صادق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على تقرير جولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة في ديسمبر/ كانون الاول ويناير كانون الثاني الماضيين.
وفي جلسة خاصة وافق 25 من أعضاء المجلس على القرار الذي وبخ اسرائيل "لاخفاقها في التعاون مع بعثة الامم المتحدة التي قادها ريتشارد جولدستون، بينما صوت ضد القرار ستة وامتنع 11.
يشار ان التقرير يحمل حماس أيضاً جانباً من المسئولية عن الأوضاع في غزة.
ورفضت كل من اسرائيل وحماس الاتهامات الواردة في تقرير جولدستون الذي كان اكثر انتقادا لاسرائيل.
ويدعو التقرير مجلس الامن الى احالة القضية الى المحكمة الجنائية الدولية اذا لم يحقق الاسرائيليون والفلسطينيون في الانتهاكات المزعومة بأنفسهم.
ورغم تحميل جولدستون حماس جانباً من المسئولية عن أحداث حرب غزة، رحبت الحكومة المقالة فى غزة بالمصادقة على قرار يتبنى توصيات تقرير جولدستون؛ حيث اعتبر اسماعيل هنية رئيس حكومة الفلسطينية المقالة فى غزة والقيادى بحركة حماس تصويت مجلس حقوق الانسان على القرار انتصارا للحق الفلسطيني، وثمن موقف الدول التي صوتت إلى جانب تعرية إسرائيل وفضح جرائمها ومجازرها التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.ومن جانبه، قال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس ان "الحكومة الفلسطينية فى غزة ترحب بالموافقة على التصويت على تقرير جولدستون وتشكر الدول المصوتة لصالح التقرير .. وندعو إلى أن يكون التصويت على القرار بداية لمحاكمة قادة الاحتلال".
من جهتها، أشادت أيضاً حركة الجهاد الاسلامي بالتصويت لصالح تقرير جولدستون، معتبرةً ذلك انتصارا للقوى والمنظمات والهيئات التي وقفت في وجه محاولات سحب وتعطيل التقرير.
وأضافت الحركة في بيان صحفي أن "النجاح في التصويت يجب ان يتبعه عزل الكيان الصهيوني دوليا وعربيا".
وقد رحبت الخارجية المصرية باعتماد مجلس حقوق الإنسان للتقرير؛ حيث قال السفير حسام زكى المتحدث الرسمى إن إعتماد المجلس للتقرير يعكس وجود أغلبية دولية تتفق مع ما أورده من توصيف للأوضاع وتوصيات للتعامل معها، مشدداً على عدم شرعية الممارسات التى تقوم بها السلطات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بشكل عام وبالذات فيما يتعلق بما قامت به خلال العدوان الذى شنته على غزة فى مطلع العام الجاري.
وعلى الصعيد نفسه اعتبر محمد فائق عضو المجلس القومى لحقوق الانسان أن الموافقة على تقرير "جولدستون" الجمعة هى بداية جيدة جدا وإدانة جديدة سياسية وأخلاقية وقانونية ضد اسرائيل لارتكابها جرائم ضد الانسانية وانتهاكات لحقوق الانسان فى الاراضى الفلسطينية.
وأضاف فائق أنه من المهم أن يتنبه ويدرك الرأى الدولى والمجتمع الدولى خطورة الاوضاع والانتهاكات التى تمارسها اسرائيل فى حق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطينى وذلك كما سبق وأن تنبه الرأى العام الدولى لحقيقة وطبيعة النظام العنصرى السابق فى جنوب افريقيا.
كما اوضح أن هذه هى مهمة العرب فى حشد جهود الرأى العام الدولى خاصة وأن العلاقة بين الغرب والنظام العنصرى السابق فى جنوب افريقيا شبيهة الان بالعلاقة بين إسرائيل والغرب موضحا أنه، فى النهاية، ونتيجة لتحول الرأى العام الدولى، أدرك النظام الغربى والمجتمع الدولى لحقيقة النظام العنصرى فى جنوب افريقيا وشارك فى حصارها بمافيه امريكا وأسقط هذا النظام العنصرى للابد.
ويشير خبراء فى منظمات حقوق الانسان أن هذا التقرير سوف يودع كوثيقة إدانة فى الجمعية العامة للامم المتحدة وقد تحفظت عليه الكثير من الدول إذ اعتبرت أن توصياته تتعدى اختصاصات مجلس الامن.
ويشير الخبراء أيضا أن هذا القرار يمثل إعادة اعتبار لمجلس حقوق الانسان الذى يهاجم منذ تأسيسه.
* إسرائيل تعول على فيتو أمريكي ضد مناقشة تقرير جولدستون ... اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق