بمصطلح, لسعود الفيصل وزير خارجية السعودية, فإن الوضع في لبنان خطير, أي أن هناك معضلة, أخطر مظاهرها, هي عمليات توقف الوساطات المتتالية.
لقد أنهت السعودية وساطتها, معلنة أنها رفعت يدها عن المسألة اللبنانية, وبالنسبة لدولة لديها مصالح وارتباطات في لبنان, فإن عدم تمكنها أو عدم رغبتها في استكمال المحاولات الخاصة بالحل, يعني أنها وصلت إلي حائط مسدود, قد يتمثل في مواقف تدرك أنها لن تتحرك, أو نوايا تدرك أنها قد تكون غير طيبة, أو ربما شريرة.المشكلة أن موقف السعودية يبدو عمليا, وكأنه ليس مجرد إعلان للابتعاد عن المنطقة اللبنانية, وإنما إبراء ذمة, تتمثل خطورته في سؤال: ما الذي يجعل السعودية تنأي بنفسها, بهذه الصورة الواضحة, وبتلك العبارات التي لم يتم الاعتياد عليها, إلا إذا كان لديها تقدير بشأن خطورة غير تقليدية للموقف.الصورة لم تكتمل بعد, فقد أعلنت كل من قطر وتركيا أيضا وقف أعمال الوساطة التي يتم القيام بها في لبنان, وقد لايكون لقطر أو تركيا نفس النفوذ أو المصالح في لبنان, لكن الدولتين من أهم الأطراف الإقليمية التي تحرص علي التدخل بشكل سريع للتعامل مع أي مشكلة في المنطقة, في ظل تصور خاص للدور الإقليمي, ويمثل فشل الوساطة بالنسبة لهما, أو اضطرارهما إلي وقفها, مسألة مؤلمة للغاية, فليس من السهل عليهما قبول فكرة أنهما لم يتمكنا من القيام بشيء, وهنا فإن توقف الوساطة, يعني مرة أخري أن هناك طريقا مسدودا.إن كلمة خطر تحمل معني واحدا, وهو أن السياسة علي وشك أن تتوقف, وأن شيئا آخر قد يبدأ في الدوران, ولايحتاج أي منا إلي تخمين, فالجميع يعرفون لبنان, والشيء الآخر هو العنف الداخلي, الذي قد يقود أجمل بلد في المنطقة العربية, إلي حالة من الظلام مرة أخري, لأن هناك من لايريد أن يقبل أحكام العدالة, ولأن هناك من يعتقد أنه فوق الدولة, ولأن هناك أشخاصا مثاليين, فكروا وعملوا لفترة طويلة وفق المنطق والحق والعدل وليس موازين القوي, التي هي السياسة, والنتيجة هي كلمة خطر.
السبت، 22 يناير 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق