بحث الرئيس حسنى مبارك ومضيفه الرئيس المجرى لاسلو شويوم سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك خلال أعمال القمة المصرية المجرية التى اقتصرت فى البداية على الزعيمين فقط وعقدت بمقر رئاسة الجمهورية المجرية بالعاصمة بودابست.
وأعرب الرئيس مبارك عن تقدير مصر للدور الإيجابى والمتوازن للمجر من قضايا الشرق الأوسط، وخاصة دعمها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى أمن وسلام.
وعبر الرئيس مبارك -فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس المجرى لاسلو شويوم- عن تطلعه لاستمرار دعم الرئيس المجرى لقضية السلام فى اتصالاته الثنائية مع الأطراف الإقليمية والدولية، ومن خلال عضوية المجر فى الاتحاد الأوروبى ورئاستها الحالية لتجمع "فيشجراد" لدول وسط أوروبا.
وأشار إلى أنه تطرق خلال مباحثاته مع الرئيس المجرى إلى تداعيات الأزمة الراهنة للاقتصاد العالمى، مضيفا "وهى مثال للتحديات المشتركة التى نتعامل معها فى عالم متغير، وتملى علينا تدعيم التشاور والتعاون فيما بيننا لمواجهتها".
من جانبه، أعرب رئيس المجر لاسلو شويوم عن ترحيبه وترحيب بلاده البالغ بالرئيس مبارك، وامتنانه بزياته إلى المجر كأول رئيس مصري يزور بودابست بعد 81 عاما من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.
وقال الرئيس شويوم إن الزيارة تستهدف بالدرجة الأولى تعزيز المزيد من العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادى والسياسي بما يساعد على تعزيز التعاون الثنائى.
وأضاف "إننى سوف أشارك مع الرئيس مبارك غدا فى منتدى رجال الأعمال المصري المجري" مشيرا إلى أنه سبق وأن تم الإعداد لذلك المنتدى المهم وأعماله خلال زيارة وزيرى البترول والتجارة المصريين فى الشهور الماضية إلى المجر.
وتابع أن هناك علاقات تجارية ثنائية متقدمة بين مصر والمجر، وهناك زيادة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين وإن كان الميزان التجاري يميل حاليا لصالح المجر، لافتا إلى أن الرئيس مبارك طالب خلال المباحثات بضرورة العمل على تحقيق التوازن فى الميزان التجاري بين البلدين.
ولفت الرئيس شويوم إلى أن المباحثات أظهرت، أن مصر تعتبر المجر بوابة لنفاذ صادراتها إلى منطقة وسط أوروبا ككل، حيث تترأس المجر حاليا التجمع الرسمى لدول وسط أوروبا (فيشيجراد) مضيفا أن المجر فى المقابل تعتبر مصر بمثابة بوابة لها تجاه العالم العربى والقارة الإفريقية.
وقال رئيس المجر إن مباحثاته مع الرئيس مبارك ركزت بشكل خاص على زيادة التعاون بين مصر والمجر فى مجالات الطاقة, لا سيما الغاز, حيث يمكن لمصر أن تكون طرفا محتملا فى تصدير الغاز إلى المجر وأوروبا من خلال مشروع خط "نابوكو" العملاق.
وأضاف أن المباحثات تطرقت كذلك إلى التعاون الأورومتوسطى، حيث تعد مصر من الدول الرائدة فى إنجاحه وتفعيله.. وتعهد بأن تبذل المجر جهدا إضافيا من أجل تعزيز العلاقات الأورومتوسطية لدى تسلمها رئاسة الاتحاد الأوروبى مطلع عام 2011.
وتابع أن المجر ستسعى خلال رئاستها للاتحاد الأوروبى للعمل على المزيد من تعزيز علاقات مصر مع الاتحاد ككل, بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين.
وقال إن الجانب السياسي فى مناقشاته مع الرئيس مبارك تناول بالتفصيل قضية الشرق الأوسط وجهود مصر الحثيثة فى ذلك الشأن بما فى ذلك امكانية إحراز تقدم من أجل وحدة الصف الفلسطينى وتحقيق المصالحة بين حركتى "فتح" و"حماس".. مشيدا بدور مصر النشط فى تلك القضية, فضلا عن التطرق إلى الشروط الأساسية التى يتعين توفرها لتحقيق السلام المنشود بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار إلى أن الرئيس مبارك أوضح له فى ذلك الشأن, خطورة قضايا حساسة كقضية القدس, ومسألة المستوطنات، لافتا إلى أنه أعرب للرئيس مبارك عن استعداد بلاده للمساهمة والتعاون فى حل النزاع والتوصل إلى تسوية من خلال علاقات بلاده الطيبة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطينى, وهو ما يعزز التوصل إلى الهدف الذي يسعى إليه الجميع، وهو تجنب العنف وتحقيق السلام والاستقرار.
جاء ذلك فى بداية فعاليات زيارة الرئيس مبارك الرسمية الى المجر التى تستغرق ثلاثة ايام، والتى تشكل المحطة الاولى فى جولة الرئيس الاوروبية التى تشمل كذلك كلا من سلوفينيا وكرواتيا وايطاليا .
وحرص الرئيس المجرى وفى لفتة ودية على اصطحاب الرئيس مبارك الى شرفة قصر الرئاسة، حيث تم التقاط بعض الصور التذكارية، وشرح للرئيس مبارك تاريخ هذا القصر العريق الذى كان قد تهدم خلال الحرب العالمية الثانية، ثم اعيد بناؤه على نفس النمط المعمارى القديم.
كان الرئيس مبارك قد وصل فى وقت سابق الثلاثاء الى مطار فيرى هادج الدولى (بودابست)، حيث كان فى استقباله بعثة شرف رفيعة المستوى برئاسة وزير الخارجية المجرى بيتر لاباج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق