أسرة الضحية تنقلت بين «صدر العمرانية» وأم المصريين ٦ مرات فى ساعتين..
وطبيب الاستقبال ومدير الطوارئ أهملا الحالة
حقيقة واحدة كشفتها تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية فى واقعة وفاة الضحية السادسة لمرض أنفلونزا الخنازير.. «الإهمال» هو«سيد الموقف» فى القضية.. الضحية نورا هاشم محمد، ٢٥ سنة، كانت «منهكة» القوى حين دخلت مستشفى صدر إمبابة وطلب منها عامل الاستقبال ٢٠٠٠ جنيه شرطا للدخول.
وفى مستشفى صدر العمرانية كان التعامل «جيدا».. الطبيب قالها صريحة لأسرة نورا: «دى أنفلونزا خنازير.. والتحليل والعينة والمسحة لازم تتاخد فى مستشفى أم المصريين».. وتتوجه الأسرة والمريضة إلى المستشفى مرة واثنتين وثلاث فى غضون ساعتين، من الثانية صباحا حتى الرابعة فجرا وفى كل مرة يقول لها طبيب الاستقبال: «صحتك فل.. مفيش حاجة روحى صدر العمرانية»..
وبعد المرة الثالثة «رايح جاى».يستقبلها طبيب الاستقبال فى العمرانية رغم أن المستشفى لا يستقبل تلك الحالات ووضعها على جهاز تنفس صناعى حتى «إشعار آخر».. وتكشف التحقيقات عن سر «رفض» مستشفى أم المصريين استقبال الضحية وعدم أخذ «مسحة» منها، إذ تبين أن طبيب الاستقبال ومدير الطوارئ «تراخيا» فى التعامل وأن «فنية التحاليل» كانت مسؤولة عن إجراء تحليلات أخرى وقالت فى التحقيقات: «كنت عايزة أزحلق الحالة ومكنتش أتصور أن الموضوع هيكبر كده».
التحقيقات لاتزال مستمرة واستمعت النيابة إلى أقوال ١٧ طبيبا وموظفا من المستشفيات الثلاثة و٧ أطباء من المسؤولين فى وزارة الصحة بينهم وكيل وزارة الصحة فى الجيزة ومدير الطب الوقائى.. وتنتظر النيابة غدا تحريات الرقابة الإدارية عن الواقعة وتلقت النيابة رداً من الطب الشرعى حول جدوى التشريح وتبين عدم جدوى التشريح.تجرى التحقيقات بإشراف المستشار هشام الدرندلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة ويباشرها محمود الحفناوى، رئيس نيابة الحوادث.
وكشفت التحقيقات عن أن هانى زكريا مصطفى، ٣٥ سنة، زوج الضحية «نورا»، تقدم ببلاغ إلى الرقابة الإدارية يتهم أطباء فى مستشفيات صدر امبابة والعمرانية وأم المصريين بالإهمال وقدمت الرقابة الإدارية تقريرا إلى وزارة الصحة أدانت فيه المستشفيات الثلاثة، وأعد التقرير المقدم أسامة حامد، طوال ٣ أيام متتالية تابع فيها تحركات الضحية بين المستشفيات.
وتبين من التحقيقات أن الضحية وصلت مستشفى صدر امبابة فى التاسعة صباحا يوم ٢٧ أكتوبر بعد ارتفاع فى درجة حرارتها وأنها تلقت أدوية من خلال متابعة مع طبيب فى عيادة خاصة.وأضافت التحقيقات
أن موظف الاستقبال طلب من الأسرة دفع ١٠ جنيهات قيمة التذكرة و٢٠ جنيه ثمنا لإجراء أشعة وأنه طلب من الأسرة دفع «٢٠٠٠ جنيه» مقابل دخولهم المستشفى وقال فى التحقيقات: «إن طبيب الاستقبال لابد أن يوقع على التذكرة دخول وأن لم يوقع نطلب من أسرة المريض ٢٠٠٠جنيه مقابل دخوله وعندما راجعت التذكرة لم يكتب عليها طبيب الاستقبال «دخول» فكان الطلب بالدفع..
وواجهت النيابة الموظف بتلك الأقوال ونفيه فى تحقيقات سابقة طلب ٢٠٠٠ جنيه فقال: «يا بيه أنا كدبت فى الأول وأنا عايز سعادتك تحمينى وهاقول على كل حاجة.. أنا كدبت الأول علشان محدش ينقلنى من المستشفى ومكنتش عارف إن الموضوع هيكبر وفيه حالتين للعلاج بالمستشفى واحدة بالمجان والثانية بالفلوس».
الرحلة الثانية من عذاب الضحية - مثلما ذكرت الأسرة وبعض الأطباء فى التحقيقات - وصلت المرحلة الثانية وعقب تحويلها من «امبابة» إلى صدر العمرانية.
فى المستشفى الأخير استقبل الطبيب عمروالجوهرى وبعد توقيع الكشف الطبى قال للأسرة: «دى حالة اشتباه بأنفلونزا الخنازير وعليهم الذهاب إلى مستشفى أم المصريين».
كانت الساعة فى ذلك التوقيت تقترب من الثانية فجرا وهرولت الأسرة بالضحية إلى أم المصريين وهناك وقع طبيب الاستقبال الكشف الطبى عليها وقال بهدوء «الحالة طبيعية والحرارة مش مرتفعة ودول شوية كحة وروحى دلوقتى»،
وأسرعت الأسرة مرة ثانية إلى مستشفى صدر العمرانية وتشاجر شقيق الضحية مع الطبيب عمرو والذى شرح له بأن صدر العمرانية غير معنية باستقبال مرضى أنفلونزا الخنازير وأنه لا توجد أجهزة لأخذ «مسحة» وأن ذلك يحدث فى مستشفى أم المصريين.
اعتذرت الأسرة للطبيب وهرولت مرة ثانية إلى «أم المصريين» وهناك جاء نفس الرد: «الحالة زى الفل ومفيهاش حاجة».. وطلب منهم الطبيب العودة إلى مستشفى صدر العمرانية.. وعادت الأسرة إلى مستشفى صدر العمرانية وحكوا للطبيب ما حدث. وطلب منهم ورقة رسمية من مستشفى أم المصريين تفيد أنها طبيعية وحالتها مستقرة وأن يعودوا إليه.
وأضافت التحقيقات: «أن الأسرة توجهت للمرة الثالثة إلى «أم المصريين» وأخبروا طبيب الاستقبال ومدير الطوارئ بـ«طلب» طبيب العمرانية وتبين أنهما تراجعا عن المعاملة السيئة وطلبا من الأسرة أن تعود فى الثامنة صباحا لأخذ المسحة وكانت الساعة تقترب من الرابعة فجرا.. وتبين أن الأسرة عادت إلى مستشفى صدر العمرانية للمرة الرابعة واستقبلها الطبيب ووضعها على جهاز التنفس الصناعى حتى الثامنة صباحا وعزلها فى غرفة بعيدا عن المرضى.
وتبين من تحقيقات محمود الحفناوى، رئيس النيابة، أن «فنية التحاليل» فى مستشفى أم المصريين والمعنية بأخذ مسحات الاشتباه كانت موجودة فى المستشفى وقت دخول المريضة وأنها كانت مكلفة بعمل تحليلات أخرى لحالات مرضية فى المستشفى وقالت فى التحقيق: «بصراحة أن قلت أخفف عن نفسى وأزحلق بعض الحالات وطلع من بينهم الضحية».
وأضافت التحقيقات وأقوال زوج الضحية أنه اتصل فى التاسعة صباح اليوم التالى بموظف فى مكتب الوزير وروى له تفاصيل المأساة وأنه لم يتمكن من دخول المستشفيات وعلاج زوجته وتبين أن الموظف طلب منه التوجه إلى مستشفى إمبابة و«هيعملوا اللازم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق