السبت، 6 نوفمبر 2010

هوليوود تعيد التفكير في منح جودارد جائزة أوسكار شرفية ‏!


معاداة السامية تهمة جاهزة تلاحق المبدعين والمثقفين حول العالم‏.‏ وأخر المتهمين هو المخرج الفرنسي جان‏-‏ لوك جودارد رائد أفلام الموجة الجديدة في أوروبا‏.
فبعد قرار أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة منح جائزة أوسكار شرفية لجوادرد في سبتمبر الماضي‏ بدأت الصحف والأقلام الإسرائيلية في توجيه انتقادات لاذعة إلي جودارد المناهض للصهيونية والمدافع عن حقوق الفلسطينيين لدرجة أن أغلفة الصحف حملت عنوان هل جان لوك جودارد معاد للسامية؟س‏.‏تواصلت المناقشات للتوصل لاتفاق حول منح الجائزة لجودارد ملهم صناع السينما الأوروبية‏.‏ ولم يتم التوقيع حتي الآن علي القرار لمنح الجائزة لجودارد الذي أعلن أنه لن يحضر مراسم الاحتفال بأي حال في هوليوود‏.‏ لكن السؤال الذي يظل قائما كيف يمكن التعامل مع هذه الاتهامات ضد جودارد الذي عرف بآرائه المعادية لليهود والتي وسعت من المسافة بينه وبين هوليوود‏,‏ حتي لو حاولت الأكاديمية سد هذه الفجوة؟وكان من المقرر تكريم جان لوك جودارد في احتفال في‏13‏ نوفمبر المقبل إلي جانب الممثل ايلي والش والمخرج فرانسيس فورد كوبولا والمؤرخ السينمائي كيفين براون لو‏.‏الأكاديمية تحاول تنحية القضية جانبا‏,‏بغض النظر عن القضايا الحساسة التي تناولتها أفلام جودارد خلال الخمس دقائق التي سيتم تكريمه فيهم‏.‏ ولعل أحد المشاهد التي أثارت هذه القضية في الفيلم الوثائقي هنا وفي مكان آخر الذي عرض عام‏1976‏ والتي تتناول حياة عائلتين فرنسية ويهودية‏.‏ وفي أحد المشاهد‏,‏ يقارن الراوي بين جولدا مائيرا رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة والزعيم النازي أدولف هتلر وتكون النتيجة أنهم لا يختلفان‏.‏لكن ما لم تشر إليه الأقلام الإسرائيلية أن جودارد‏-79‏ عاما‏-‏ ألهم صناع السينما في جميع أنحاء العالم من أمثال مارتن سكورسيزي وودي ألان وكونتين تارنتينو‏,‏ فقد استلهم هؤلاء المخرجون تقنياته ورؤيته المعقدة واستخدامه للثقافة الشعبية في أكثر من‏70‏ فيلما روائيا‏.‏ وهذا أيضا ما لم تضعه أكاديمية الأوسكار في حسبانها عندما قررت تكريم جودارد بجائزة شرفية ليست ضمن الاحتفالية الكبري التي تقام في فبراير‏.‏ وحتي الآن‏,‏ لم يكن هناك تصاعد في المعارضة ضد تسليم جائزة فخرية حتي عندما تسلمها ايليا كازان عام‏1999,‏ علي الرغم من نشاطه الشيوعي وتحقيق لجنة الأنشطة المناهضة لأمريكا التابعة لمجلس النواب في نشاطاته في هوليوود ابان العهد الأحمر‏.‏ لكن تصريحات جودارد النارية حول النفوذ اليهودي في صناعة السينما أثارت هوليوود ضده أيضا‏,‏ ففي عام‏1985‏ وخلال مقابلة مع صحيفة لو متان الفرنسية قال إن الصناعة متصلة اتصالا وثيقا بالربي اليهودي‏.‏ وقال ما وجدته مثيرا في السينما أنه منذ البداية‏,‏فكرة الديون‏,‏ فالمنتج الحقيقي‏,‏في كل الأحوال‏,‏ يعكس الصورة المركزية الأوروبية لليهود‏.‏ وتتناول السيرة الذاتية لجودارد التي كتبها ريتشارد برودي عام‏2008‏ تحت عنوان السينما كل شيء‏:‏ أعمال جان‏-‏لوك جودارد التي تحدثت عن اتجاهات المخرج المعادية للسامية والتي تتضمن ولادته في أوروبا ومزقتها الحرب وكيف تحول إلي مؤيد متعصب لحقوق الفلسطينيين في السيتينيات ورؤيته المعقدة للتاريخ‏.‏ ولم يترك جودارد مجالا إلا وأعرب عن هذه الآراء حتي حول المحرقة‏,‏ فقد انتقد جودارد المخرج ستيفن سيبلبرج بسبب إساءة استخدامه لصورة أوشفيتز لعمل فيلم قائمة شيندلير عام‏.1995‏ وقد رفض جودارد جائزة شرفية يمنحها نقاد السينما في نيويورك بسبب عدم قدرته علي منع سبيلبرج من إعادة تشييد أوشفيتز‏.‏
الاهرام - رشا عبد الوهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق