الخميس، 4 نوفمبر 2010

كريم عبد السلام يكتب: لماذا فقدت "المصرى اليوم" أعصابها؟ ولجأت لمنهج "الفوتوشوب" لاختراع جائزة تنافس بها "فوربس"
















سقطة مهنية وأخلاقية فادحة ارتكبتها جريدة "المصرى اليوم" فى عددها الصادر الأربعاء، عندما عمدت إلى "فبركة" جائزة لنفسها، من مؤسسة ليس لها باع فى التقييم والإحصاء، وذلك لمجرد أن الزملاء بها لم يستطيعوا أن يستوعبوا فوز "اليوم السابع" بالمركز الأول فى تقييم مجلة "فوربس" العالمية باعتبارها أكثر المواقع العربية انتشارًا وتأثيرًا من بين 50 مؤسسة صحفية عربية، كما لم يستطيعوا استيعاب احتلال "المصرى اليوم" المركز الـ26।سقطة مهنية وأخلاقية فادحة ارتكبتها جريدة كنا نظنها محايدة ومستقلة وموضوعية، وكنا نظنها رفيقة درب النضال من أجل إعلاء قيم المهنية والمعلوماتية فى محيط صحفى مضطرب بالكثير من الأمراض والضغائن، كما كنا أيضا نظنها بعيدة عن الغوغائية والسقوط فى خطأ الاختلاق مثل الصحف والجرائد التى تأسست تحت سطوة القيم الشمولية وشعارات الأيديولوجيا، لأن البحث عن الخبر دون تلوين هو الهدف، حسبما كنا نظن، لكننا لم نعد نظنها كذلك للأسف الشديد.نأسف أن نقول إننا لم نعد نأخذ ما تنشره "المصرى اليوم" على محمل الجد، و لم نعد نعتبرها نموذجًا يمكن أن تحذو حذوه الجرائد المستقلة، فقدنا اهتمامنا بها، وبدت لنا مثل صحيفة شائخة عجوز، هجرها قراؤها لأنهم لم يعودوا يجدون فيها ما يبهرهم.بالأمس ملأت "المصرى اليوم" الدنيا ضجيجا تجاه تصرف جريدة قومية فى صورة للرئيس مبارك بـ"الفوتوشوب"، واعتبرت ذلك اختلاقًا غير مهنى، واليوم تختلق "المصرى اليوم" مسمى لجائزة مجهولة لتضعها على قدم المساواة مع جائزة "فوربس"، وتدعى أن المؤسسة التى منحتها الجائزة تعتمد على مؤشر كذا وقياس كذا لعدد الزوار الذين يدخلون على مواقع الإنترنت، لتخرج بالنتيجة التى تتمناها لا الحقيقة المجردة المعروفة للقاصى والدانى، إن تلك المؤسسة غير المعروفة فى مجال البحث والاستقصاء تصنف "المصرى اليوم" باعتبارها أولى الصحف الإلكترونية على المستوى العربى قياسا إلى عدد الزوار. فهل فى ذلك شىء من الحقيقة؟وتناست "المصرى اليوم" كذلك أن ما تختلقه اليوم لن يفيدها غدا، عندما يبدأ الباحثون ومسئولو الإحصاء وحتى هواة المواقع الإلكترونية فى التمعن فيما اختلقته وجرؤت على نشره فى الصفحة الأولى.سيبدأ الباحثون السؤال عن تقرير التنمية الثقافية الصادر لمؤسسة الفكر العربى غير المعنية بالإحصاء والاستقصاء، ليكتشفوا مثلا أن مؤسسة "الفكر العربى" مؤسسة أهلية مستقلة أسسها الأمير السعودى خالد الفيصل فى بيروت، وتضم رئيس تحرير "المصرى اليوم" فى عضوية إحدى لجان التحكيم لجوائزها










مجدى الجلاد فى المؤسسة التى منح لنفسه من خلالها الجائزة وسيعرف الباحثون أن مؤسسة التنمية الثقافية التى قالت "المصرى اليوم"، إنها صاحبة الاستطلاع القنبلة الذى اختارتها الأولى عربيا، لم تقم بمثل هذا الاستطلاع من قبل، ولم تطلق نموذجا إحصائيًا أو استقصائيًا عالميًا، وأن تصنيفها الأخير مجرد اجتهاد لترتيب الصحف العربية التى تضع نسخة "pdf" من الجريدة اليومية على موقعها الإلكترونى، عكس مؤسسة "فوربس العالمية" العريقة التى يتجاوز عمرها 90 عاما، والمشهود لها عالميا فى مجال الإحصاءات والقياسات لكل ما يتعلق بالأكثر تأثيرا فى جميع المجالات।لم نصدق أن "المصرى اليوم"، وعلى غرار الصور المفبركة بـ"الفوتوشوب" استماتت فى التمسح بجائزة "فوربس" والمركز الأول الذى حصل عليه "اليوم السابع"، بدءا من محاولة الربط المتعسف بين جائزة "فوربس" المرموقة وبين التصنيف الغريب لتقرير "التنمية الثقافية"، بادعاء أن مصر حصلت فى أسبوع واحد على "فوربس" وجائزة تقرير "التنمية الثقافية" معا!لم نصدق أن "المصرى اليوم" جهزت نفسها لإرسال شكوى لإدارة "فوربس" لتعديل ترتيبهم الـ26 بدعوى أن إدارة "فوربس" أخطأت خطأ غير متعمد فى إحصاء زوار موقع "المصرى اليوم"، عندما اعتمدت على الإحصاءات الخاصة بالموقع التجريبى، وليس موقع الجريدة الأصلى، فى تلميح إلى أن جائزة "فوربس" كانت من حق "المصرى اليوم"، لكن خطأ غير متعمد ذهب بها إلى "اليوم السابع"، وهو قول لا يجلب إلا السخرية، لأن تصنيف "اليوم السابع" على مؤشر "أليكسا" يسبق الموقع الأصلى لـ"المصرى اليوم" بـ 19 موقعا، ويسبق موقع "المصرى اليوم التجريبى" بـ 86 موقعا.نأسف أن نقول بأن البيانات والإحصاءات التى ذكرتها "المصرى اليوم" مليئة بالأخطاء ومذهلة فى ادعائها، فالمؤشر الذى تعتمد عليه google ad Planner"" وهو موقع استرشادى لإعلانات "جوجل" يوضح أن عدد زوار "المصرى اليوم" كما هو منشور بالجريدة 13 مليون زائر، بينما عدد زوار "اليوم السابع" 21 مليون زائر، وبينما تبلغ عدد الصفحات التى تتم مطالعتها 55 مليون صفحة تبلغ عدد الصفحات التى تتم مطالعتها على "اليوم السابع" 88 مليون صفحة.لم نكن نريد أبدا أن نذكر تلك البيانات المتوافرة أمام المتخصصين وأساتذة الإعلام، والمتاحة أمام كل من يريد أن يعرف تصنيف الصحف المصرية والعربية عالميا، لكننا اضطرنا إلى ذلك، حتى لا ينخدع أحد من القراء بـ"التصرف الصغير" الذى وقع فيه بعض الزملاء الذين كنا نظنهم كبارًا فى المصرى اليوم.إن دافعنا الذى نحرص عليه دائما أن نقدم المعلومة المجردة أمام القارئ ليسترشد بها، وبقدر حرصنا على تقديم المعلومة والخبر المجرد، يحزننا الاستخدام المغلوط للمعلومات وتوظيفها لإحراز مكسب سريع لا يبقى، وعزاؤنا أننا نثق فى قدرة القراء على التمييز.ونصيحة لـ"المصرى اليوم"، لا تفرطوا فى العداء للناس، لأن المجد يأتى من التواضع والصدق مع النفس ومع الآخرين.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق