أنا قلبي دليلي أعاد الإعتبار للفنانة
هناك فرق بين حق النجم في حياته وبعد وفاته
أثار قرار محكمة القاهرة الاقتصادية برفض الدعوي القضائية التي أقامتها ورثة الفنانة الراحلة ليلي مراد ضد القائمين علي مسلسل أنا قلبي دليلي والذي يتناول سيرتها الشخصية ردود أفعال قوية في الوسط الفني خاصة وأن المستشار بهاء سلامة الذي نظر الدعوي بعضوية المستشارين السيد جمال معبد ومني الطويل والسيد تامر الحافظ اكد في منطوق الحكم بأن من حق المبدع تناول قصة حياة الفنانة ليلي مراد باعتبارها شخصية عامة ملك للمجتمع الذي ولدت وبزغت نجوميتها فيه كما ان بتصوير المسلسل وعرضه وإذاعته ما يؤكد ضرورة رفض الدعوي القضائية.ومن أبرز ردود الأفعال ما قاله الناقد الفني الدكتور رفيق الصبان حيث أكد أن مسلسل أنا قلبي دليلي أعاد الاعتبار لفنانة عظيمة أعطت حياتها لفن الغناء حتي أصبحت رمزا كبيرا من رموز فن الزمن الجميل وأضاف الصبان قائلا: الفنان ملك لمجتمعه وليس سلعة تورث وليس من حق ورثته الحجر علي تناول الابداع لرحلة كفاحه وأشار إلي أن المؤلف الذي يتناول عملا دراميا عن حياة شخصية عامة ليس مؤرخا ولكنه يتطرق إلي الجوانب الانسانية في حياة الشخصية العامة وأن أي عمل درامي قابل للجودة والرداءة وبالتالي قابل للنقد الفني الموضوعي ولكن الحجر علي المبدع في تناول شخصية عامة فهو علامة من علامات الجهل وأن الحق الوحيد لورثة أي فنان تتم عرض حياته بشكل فني هو الاعتراض علي التجاوز في حق الفنان الراحل بما يشوه فنه وحياته الشخصية وبالتالي يعود بالضرر النفسي والقانوني علي ورثته.وقال الصبان إن هذه القضية ليست جديدة فقد تعرض مسلسل العندليب عبدالحليم حافظ والسندريلا سعاد حسني وإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي وسيدة الغناء العربي أم كلثوم لمثل هذه النوعية من القضايا التي تحجر علي المبدع وتريد ان تحبسة في قفص المؤرخ ولو تحول المبدع إلي مؤرخ لفقد صفته الابداعية وتحول العمل إلي بحث تاريخي حرق وفي النهاية قال الصبان أن المؤلف مجدي صابر في أنا قلبي دليلي تفوق علي نفسه واستطاع أن يعرض صورة حية للمجتمع المصري في الربع الأخير من القرن العشرين ومن ناحية أخري أكد الناقد الفني مصطفي درويش أن هناك إختلافا كبيرا بين حقوق الشخصية العامة سواء كانت هذه الشخصية لنجم أو سياسي وبين المواطن العادي.فليس من حق أحد تناول حياة الشخص العادي وفي نفس الوقت من حق المجتمع التعرف علي الجوانب الانسانية والمقدمات التي صنعت نجمهم المفضل والتعامل مع العمل الفني علي انه تأريخ هو نوع من الابتزاز فيجب أن نتنبهوفي النهاية يقول المستشار القانوني فريد الديب إن الشخصية العامة تكون ملكا لنفسها طالما هي علي قيد الحياة وتنتقل هذه الملكية للمجتمع بعد وفاته وليس من حق الورثة التعامل معها علي انها منقولات أو عقار مورث ولكن عندما تتعرض الشخصية العامة للسب والقذف خلال العمل الفني فمن حق ورثته الاعتراض قانونا فالامانة الشخصية له إنتقلت اليهم بالاساءة بالتبعية لانهم ورثته ولكن تناول حياة الفنان إبداعيا هذا من حق المبدع والمجتمع والنقد الذي يوجه له لابد وأن يكون نقدا للعمل الفني باعتباره عملا فنيا يمكن أن يقبله المجتمع أو يرفضه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق