عباراة جنسية وفضائح شخصية
ما المقصود من تلك البرامج سؤال يفرض نفسه عليك وأنت تشاهد البرامج الرمضانية المفروضة عليك في كل عام، والتي تزداد مع مرور السنوات في الكم وليس الكيف بالطبع، فالأفكار تكاد تكون واحدة ومعتمدة، أما علي المقالب أو تبادل السباب، والدخول في مشاحنات فارغة، لا يخرج منها المشاهد إلا بسلسلة متواصلة من وصلات الردح، والكلمات التي يعاقب عليها القانون. والغريب أن البعض يقيس نجاح تلك البرامج بمقدار ما بها من تجاوزات وألفاظ نابية وتبادل لاتهامات، لو أنصف القائمون عليها تم حذفها في المونتاج، وبالطبع ستكون النتيجة التخلص من هذا الإسفاف، وتعد حلقة »إيناس الدغيدي« وآثار الحكيم في برنامج »اثنين * اثنين« نموذجاً لتلك النوعية، خاصة أن اختيار اثنتين من الفنانات معروف عنهما مسبقاً أن لا حدود فيما يقال من منطلق الشجاعة وحرية إبداء الرأي، فالأولي »إيناس الدغيدي« ترفع شعار الحرية في كل شيء، والأخري تعيش في دور السيدة الفاضلة المدافعة عن القيم والأخلاق. ومن أجل هذا الشعار الأجوف تستخدم كل الطرق والأساليب البعيدة تماماً عن هذا المضمون، وبالطبع وجود شخصيتين بتلك المقومات في برنامج فرصة يجب اغتنامها لنشاهد في رمضان فاصلاً من الإباحية والتجاوزات الأخلاقية، التي من حق المشاهدين رفع قضايا عليها لجرح آذان الناس بكلمات تصلح للتبادل في خناقة في حي شعبي بين امرأتين يتجنب الناس التعامل معهما للمستوي المتدني من الكلام الذي يخرج من أفواههما، ولكن نحن ومن أجل السبق التليفزيوني المحموم ومحاولة الحصول علي نسبة مشاهدة عالية من جمهور بمقدار متابعته لبرنامج بمقدار سخطه عليه. فتصور أنك تشاهد الحلقة وبجوارك أولادك من بنات وأولاد وتفاجئ بأن السيدة المبجلة المحترمة آثار الحكيم رافعة شعار العفة والعفاف تتكلم عن أفلام إيناس الدغيدي وشخصيتها بأسلوب متجاوز فلا يكون من إيناس الدغيدي رداً إلا علي نفس المستوي وإعلان أن بدايات آثار الحكيم في الكباريهات، ثم ندخل إلي منعطف الحياة الشخصية لكل واحدة وتبادل الاتهامات ما بين شعور إحداهما بالكبت الجنسي لأنها مطلقة فيكون رد فعل الأخري هو إعلان أن هذا أحسن من سيدة متزوجة من رجل أصغر منها بعشرة أعوام.. تصوروا أن هذا هو الحوار الدائر بين فنانتين من علامات السينما المصرية. وأن الجمهور في مصر والعالم العربي يشاهدون هذا الغسيل القذر المنشور علي الفضائيات من أجل الإثارة، ولا أعرف كيف تقبل كل واحدة منهما علي تعرية نفسها بهذا القدر من الوقاحة والتدني، وكيف سيصدق أي مشاهد أن ممثلة مثل »آثار الحكيم« تصبغ نفسها بهالة من التدين والأخلاق يصبح حوارها بهذا المستوي، وهل مطلوب منا تقبل تلك الكلمات التي تقولها من منطلق الدفاع عن السينما النظيفة وهي نفسها لم المشاركة في حوار بشكل لا يخدش الحياء، ألا تعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهل مطلوب من الجمهور تصديق أن الهدف من تلك البذاءات هو الدفاع عن الفضيلة والأخلاقيات. أما »إيناس الدغيدي« فمازالت تستكمل منظومتها، وإذا كنا نتقبل أفلامها من منطلق حرية الإبداع، وأن علي الرافض لأسلوب معالجتها للقضايا فعليه بالامتناع عن مشاهدة أفلامها، إلا أن هذا لا ينطبق علي التليفزيون الذي تحكمه قواعد أخري. والسؤال الآن ماذا سيكون شكل المصريين في الخارج وهم يتابعون هذا المستوي من الحوار بين فنانتين مصريتين. إننا للأسف نقدم أسوأ ما فينا ونتباهي بحرية الرأي، وكل واحدة منهما لم تفكر فيما تفعله وكأنهما جالستان في جلسة خاصة. والنتيجة بعد تلك الحلقة أننا رأينا الوجه الآخر لكل واحدة منهما وأعتقد أنه وجه لا يسعد أي مصري أن يراه وكفانا يا ست إيناس ويا ست آثار تشويهاً للمصريات.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق