الفقر والثراء .. متهمان !
" مذيع يقتل زوجته .. ابن يذبح أبيه في المسجد .. سائق " المقاولون العرب يقتل 6 في إطلاق نار " .. تلك عناوين هزت ضمير المجتمع المصري وأشرت على أن العنف لم يعد يقتصر على فئة دون غيرها.لقد أنزوت ثقافة التسامح ، وأضحى العنف هو السبيل لحل الخلافات .. والسؤال المطروح من هو الجاني هل الذين أمسكوا بأيديهم الأسلحة أم تلك البيئة التي أضحت مفرزة لعنف يجب أن يتنبه له الجميع قبل أن يمتد إلى جنباته.
دكتورة ايمان شريف قائد - استاذ علم النفس الجنائى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية - قالت لاخبار مصر ان انتشار العنف يرجع إلى اسباب مجتمعية تتمثل في ارتفاع الاسعار ،البطاله وعدم استطاعه رب الاسرة توفير الاحتياجات الاساسية لأبنائه من مأكل وملبس وتعليم مما قد يؤدى إلى استخدام الآباء وأبناءهم للعنف في التعامل مع المجتمع.
وأضافت " ارتفاع درجة الحراره قد يعد من العوامل التى تؤدى إلى ارتفاع معدل العنف لانها تسبب العصبية كما ان انخفاض درجة الحرارة كذلك قد يؤدى إلى نشاط زائد يتبعه ارتكاب للجرائم".
الاسرة منبع العنف
و أوضحت استاذ علم النفس الجنائى ان العنف انواع وكل نوع له سبب مع اندراج كافه انواع العنف تحت مظلة المجتمع.
وقالت د.ايمان "اقدم انواع العنف هو العنف الاسرى فالاسرة هى منبع العنف او المسبب الرئيسى له واول جريمة في التاريخ كانت من داخل الاسرة التى تؤثر على حياة الفرد منذ ان كان جنينا في بطن امه".
واضافت " قد نرى عائلات مميزة و نحكم عليها من الظاهر في حين انه لا احد يعلم ما يحدث خلف الابواب المغلقة والرفاهية الشديدة عند التنشئه التي قد تسبب كوارث عند الكبر" ، وأعطت مثالا بالمهندس الذي قتل زوجته وابناؤه بعد افلاسه خوفا عليهم من الفقر!.
و"من انواع العنف الاخرى " - أضافت إيمان الشريف- العنف المؤسسى (مؤسسات اجتماعية او مهنيه) وذلك عندما يفضل مدير عامل عن آخر مما يؤدى إلى الحقد والغيرة ويظهر العنف سواء تجاه المدير او الزميل و أعطت مثالا بسائق حافلة المقاولين العرب.
وشددت الخبير الاجتماعية على أن ما يحدث في الملاعب من شغب يعد من ابرز انواع العنف التى سببها عدم احترام الاخر او تقبل فكرة انتصاره.
من جهته أوضح دكتور عادل مدنى - أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الازهر- ان هناك عدة نظريات عن اسباب ارتفاع معدلات العنف أهمها، العنف الناتج عن البيئة مشيرا إلى انه كلما كانت البيئة مزعجة وملوثه ومزدحمة ارتفعت معدلات العنف.
وأضاف " الوراثة الاجتماعية من اسباب العنف ، فحينما تؤسس أسرة يرى فيها الطفل اباه يضرب امه ، فيتعلم أن ذلك امر طبيعى ويمارسه بالوراثة".
ومن نظريات العنف كذلك - اوضح د.مدنى - " الاحباط" ، فعندما لايستطيع الفرد تحقيق هدفه فقد يخرج ما بداخله من غضب في صورة عنف في التعامل مع الآخر.
اما اخر النظريات فهى فكرة المجتمع الذي يعلم الفرد ان يأخذ حقه باستخدام العنف مثل "من ضربك فلتضربه".
ويرى د.مدنى انه لابد من توجيه المجتمع من خلال كافه مؤسساته إلى كيفيه التعامل والتنفيس عن الغضب بطرق صحيحة .
واضاف "لابد من نشر ثقافة اللاعنف بين المواطنين عن طريق وسائل الاعلام المختلفة ووضع خطة طويلة المدى تشمل تنظيم الاسرة والتوسع في مستوى المدن بشكل افقى لتقليل الزحام".
من جانبها أكدت دكتورة ايمان شريف ان الاعلام له اكبر الاثر في التأثير على الافراد من خلال نشره لثقافة الثراء السريع ومظاهر الحياة الجذابة التى تسبب الاحباط ، ودعت الاعلام إلى بحث مشاكل الناس بشكل موضوعى واحياء القيم والمبادىء الجميلة التى اندثرت في العصر الحالي.
وأضافت " لابد من اعادة بناء المجتمع بشكل سليم ولابد كذلك من توفير حياة كريمة للافراد في ضوء العدالة الاجتماعية خاصة اننا نرى المجتمع الحإلى منقسم إلى شقين أولهما شديد الثراء وثانيهما شديد الفقر مما احدث فجوات رهيبة ونشر العنف في المجتمع".
اخبار مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق