عمرو مدبولى، الحفيد الأكبر للفنان الراحل عبد المنعم مدبولى، خرج عن صمته ليحدثنا عن جده الراحل وأزمة ضياع سيرته الذاتية ومذاكراته الشخصية التى كتبها بخط يده، كما يروى لنا الحفيد الأكبر تفاصيل دوره فى أول عمل فنى له من خلال فيلمه "سكس".أكد عمرو مدبولى رفض جده مساعدته فى دخول عالم الفن، وطلب منه الحصول على مؤهل عال يضمن له حياة كريمه، فى حالة ما أدار الفن له ظهره وهو أحد الدروس الهامة التى تعلمها من جده الراحل.ويقول: "جدى كان فنانا راقيا لم يعرف فى حياته سوى الفن، فهو مثل يحتذى به فى المسرح والسينما والتلفزيون، حيث قام بالتأليف والغناء، ولا يمكن أن ينسى أغانى "توت توت قطر زغنطوط" و"وإن إن الشمس ليها سنة"، و"الشاطر عمر" وموال "زمان وكان يا ما كان"، فالصغار كلهم تربوا على أغانيه، فقد كان فنانًا بمعنى الكلمة له طقوس خاصة جدا، فمن يجلس معه بعيدا عن العمل لا يصدق أنه الفنان عبد المنعم مدبولى الذى يستطيع قلب الهزل إلى جد والجد إلى هزل، فأثناء تحضيره لأى شخصية يقدمها على المسرح أو حتى أثناء وجوده فى كواليس المسرح تمهيدا لدخوله الخشبة، كان دائما يقرأ القرآن ولم يكن يتركه من يده أبدا، كما أنه لم يكن يحب اصطحاب أى منا إلى عمله سواء مسرح أو تلفزيون أو سينما.ويكمل الفنان حفيد الفنان، جدى كان دائما يحافظ على خصوصيتنا العائلية ويحيطنا بحبه ودفء مشاعره الفياضة" لكنه قال: "أكثر ما يؤلمنى هو أنه بمجرد رحيل جدى فوجئنا بحالة من التجاهل الشديد للتاريخ الفنى الذى تركه، واندهشنا من عدم تكريمه فى أى مهرجان من المهرجانات، حيث لم يتم سوى تكريمه فى إحدى مهرجانات المسرح التجريبى، إلى جانب أنه لم يسأل عنا أحد من أصدقائه الفنانين ممن شاركوا أعماله الفنية ونجاحاته".ويضيف "المصيبة الكبرى هو ضياع مذكراته الشخصية المكتوبة بخط يده، عن طريق الفنانة نجاح حسن والتى تبناها جدى فنيا، حيث قامت هى ومخرج إذاعى يدعى كمال دسوقى بإقناع العائلة بأنهم سيقومون بعمل مسلسل إذاعى تخليدا لذكراه مع صوت القاهرة، لكنهم حتى الآن لا نستطيع معرفة مكانهم ولا الوصول إليهم، بعد مرور ثلاثة سنوات وفى الوقت نفسه أكدت شركة صوت القاهرة عدم علمهم بالأمر من الأساس".ويشارك عمرو مدبولى فى بطولة الفيلم الروائى المثير للجدل "سكس"، حيث يجسد فيه دور "طه" شاب مصرى عاش فى أمريكا ودرس هناك فن السيناريو، ليعود إلى مصر ويحاول أن يقدم سيناريو لفيلم، لكنه يواجه مشاكل مع الرقابة فى مصر، ويشارك بطولة الفيلم الفنانون حسام صالح، وباسم عاصم، ومحمد عبد العزيز، وإبراهيم فواز، وأحمد العسال، وحسام حلمى، ومحمود خاطر، ومحمد عثمان، وطه الريان، وعلى عبد العزيز، والفيلم من إنتاج "فيوتشر ارتيست" تأليف وإخراج محمد عادل.يذكر أن الفنان القدير عبد المنعم مدبولى ابن حى باب الشعرية، استطاع أن يكون فريقا مسرحيا، وهو فى مرحلة الابتدائية، وبعد تخرجه شارك فى أول عمل مسرحى له من خلال دور "عرابى"، مع فرقة المسرح المصرى الحديث التى أنشأها زكى طليمات، ثم قام بتأسيس فرقة تحمل اسم المسرح الحر عام 1952، ومن أهم الأعمال المسرحية التى أنتجتها فرقة المسرح الحر كانت "الأرض الثائرة"، و"حسبة برما"، و"الرضا السامى"، و"خايف أتجوز"، و"مراتى بنت جن"، و"مراتى نمرة 11"، و"كوكتيل العجائب".ومن أهم الأدوار التى لمع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما كانت الشخصيات التى لعبها فى أفلام "الحفيد" و"مولد يا دنيا"، و"إحنا بتوع الأتوبيس"، والغريب فى الأمر أن تاريخ الفنان القدير عبد المنعم مدبولى الذى وصل إلى 60 فيلمًا، و30 مسلسلا، و120 مسرحية لم يكرم إلا مرتين فقط طيلة حياته الفنية المرة الأولى حصل فيها على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1983، والثانية كانت من مهرجان زكى طليمات سنة 1986.
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق