الأحد، 8 نوفمبر 2009

مهرجان الست تحول إلى مول لتسويق مطربى الفيديو كليب


يبدو أن الأزمات التي يمر بها مهرجان الموسيقى العربية في كل دورة لم تنته بعد، خاصة في دورته الثامنة عشرة التي مازلنا نشهد فعالياتها وسط سخط بعض فناني الموسيقي العربية وعدد من نجوم الغناء الجاد.


بدأت مشاكل هذه الدورة بداية من الأزمة المالية الذي شهدت اعتذار بعض النجوم عن المشاركة وأوضحت الدكتورة رتيبة الحفني أمين عام مهرجان الموسيقى العربية أنها أجرت اتصالات مع المطربة السورية ميادة الحناوي والمغربية جنات، وفشلت في استقدامهما بسبب العجز فى ميزانية المهرجان عن تلبية أجرهما.


في الوقت نفسه لم يعرض الأوبريت فى حفل الافتتاح لضعف مستواه الفني مروراً بنقص واضح في الدعوات ليس السبب بيع التذاكر ولكن خروج عدد كبير في شكل هدايا أو مجاملات. ألقى المطرب طارق فؤاد باللوم كاملاً على رتيبة الحفني بأعتبارها المسئولة عن اختيار المطربين المشاركين وتساءل: لا أعرف إلى أين ستوصلنا اختيارات السيدة رتيبة الحفنى؟ فهي سوف تلغي التاريخ الفني الأصيل وهذا حرام، فعندما طلبت منها المشاركة في المهرجان قالت: فترة الاختيارات أنتهت وقمت بتسكين كل مطرب بحفلته, ثم فوجئت بإعتذار فؤاد زبادي وجاء بدلا منه الأردنية ديانا كرازون، وهذا ليس جديدا عليها ففي كل مرة ترفض مشاركتي ولسبب بسيط وهو أننى منذ ثلاث سنوات طلبت مني المشاركة بالمهرجان عندما اعتذر الفنان لطفى بشناق عن الحضور في أخر لحظة ووقتها اتصلت بي رتيبة وطلبت منى المشاركة ولكنها اشترطت أن أقدم أغنية واحدة فقط بالحفلة، وعلى الفور رفضت وقلت لها: أنا نجم ولا يجوز أن أقدم أغنية واحدة فقط أمام الجمهور، هل ترضين أن يقدم مدحت صالح أو محمد الحلو أو علي الحجار أغنية واحدة؟.
يضيف: اختيارات رتيبة الحفني غيرموفقة وتعود للمحسوبيات فدائماً تعلن أنها فرد ضمن لجنة الاختيار وأنها ليست المسئولة الوحيدة عن الاختيار ولكن هذا غير حقيقي فكل اختيارات المشاركين من "دماغها" واللجنة لا حول لها ولا قوة، وعلى سبيل المثال واحد زي "جهاد عقل" بيعزف كمان في الملاهي الليلية بباريس يقوم بعمل حركات بهلوانية وتترمي عليه الفلوس أخر السهرة فكيف يشارك شخص مثل هذا ويتم تكريمه فى المهرجان؟ في الوقت الذي تتجاهل فيه نجوم في العزف مثل عبده داغر فهو قيمة كبيرة يسافر بالخارج ويستقبلوه استقبال الملوك وكذلك محمود سرور وسعد محمد حسن "وأنا معرفش إزاى يجيلها قلب تعمل كده".
أضاف طارق فؤاد: أين أنا وسط ما يحدث ومن كل هذه التكريمات؟، أنا سعيد بتكريم الفنان الشاب وليد سعد على الرغم من أنه تلميذي بالمعهد، وبالنسبة للدكتور عبد المنعم كامل فقد اتصلت به وطلبت منه أن يسعي لقبول مشاركتي وقال لى من قلبه "هاحاول والله هاحاول" ولكنه لم يفعل شيئا، ففى الحقيقة رتيبة الحفني "زودت الموضوع على الأخر" ولكني أثق في الله أن هذا الوضع لن يستمر طويلاً وإن فاروق حسني وزير الثقافة لن يصمت وسيتعدل الأمر اجلاً أم عاجلاً لأنني أعلم أن الظلم مهما طال له نهاية.
أما الفنانة عفاف راضي فقالت في كلمات مقتضبة: أشعر بصراحة شديدة أن هذا المهرجان بدأ يفقد بريقه عند الجمهور من محبي الطرب الأصيل لذلك قررت هذا العام ألا أتابعه فقد سئمت منه ففي كل عام يبتعد المهرجان عن هدفه الأساسي المتمثل في إحياء الفن المحترم الذي غاب عنا طويلاً في ظل وجود المطربين اللبنانين وغيرهم والذين أخذوا فى مزاحمة مطربى الفن الأصيل حتى داخل المهرجان، وعلى الرغم من كوني مطربة تعلمت على يد أساتذة عظماء مثل بليغ حمدي وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ إلا أنني لا أجد مكاني هذه الأيام وسط حفلات ومهرجانات ليس لها طعم فني .
رضا رجب العميد السابق لمعهد الموسيقي العربية يقول: مهرجان الموسيقى العربية في الأساس مهرجان لإحياء التراث وليس لمطربين يغنون في الكباريهات أو الأفراح كما أنه ليس مولا لتسويق أغانى مطربي الفيديو كليب أو الإعلان عن ألبوماتهم أو ليغنون أغانيهم مثل ديانا كرازون أو جهاد عقل وغيرهما فلا أعلم حتى الآن ما هي علاقة أمثالهما بالموسيقى العربية؟
يضيف: هناك سوء تنظيم واضح في اختيارات المشاركين ولا أعلم على أي أساس يتم الاختيار والترشيح، فمن البديهي أن يكون هناك فنانين أساسيين بالمهرجان على اعتبار أنهم واجهة مشرفة لمهرجان بهذه القوة، ولكنى فوجئت بتجاهلهم في الوقت الذي تتاح الفرصة لصالح أشخاص ليسوا فنانين سواء بالمشاركة أوبالتكريم، وأنا لن أتوجه للجنة لسؤالها من أجل الحصول على تفسير لأختياراتهم لأني أعلم أنها يجب ألا تسمي "اللجنة التحضيرية" ولكن يجب أن تسمي" لجنة الموافقون" على ما تقوله رتيبة الحفني .
يضيف رجب: وفي النهاية يمكن أن نصل لنتيجة واحدة وهي أن المهرجان تحكمه "المصالح الشخصية"، كما أنني حزين على عدم مشاركة ابنتي الفنانة غادة رجب في هذه الدورة وأعلم امكانياتها الصوتية وكذلك جمهورها وأيضاً اللجنة نفسها تعرف ذلك، ولكنى لم أجد تفسيرا لما تقوم به رتيبة فهى تقوم بتسوية الحسابات بيني وبينها عن طريق غادة ولكن ابنتي ليس لها ذنب ويجب ألا تتعرض لظلم بسبب خلاف بيني وبين رتيبة بسبب رأيي المعارض لرأيها في أحد المواقف، فهي سيدة "بتشيل في قلبها وليست صافية القلب" وأقول لها: أتقي الله فبسببها يهوى مستوى المهرجان إلى منحدر فني خطير.
يتساءل رضا رجب: كيف يفتتح المهرجان هذا العالم ولأول مرة بحفلين أحداهما في القاهرة والأخر على مسرح سيد درويش بأوبرا الأسكندرية، ولا أعلم السبب في ذلك ولكن يسئل فيها "اللجنة العبقرية" إضافة إلى تجاهل رتيبة الحفني مشاركة أكاديمية الفنون بما فيها فرقة "أم كلثوم" فهل هذا يعقل؟.
أما الفنان محسن فاروق صوليست فرقة عبد الحليم نويرة والمدير الفنى لبيت الغناء العربى فقد أتخذ موقف أكثر حدة وقال بغضب: محسن فاروق ليس أقل قيمة من أشخاص كثيرة تكررت أسمائهم في كل عام، وهم في الحقيقة ليسوا أكثر من كونهم "حبايب الست"، وأنا غائب عن المهرجان منذ حوالي 12 عام ولم أشارك في المهرجان سوى مرتين فقط، فكيف يتم تجاهلي في المشاركة بعد 30 عام وأنا أصبحت أحد رواد حركة التنوير الموسيقي رغم أنف القائمين على المهرجان، فقد كرمت والفرقة مؤخراً بمهرجان "أزمير" الدولى بتركيا ويأتينى دعوات وتصريحات للسفر بالخارج فهذا معناه أن المهرجان يعاني من قصر نظر، كما أنني الأن أصبحت بقرار من فاروق حسني وزير الثقافة المدير الفني لبيت الغناء العربي ولدى فرقة "أساتذة الطرب للتراث" وهي أفضل من فرق كثيرة موجودة وتجمع 35 فنانا محترفا فلماذا يتجاهل المهرجان فرقة بهذه القوة والتميز؟ وهل يجب علينا الرضا بالتجاهل ونحن الجيل الأول للأوبرا؟، ولماذا تظل فرقة "مجموعة الحفني" تسيطر سيطرة كاملة على حفلات داخل وخارج مصر؟
يضيف: المقلدون والببغاوات والأراجوزات من تونس والجزائر ولبنان ليسوا مطربين وليس لديهم هوية ثقافية لبلادهم وبعضهم لم يغن في الأفراح حتى ببلده، وأنا لا أقلل من شأن المهرجان نفسه، ولكن الاختيارات نفسها هي السبب في خروجه عن هويته وأصوله، ويخطىء من يلقى باللوم على الدكتور عبد المنعم كامل لأن الأمر ليس بيده فالمهرجان لا يتبع الأوبرا ولكنه يقام على أرضها فقط ، لكن الأصلاح لابد أن يأتي بتدخل مباشر من الدولة وبشكل جاد وفض اللجنة الحالية واختيار لجنة عليا محايدة لتقييم السنوات الماضية بشكل كامل ثم تحاسب المسئول عن إهدار ثقافة هذا الوطن، ونطلب عدم وضع المهرجان تحت سيطرة أشخاص يستغلون مناصبهم تحت اسم الدولة.


محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق