الجمعة، 5 نوفمبر 2010

زهور كركوك .. أول فيلم دولي يصور بـ العراق منذ حرب الخليج


يتناول حقوق النساء وأحداث الأنفال
يعرض مهرجان روما السينمائي الدولي - ضمن مسابقته - فيلم "زهور كركوك"، الذي يعد أول انتاج سينمائي دولي يصور بالكامل في العراق منذ حرب الخليج.
ويتناول الفيلم موضوعات الحب وحقوق النساء والإبادة الجماعية وأحداث الأنفال التي نفذتها قوات صدام حسين واستخدمت خلالها أسلحة كيماوية ضد مدنيين أكراد عراقيين. ويحكي العمل الفني قصة حب بين امرأة عراقية من الطبقة العليا وطبيب عراقي يتعرض لاضطهاد وبطش نظام الرئيس العراقي الراحل في الثمانينات، وتنهي الطبيبة الشابة "نجلاء" دراستها بجامعة روما وتعود الى كركوك بحثا عن حبيبها الكردي "شيركوه" الذي التقت به في إيطاليا، وتصطدم الشابة العربية التي نشأت في بغداد وتلقت تعليمها في الغرب بتقاليد عائلتها حينما تحاول تحقيق أحلامها وأفكارها.
أخرج الفيلم فريبورز كامكاري المولود في الإقليم الكردي بشمال العراق، والذي أوضح - في روما على هامش المهرجان الذي يختتم فعالياته في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 - أنه أراد أن يحكي تجاربه الشخصية التي عاشها في طفولته، وأن يحول الذكريات المؤلمة إلى نوع من الذاكرة الجماعية في محاولة لفهم العراق المعاصر.
وقال كامكاري "نحن نعيش منذ أكثر من 7 سنوات مع العراق.. أخبار العراق.. الوضع في العراق.. لكن لا أحد يقول لنا شيئا عن جذور هذا العراق.. عراق اليوم. حاولت أن أحكي عن جذور العراق من وجهة نظر شخص يعيش هناك ورأى كل شيء من الداخل. حاولت أن أحكي وأفسر حال العراق اليوم، لأن هناك ماض لا نتحدث عنه في العادة في السينما ولا في الأخبار."
وأضاف المخرج أنه أراد في فيلمه التعبير عن معظم نساء الشرق الأوسط اللاتي يناضلن في مواجهة قواعد ظالمة في حياتهن اليومية من أجل تغيير مجتمعاتهن، وذلك من خلا من خلال بطلة العمل "نجلاء" التي تتخذ قراراتها بنفسها ولا تتلقى أوامر من أحد.
وقال "في اعتقادي أمر أساسي. القوة الكبيرة للديمقراطية في تلك البلاد والحركة الكبيرة في بلاد الشرق الأوسط، سواء إيران أو العراق أو دول أخرى في المنطقة، يدفعون البلاد إلى ديمقراطية النساء. وأنا أعتقد أن هذا أمر أساسي. مهم جدا تمثيل هذا النوع من النساء. المرأة في الفيلم.. للمرة الاولى نرى امرأة مسلمة ليست أما.. ليست زوجة.. ليست امرأة محاطة بأطفال ورجل شرير يسيء إليها كل يوم. إنها امرأة تقع في الحب وتقرر مصيرها بنفسها وتضحي بكل شيء من أجل هذا الحب."
من جهة أخرى، قال المخرج فريبورز كامكاري إنه فوجيء بمساحة الحرية التي سمحت له بها السلطات. وأضاف "لم يطلبوا حتى الاطلاع على السيناريو.. لم يقرأوه. إنها معجزة بالنسبة للشرق الأوسط. أن يصور مخرج من الشرق الأوسط فيلما بدون رقابة بدون أن يضطر لتقديم السيناريو وقراءة الملاحظات والخضوع لإشراف الحكومة. إنه أمر غير عادي على الإطلاق.//
تم تصوير فيلم "زهور كركوك" على مدى شهرين خلال عام 2009 في إقليم كردستان. واضطر صناع الفيلم لاستيراد كل معدات التصوير والصوت والديكور من الخارج لعدم وجود صناعة سينما متطورة في العراق.
ورغم صعوبة ظروف التصوير، إلا أن الممثلة الفرنسية المغربية الأصل مرجانة علوي - التي أدت دور "نجلاء" - رأت أن تعدد جنسيات وثقافات العاملين في الفيلم وحماس السكان المحليين ساهما في صنع تجربة فريدة.
وقالت "كان أمرا رائعا.. لا ينسى.. كان استكشاف تلك المنطقة وهؤلاء الناس فرصة حقيقية لي. كان موقع التصوير مليئا بجنسيات مختلفة. كنا نحو 12 جنسية مختلفة في موقع التصوير وهو أمر بالغ الثراء من الناحية الثقافية ووجودي هناك كان رائعا."
الفيلم إنتاج إيطالي سويسري عراقي مشترك، ويشارك بالتمثيل فيه أيضا الممثل التركي أرتيم ايسير، والممثل التونسي المقيم في إيطاليا محمد زواوي الذي يؤدي دور البطولة. وينتظر صدور رواية بنفس العنوان من تأليف كامكاري في وقت قريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق