الجمعة، 2 مارس 2012

السيدة الأولي‏...‏ ليست ديكورا سياسيا‏!‏



قد يظن البعض أن العمل بالسياسة والحكم مهنة رجالية خالصة إلا أن التاريخ قد أثبت أن هناك من النساء من كن يحكمن ولو من خلف الستار وفي معترك السياسة ودهاليز الحكم كانت النساء أكثر من مجرد ديكور سياسي..

تحية عبد الناصر و جيهان السادات و سوزان مبارك
منهن من فضلت أن تبقي زوجة وأم ورفيقة درب تعيش وتموت في الظل, ومنهن من فضلت المشاركة في العمل العام اتساقا مع طبيعتها كأنثي, وهناك آخريات قررن المشاركة الكاملة دفاعا عن مصالح شخصية ورضوخا لشهوة السلطة, وهناك من أقحمت نفسها في أتون الصراعات والمواجهات لتقود زوجها من قصر الرئاسة إلي برودة الزنزانة.

تحية عبدالناصر.. عاشت وماتت في الظل
عاشت تحية كاظم زوجة عبد الناصر في الظل و كما تقول في مقدمة مذكراتها انها لم يكن يعنيها من الحياة, طوال18 عاما قضاها جمال رئيسا لمصر, إلا أنه زوجها الحبيب فلم تشارك في أي من نشاطات السيدات الاوائل حتي انها لم تظهر إلا في صورة رسمية واحدة بصحبة زوجة رئيس زائير وكتب تحتها تحية في أحد الاستقبالات الرسمية بالمطار.
وترصد مذكراتها الحد الفاصل بين العام والخاص في حياة عبد الناصركما تكتب بعفوية عن دهشتها حين ترد علي التليفون وكنت أسمع كلمة وزير ولم أعتد سماعها إذ كيف يتحدث وزير ويطلب بيتنا في التليفون أما المكالمة التي سعدت بها تحية فكانت من أم كلثوم التي قابلت عبد الناصر وطلبت أن تزور زوجته ولم يكن لتحية الكثير من الأصدقاء والمعارف فقد اقتصرت علاقاتها علي زوجات أعضاء مجلس قيادة الثورة مثل زوجة حسين الشافعي وزوجة زكريا محيي الدين, كما ارتبطت بصداقة مع أم كلثوم, وأقرب صديقاتها كانت السيدة نادية غالب حرم المستشار محمد فهمي السيد وهي ابنة أخت السيدة تحية, وعندما كانت السيدة تحية تتحدث الي زوجها أمام الغرباء كانت تشير إليه باسم( السيد الرئيس) وأمام الأصدقاء المقربين لهما كانت تقول( الريس).
كانت أقرب إلي زوجة وأم محبة ورفيقة درب منها كسيدة أولي تهتم وتشرف علي المراسم وتشارك زوجها في الحكم فكانت تصاحبه خلال رياضة المشي اليومية كما كانت تلعب معه البينج بونج و تضحك من قلبها حين تكسب منه شوطا وحين تتقن عزف اي مقطوعة علي البيانو كانت تدعو الرئيس لسماعها وأحبت المسرح والشعر وصوت أم كلثوم وعندما مرض جمال بالسكر كانت تطهو له بنفسها حرصا علي صحته وقد تزوجا في عام1944 حيث تعارفا بالإسكندرية فقد كانت الصداقة تربط بين عائلتهما وكتبت تقول بدأت حياتي بسعادة مع زوجي الحبيب وكنا نعيش ببساطة بمرتب جمال, وتركت أخي وثراءه ولم أفتقد أي شيء حتي التليفون.. لم أشعر أن هناك شيئا ناقصا وقد عاش معها حياة سعيدة قبل وبعد توليه حكم مصر. وأنجبت له مني, وهدي, وخالد, وعبد الحكيم,و عبد الحميد توفيت في عام1992 ودفنت بجوار زوجها الزعيم الراحل حسب وصيتها.

جيهان السادات أول سيدة أولي بعد ثورة يوليو
ولدت جيهان صفوت رؤوف بمدينة القاهرة في29 أغسطس1933 لأب مصري وأم بريطانية نالت درجة الدكتوراة من كلية الآداب بجامعة القاهرة تحت إشراف الدكتورة العالمة سهير القلماوي. تزوجت محمد أنور السادات مبكرا قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية عندما كان ضابطا صغيرا. وأنجبت منه ثلاثة بنات وهن لبني ونهي وجيهان وولد واحد وهو جمال, علما بأنه كان متزوج من سيدة أخري قبلها إقبال ماضي وأنجب منها ثلاثة بنات قبل أن ينفصلا وهن راوية ورقية وكاميليا.
وقد كانت جيهان أول سيدة أولي بالمعني المتعارف عليه في تاريخ الجمهورية المصرية بعد ثورة يوليو1952 حيث شاركت في العمل العام كما كان لها مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية, إلا أنها أيضا شاركت بشكل أو بآخر في حكم مصر بسبب قربها وتأثيرها علي دوائر صنع القرار بمصر.
في كتابها سيدة من مصر تقدم نفسها كزوجة ورفيقة درب تكتفي بتقديم النصيحة لزوجها ولا تتدخل في شئون الحكم مقدمة شهادتها علي عصر عاشته كاشفة عن عدد من الأمور مثل تهديد القذافي لها باستخدام تأثيرها علي السادات لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد وإلا سيقتله وكواليس ما كان يدور قبل ثورة التصحيح وقبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد واغتيال السادات إلا أن الكثيرين من معاصري السادات أكدوا أنها كانت أكثر من مجرد سيدة تضطلع بالعمل العام فكانت لها لمساتها المباشرة وغير المباشرة علي قرارات السادات خاصة في اتجاهه للتعاون مع الغرب والقرارات التي أسفرت عن ثورة التصحيح التي تزامنت مع فشل انقلاب مايو.1971
سوزان مبارك.. مهدت لتوريث ابنها حكم مصر فأنهت الثورة طموحاتها
سوزان صالح ثابت من مواليد28 فبراير1941 هي زوجة حسني مبارك الرئيس الرابع والسابق لجمهورية مصر العربية والذي اقتلعته من الحكم ثورة شعبية في يناير2011 ووالدة كل من علاء مبارك وجمال مبارك, ولدت سوزان لطبيب مصري هو الدكتور صالح ثابت, وممرضة إنجليزية من ويلز ليلي ماي بالمز بمدينة مطاي بمحافظة المنيا حيث كان والدها يدرس بانجلترا الطب في جامعة كارديف وهناك تعرف علي زوجته الإنجليزية( وتحديدا من مقاطعة ويلز) واسمها ليلي ماي بالمر وتزوجا في16 مارس.
حصلت سوزان علي الثانوية الأمريكية من مدرسة سانت كلير بمصر الجديدة, وفي العام1977 حصلت علي شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية بالقاهرة, وعندما تم تعيين حسني مبارك نائبا للرئيس في عام1977 حازت الماجستير في علم الاجتماع من نفس الجامعة. وفي قصاصة ورقية قديمة من مجلة الجيل التي كانت تصدر في خمسينيات القرن الماضي نشرته المجلة وقتها تحت عنوان تذكر هذا الاسم. تنبأ محرر الخبر لسوزي الصغيرة ذات الخمسة عشر عاما أن يكون لها شأن كبير في المستقبل وهو ما كان بالفعل وأشارت المجلة إلي أن الطفلة ذات15 عاما الطالبة بمدرسة سانت كلير, رئيسة فريق البالية بمدرستها, وعضو بنادي الهليوليدو, حيث تمارس السباحة وفازت بعدة بطولات في الرياضة وهي عضو بفريق التنس بالنادي, لكن الأستاذ علي توفيق مدرب فريق النادي في السباحة يأمل أن يخلق منها بطلة سباحة عالمية, وسوزي تجيد اللعب علي البيانو, كما تهوي قراءة القصص البوليسية, أمنيتها بعد انتهاء دراستها أن تعمل مضيفة جوية, ومثلها الأعلي مويرا شيرر راقصة الباليه الإنجليزية. برز نشاط سوزان في مجال مشاريع العمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية حيث رأست سوزان مبارك المركز القومي للطفولة والأمومة كما رأست اللجنة القومية للمرأة المصرية فضلا عن تأسيسها لجمعية الرعاية المتكاملة التي تأسست عام1977 بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس. كما رأست جمعية الهلال الأحمر المصري كما دشنت مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام1993, بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد.
وبرغم كل تلك الأنشطة برز دور خفي لسوزان في السياسة حيث مهدت لنجلها جمال مبارك الطريق لتوريث رئاسة مصر خلفا لأبيه لولا ثورة25 يناير التي حكمت كل تلك الطموحات وبعد الثورة تكشفت تقارير وتصريحات لمسئولين سابقين كانوا قريبين من دوائر الحكم أشارت إلي الدور الذي لعبته سوزان في الإبقاء علي وزراء معينين وعزل آخرين بالإضافة إلي دورها في استخدام نفوذها لصياغة بعض التشريعات المتعلقة بالأحوال الشخصية والحضانة والتي كانت محل جدل ورفض شديد كما أشارت لها أصابع الاتهام حول تورطها في فساد يتعلق باستغلال الموارد المالية من منح وهبات والتي كانت ترد لعدد من المشروعات مثل مستشفي سرطان الأطفال وحسابات مكتبة الإسكندرية وعدد من الجمعيات الخيرية التي ترأسها ومازالت جهات التحقيق تبحث وتحقق في تلك الاتهامات. وفي مايو2011 قرر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل بعد ثورة25 يناير لشئون جهاز الكسب غير المشروع الجمعة, حبس سوزان ثابت صالح لمدة15 يوما علي ذمة التحقيقات التي تجري معها بمعرفة الجهاز لاتهامها بتحقيق ثراء غير مشروع مستغلة في ذلك الصفة الوظيفية لحسني مبارك كرئيس سابق للبلاد ولم يتم الإفراج عنها إلا بعد تقديمها لتنازل عن بعض ممتلكاتها لخزينة الدولة كما أشيع أنها كشفت عن حسابات سرية لها ولزوجها ونجليها خارج مصر ضمن صفقة الإفراج عنها.

صفية زغلول.. أم المصريين
صفية مصطفي فهمي زوجة الزعيم المصري سعد زغلول. لقبت باسم صفية زغلول نسبة إلي اسم زوجها.ولدت في عائلة ارستقراطية و كان والدها, مصطفي فهمي, التركي الأصل, من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف نظام الوزارة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر., ولدت عام1878 م وتوفيت قي12 يناير1946 تاركة وراءها حياة غير تقليدية للفتاة المصرية والزوجة المخلصة المؤمنة بزوجها وقد أطلق عليها الجميع لقب أم المصريين وذلك لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي والمصري خاصة, حيث خرجت علي رأس المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال خلال ثورة.1919 فقد حملت لواء الثورة عقب نفي زوجها الزعيم سعد زغلول إلي جزيرة سيشل, وساهمت بشكل مباشر وفعال في تحرير المرأة المصرية. وأصدرت بيانا تمت قراءته علي المظاهرات الكبري التي أحاطت بـ بيت الأمة الذي كان يسكن فيه بيت سعد وصفية وجاء في هذا البيان الذي قرأته سكرتيرة السيدة صفية: إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تشهد الله والوطن علي أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن, وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أما لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان علي المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلا: تحيا أم المصريين, ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو أم المصريين, وبقي هذا اللقب مرتبطا بها إلي الآن, وبعد رحيل زوجها سعد زغلول عاشت عشرين عاما لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها إسماعيل باشا صدقي وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني بالرغم من هذه المحاولات.

زينب الوكيل.. مهندسة انشقاقات الوفد
زينب الوكيل زوجة زعيم الوفد مصطفي النحاس في عهدها شهد حزب الوفد أقوي الانشقاقات حيث اتـهـمت بأمرين: الأول: كونها المسؤولة عن الخلاف الذي وقع بين مصطفي النحاس رئيس حزب الوفد و مكرم عبيد سكرتير عام الوفد; هذا الخلاف الذي أدي إلي اصدار مكرم عبيد ماعرف بالكتاب الأسود الذي هاجم فيه سياسات مصطفي النحاس. والاتهام الثاني هو الزعم بأنها إستغلت نفوذ زوجها وقامت بإستثناءات كثيرة وقد كانت امرأة قوية استطاعت بنفوذها داخل بيت الزعيم النحاس أن تفرق بين شقيق النضال مصطفي النحاس ومكرم عبيد كما استطاعت بنفوذها الزوجي أن تغير من وجه حزب الوفد الشعبي وانتمائه للطبقة الوسطي فعبر الوفد في عهدها إلي طبقة الباشاوات وسيطرة الطبقة الارستقراطية علي حزب الوفد.
وقد كانت باهرة الجمال بمقياس عصرها ولكن زينب لم تكن مجرد امرأة جميلة فقط كانت قوية وذكية, امرأة اعتادت العيش برفاهية تتناقض مع بساطة حياة النحاس باشا لم يكن انحيازها إلي الطبقة الوسطي فهي ابنة طبقة ارستقراطية لم تكن من مناضلات حزب الوفد العريق.
في مذاكراته يروي محمد حسين باشا أحد أهم شخصيات هذا العصر أن أحد أسباب الخلاف الشهير بين مكرم عبيد والنحاس أن زوجته زينب الوكيل كانت تغضب لأن في فترات غياب الوفد عن الحكومة والسلطة كان زوجها يجلس في الحزب بلا عمل بينما كان مكرم عبيد يعود إلي مكتبه للمحاماة ليجني الألوف من الجنيهات فسعت زينب الوكيل للضغط بأن يقدم النحاس تنازلات ليعود الحزب إلي الحكم ليعود للسلطة.
لم تكن زينب الوكيل مناضلة مثل أم المصريين صفية زغلول التي كانت تساند زوجها في اتجاه التشدد والنضال كانت زينب في البداية والنهاية زوجه فاضلة تريد أن تحصد ثمار عمل زوجها ومكانته ونجحت زينب مع عوامل أخري في الوقيعة بين النحاس ومكرم فكان أن اندلعت فضيحة الكتاب الأسود الذي روي من خلالها مكرم التجاوزات كما لعبت دورا في تصعيد فؤاد باشا سراج الدين وعددا آخر من رجال الأسر الارستقراطية لقمة حزب الوفد وساهمت في التقريب بين فؤاد سراج الدين والنحاس باشا.

نازلي.. حكمت من خلف الستار
هي الزوجة الثانية للملك فؤاد الأول بعد طلاقه من زوجته الأولي الأميرة شويكار وهي ابنة عبد الرحيم باشا صبري الذي كان مديرا لمديرية المنوفية ثم عين بعد زواجها من الملك فؤاد وزيرا للزراعة, وتوفيقة هانم ابنة محمد شريف باشا رئيس وزراء مصر الأسبق وأبو الدستور المصري, وجدها لأمها سليمان باشا الفرنساوي الذي جاء لمصر مع الحملة الفرنسية ولكنه رفض الرحيل ومكث بمصر واشهر إسلامه. وقد تزوجت من الملك فؤاد عام1919, وأنجبت منه خمسة أبناء هم:فاروق, فوزية, فايزة, فايقة, فتحية.
وبرغم من أن دورها السياسي كزعيمة ظل خلف قضبان سجن الحريم في قصر القبة علي مدي سبعة عشر عاما أيام زواجها من الملك فؤاد إلا أن هذا الدور سرعان ما ظهر جليا مع تولي فاروق ابنها حكم مصرفاستغلت جهودها وصداقاتها في تثبيت ابنها علي العرش وطغي تأثيرها علي حياة فاروق العامة والخاصة كما كانت تشارك بشكل كبير في حكم مصر ووضع سياسة الدولة حيث قال عنها الكاتب محمد حسنين هيكل: إنها واحدة من ثلاث نساء أدرن خيوط السياسة المصرية, ولم تكن نازلي مجرد امرأة مشهورة أو ملكة فقط وإنما اعتادت دائما أن تكون محط أنظار الجميع بالإضافة لطموحاتها في عالم الزعامة والحكم.
إلا أنه بعد حياة عاصفة اشتد فيها الصراع والخلافات مع فاروق خاصة بعد علاقتها بأحمد حسنين اختارت نازلي حياة المنفي بكامل إرادتها واستقرت في الولايات المتحدة الأمريكية عام1947 مع ابنتيها الصغيرتين فايقة وفتحية لتعيش حياة صعبة وقاسية نتيجة تبديدها لثروتها بعد ترف قصور الحكم في الوقت الذي وصلت علاقتها بفاروق لطريق مسدود وهو مابرز في التصريحات الصحفية التي كانت تلقي بها للصحف الأجنبية لتوجهها ضد فاروق حتي بعد عزله ورحيله عن مصر إلا أن قلب الأم داخلها لم يمنعها من حضور جنازته رغم كبر سنها لتتوفي من شدة المرض1978

ليلي.. الحلاقة التي أشعلت ثورة تونس بفسادها
زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي, وكانت السيدة الأولي لتونس حتي14 يناير.2010 وكانت رمزا للفساد في فترة حكم زوجها, و ولدت ليلي عام1957 لعائلة بسيطة. كان والدها بائعا للخضر والفواكه الطازجة. ولها أربع أشقاء. بعد أن حصلت علي الشهادة الإبتدائية, التحقت بمدرسة تصفيف الشعر, وأثناء توليه مديرية الأمن الوطني تعرف عليها بن علي حيث كانت مالكة لصالون حريمي في تونس. كان بن علي يشرف بنفسه علي مداهمات تحصل لمحلات أو أماكن تصل أخبار عنها الي الأمن, وفي احدي مداهماته لمحل ليلي طرابلسي, شبك الغرام بين الاثنين وانتهي بعلاقة استمرت سنوات حتي انتهت بزواج مستمر حتي اليوم. وتزوج بن علي من ليلي طرابلسي, بعد طلاقه من زوجته الأولي, وأنجب منها ثلاثة أبناء بالإضافة إلي أبنائه زوجته الأولي, نعيمة الكافي, وكان ينظر لها الجميع علي أنها الحاكمة الفعلية لتونس حيث امتلكت سلطة أقوي من تلك التي يخولها الدستور لرئيس الحكومة التونسي. فكان بإمكانها مثلا أن تعين وزيرا أو سفيرا بيدها اليمني ثم تدفعهما إلي الاستقالة بيدها اليسري, كما يمكنها أيضا أن تزج بمسئول ما في السجن وتطلق سراحه بعد لحظات قليلة فقط. بعبارة أخري, فهي تمتلك حق الحياة والموت علي جميع التونسيين. وليست ليلي بن علي الوحيدة التي تملك مثل هذا الحق, فأقاربها وعائلتها استفادوا هم أيضا من نفوذها داخل النظام السياسي.
وقد أوردت صحيفة لوموند الفرنسية خطة كان يعد لها لتولي ليلي طرابلسي مقاليد الحكم مطيحة بزوجها في بداية عام2013, خلال سيناريو يشمل الإعلان عن استقالة الرئيس لأسباب صحية والدعوة لانتخابات عامة تتوج بفوز ليلي, التي سيكون الحزب الحاكم قد رشحها بعد أن نظم مسيرة مليونية بتونس العاصمة تطالب بذلك وأشارت أن المؤامرة كانت تحاك داخل قصر قرطاج حتي قبل انطلاق شرارة الثورة للإطاحة ببن علي. إلا أن الثورة اقتلعتها هي وعائلتها وحطمت طموحاتها فانتهت منفية مع زوجها.
وفي كتابه الصادر مؤخرا بباريس في ظل الملكة يروي لطفي بن شرودة الذي كان يعمل طاهيا وخادما في قصر الرئاسة التونسي العديد من الأسرار عن ليلي وكيف كانت تحلم منذ صغرها بأن تتزوج رئيسا وتحكم مثل وسيلة بورقيبة وكيف تمكنت من السيطرة علي زوجها رئيس الجمهورية لتحول تونس الي جمهورية موز تسيطر علي اقتصادها وقراراتها مع بقية أفراد أسرتها كما يروي لطفي بن شرودة كيف أن سيدة تونس الأولي كانت تلجأ للسحر والشعوذة للسيطرة علي زوجها, ويتطرق الكتاب إلي الخيانات الزوجية المتبادلة بين الرئيس وزوجته.كما أنه يروي كيف أن ليلي وزوجها زين العابدين بن علي خدعا سهي عرفات واستوليا منها علي عدة ملايين من الدولارات, وكيف حاولت ليلي أن تزوج سهي عرفات من شقيقها الذي طلق زوجته لهذه الغاية.
وعلي الرغم من إصرارها علي أن يلقبها الإعلام بالسيدة الفاضلة وسيدة تونس الأولي, إلا أن التونسيين كانوا يلقبونها ب الحجامة وتعني الحلاقة باللهجة التونسية, ليس للإشارة إلي مهنتها القديمة, بل تعبيرا عن استخفافهم بها.

وسيلة بورقيبة.. وصراع علي حكم تونس انتهي بنفيها
هي وسيلة بنت محمد بن عمار, ولدت في مدينة باجة في1912 وتوفيت عام1999, الزوجة الثانية للرئيس الحبيب بورقيبة, وقد لعبت دورا سياسيا نشيطا خلال عهده تنتمي وسيلة بن عمار إلي عائلة أصيلة مدينة الكاف, وكان والدها وكيلا بالمحاكم الشرعية. درست وسيلة حتي حصلت علي الشهادة الابتدائية ثم التحقت بالتعليم الثانوي لكنها سرعان ما انقطعت عنه. ثم تزوجت من علي الشاذلي وهو أحد أثرياء مدينة الكاف. وأنجبت منه بنتا سميت نبيلة.
وهي ثائرة تونسية قادت عددا من عمليات النضال الوطني ضد الاستعمار, حتي ألقي القبض عليها عام1948 وسجنت عرفها بورقيبة لأول مرة بالقاهرة بعد عودته من المنفي في إبريل1943, وتزوجها في1963 بعد أن طلق كل واحد منهما قرينه السابق, حيث أن القانون التونسي يمنع تعدد الزوجات. وقد عاشت معه أكثر من أربعة وعشرين عاما كانت تلقب خلالها ب الماجدة., وقامت وسيلة بن عمار بدور كبير في الحياة السياسية التونسية, فكانت وراء تعيين عدد مهم من الوزراء وفي إزاحة آخرين, و ساهمت في الإطاحة بالوزير أحمد بن صالح سنة1969 و حالت دون تسمية محمد الصياح وزيرا أول سنة1980, كما كانت وراء تسمية محمد مزالي لهذا المنصب ولكنها ما لبثت أن انقلبت عليه هو الآخر بعد ذلك علي إثر صراع بينهما بعد أن عارض مزالي تصاعد نفوذها وكشفت هي مطامعه في تولي الحكم بعد رحيل بورقيبة فأخبرت زوجها بذلك وأقنعته بخطورته وضرورة التخلص منه وإعدامه وعندما علم مزالي ترك تونس هاربا إلي سويسرا قبل أن يصدر حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة, كما كان لها دور في السياسة الخارجية التونسية مثل: أنها وقفت ضد الوحدة مع ليبيا التي أعلنت يوم12 يناير1974 ودعمت القضية الفلسطينية, وكانت وراء استضافة الفلسطينيين في تونس بعد انسحابهم من بيروت سنة1982.
وعلي الرغم من كون بورقيبة يردد دائما قوله الشهير: أكبر المعارضين موجود في فراشي إلا أن الحياة بينهما كانت مليئة بالأحداث والمطبات, واحتدم الصراع بين الحاكم وزوجته الذي كان يرغب بأن تكون شريكته في العيش وليس بالسلطة المطلقة حيث كانت وسيلة تريد السلطة و تورطت بالفعل وأقحمت نفسها في معارك كثيرة بعد أن أصبحت تملك القوة والمال وتوغلت في السلطة والمجتمع بشكل أقلق بورقيبة نفسه خاصة مع تقدمه في السن وتصاعد نفوذها في القصر الرئاسي ودوائر الحكم.
حتي تم الطلاق بينهما وأصر بورقيبة علي احترام كل الإجراءات القانونية عند طلاقه من وسيلة علي الرغم من إعلانه المفاجيء للخبر الذي أذهل وسيلة نفسها قبل أن يذهل الشعب خاصة بعد اتهامه لها بالخيانة لبلده وله كزوج حيث كان الطلاق الوسيلة الوحيدة للتخلص منها والقضاء عليها كزعيمة تخطط للإطاحة به شخصيا من الحكم بعد فشلها في تغيير الدستور كي ينص علي أن تتولي الزوجة الحكم من بعد رحيل بورقيبة نفسه! ومن أجل القضاء علي البقية الباقية من نفوذ وسيلة اصدر قرارا بنفيها إلي فرنسا وسحب لقب الماجدة منها لتجد نفسها أخيرا وحيدة في شقتها في باريس وتتوفي في صيف عام.1999

رانيا.. رائدة مشاريع التنمية والتعليم
هي رانيا فيصل ياسين, ولدت في الكويت لأسرة أردنية من أصل فلسطيني من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية وأنهت دراستها الإعدادية والثانوية في المدرسة الإنجليزية الحديثة في الكويت, ثم حازت في العام1991 علي شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة وقد عادت عقب تخرجها إلي الأردن وعملت في مجال المصارف لفترة, ثم تحولت إلي العمل لفترة قصيرة في مجال تقنية المعلومات. في العام1995 أكملت دراستها العليا في جامعة باريس إذ حازت شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الإدارية من قسم الدراسات التجارية العليا.
التقت بالأمير عبد الله أكبر أنجال الملك حسين خلال حفل عشاء في يناير من عام1993, وبعد مرور شهرين أعلنا خطبتهما, وتم الزواج في10 يونيو1993 وأنجبا أربعة أبناء هم:الأمير الحسين, الأميرة إيمان, الأميرة سلمي, الأمير هاشم.
بعد أن أصبحت السيدة الأولي في الأردن مارست نشاطات تتعلق بالعمل العام في مجالات التعليم و البيئة والصحة والشباب كما اهتمت بمشروعات تمويل الأعمال الصغيرة وتحسين جودة الحياة. وأسست في العام1995 مؤسسة نهر الأردن(JRF) وهي مؤسسة غير حكومية تعمل علي المستوي الشعبي لتشجيع العائلات الأردنية ذات الدخل المنخفض علي المشاركة في مشروعي استدرار الدخل وتمويل الأعمال الصغيرة.


المصدر : الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق