الجمعة، 2 مارس 2012

بعد الحكم بحبس عادل إمام وطرد نيللي كريم من جامعة عين شمس




مبدعــــون في مصــيدة الاتهــــــام‏!
لم يكن العديد من الفنانين‏,‏ يتوقعون أن يتم حصارهم بهذه السرعة‏,‏ بعد أن برز التيار الديني علي الساحة‏,‏وتصدره الأغلبية في البرلمان المصري‏,‏

عادل امام و نيللي كريم
 وبرغم محاولات الفنانين اتخاذ خطوات استباقية عن طريق تشكيل جبهة الإبداع في محاولة منهم لحماية منتجهم الفني أي كان نوعه, بل أن بعضا منهم ذهب إلي مجلس الشعب في أولي جلساته لتسليمه التوصيات التي اتفق عليها مثقفو ومبدعو مصر فيما يتعلق بحرية الإبداع ليتم مراعاتها أثناء وضع الدستور المصري الجديد,فإن طيور الظلام كانت أسرع من فناني مصر, حيث فوجئ الوسط السينمائي بحدثين متتالين يكشفان ما يمكن أن تصل إليه الأمور في ظل التضييق علي حرية الإبداع, أولهما صدور حكم قضائي غيابي بالحبس3 شهور علي النجم عادل إمام بدعوي سخريته من الدين الإسلامي واللحية والجلباب في أعماله الفنية السابقة ومنها' مرجان أحمد مرجان' و'الإرهابي' رغم أنها أعمال قديمة, كما تم رفع قضايا مماثلة ضد عدد من المبدعين الآخرين ومنهم الكاتبان وحيد حامد ولينين الرملي والمخرجان محمد فاضل ونادر جلال. والثاني واقعة الطرد التي تعرض لها فريق عمل مسلسل' ذات' بطولة نيللي كريم أثناء تصوير مشاهد العمل في جامعة عين شمس حيث قام عدد من اتحاد الطلبة المتشددين بطرد فريق العمل لارتداء النجمات والكومبارس ملابس قصيرة, وعبثا حاولت أسرة العمل أن تشرح للطلبة أن أحداث المسلسل تدور في حقبة السبعينيات وان تلك هي الملابس التي كانت ترتديها المرأة المصرية في هذا الوقت, إلا أن الطلبة اشترطوا تغيير الملابس لاستمرار التصوير, وهو ما يعد تدخلا سافرا في شروط العمل الفني, وبرغم موافقة إدارة الجامعة وقيام منتج العمل بدفع الرسوم المقررة فإن جميع مسئولي الجامعة رضخوا لرغبة بعض الطلاب.
ويبدو أن هناك من يريد للمجتمع, أن يعود إلي الوراء فلا أحد فينا ينسي فترة المد الإسلامي منتصف الثمانينيات وأوائل التسعينيات ووقوع حوادث إرهابية واغتيال عدد من رموز الفكر وحصار الفنانين المصريين بالعديد من التهم, وتصدر بعضهم لقوائم الاغتيالات مثل وحيد حامد وإيناس الدغيدي ويسرا والنجم عادل إمام, والذي رغم اختلاف البعض حول آرائه ومواقفه السياسية, إلا أنه في النهاية يظل من رموز الفن المصري والعربي الذي لم يتردد لحظة في الوقوف أمام الإرهاب وتحدي الكثيرين, وذهب بمسرحيته' الواد سيد الشغال' إلي أسيوط في عز سطوة التيارات المتشددة, ووقوع العديد من الحوادث الإرهابية, ولكنه ذهب في محاولة منه لتأكيد أن الوطن سيخرج من كبوته ويتصدي لطيور الظلام..
والمفارقة أن محاولات إرهاب الفنانين تقع في حين يؤكد رموز جماعة الإخوان المسلمين مثلا أنهم ليسوا ضد الفن أو الفنانين, ولن يقوموا بفرض رقابة أو التدخل مراهنين علي الرقابة الذاتية من الفنان صاحب العمل حيث يجب عليهم أن يقدموا الفن الهادف والقيمة...
الكاتب الكبير لينين الرملي الذي فوجئ بتلك القضايا المرفوعة عليه, ومنها قضية عن فيلمه الإرهابي تساءل كيف يتم رفع قضية في2012 علي مسرحية' شاهد ما شفش حاجة' والتي عرضت عام1974, أي بعد عرضهابـ38 عاما, كما أنها عرضت وشاهدها الملايين علي الفضائيات العربية فالأمر بهذا الشكل يبدو أقرب إلي العبث.
والمدهش أن من يتهم فنانا أو كاتبا بازدراء الدين الإسلامي فكأنه يصفه بالكافر وهذا الأمر لا يخرج عن كونه إرهابا للفنانين ووصف لينين الرملي ما يتعرض له المبدعون حاليا ب'إرهاب الفنانين
وأكد المنتج محمد العدل أن تلك القضايا المرفوعة ضد الفنانين وما تعرض له فريق عمل مسلسل' ذات' يزيدهم إصرارا علي الوقوف والتصدي لكل محاولات تضييق الحرية علي الإبداع,خصوصا أن الفنان هو ضمير الشعب, ويرفض تقييم الأعمال الفنية بناء علي معايير الحلال والحرام.
وأشار إلي أن جبهة حرية الإبداع التي تم تأسيسها مؤخرا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك القضايا التي يتم رفعها علي الفنانين.
وبنفس المنطق تحدث المنتج محمد حسن رمزي مؤكدا أن ما يحدث مع الفن والفنانين هو تجاوز غير مقبول,وليس من الدين في شئ, فالنصيحة تبدأ بالكلمة الطيبة وليس بالطرد, موضحا أنه وفناني مصر لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث للفنانين فهم في النهاية يقومون بعملهم.
أما المخرجة كاملة أبو ذكري مخرجة مسلسل ذات والتي كانت من أوائل من خرجوا في الثورة المصرية في رغبة منها ليتخلص المجتمع المصري من الظلم والجهل, ومن هذا المنطلق وقع اختيارها علي رواية ذات للأديب الكبير صنع الله إبراهيم والتي ترصد الفساد الذي شهده المجتمع المصري منذ فترة السبعينات وما وصلت إليه الأمور حاليا, فلم تتمالك نفسها من البكاء بعد واقعة طردها هي وأسرة العمل من جامعة عين شمس, وقالت كاملة علي حسابها الشخصي علي الفيس بوك أ'نها لم تكن تبكي فقط علي الموقف الذي حدث لهم بجامعة عين شمس ولكنها بكت من الظلم والجهل وعلي ما تشهده مصر حاليا.
وأعتقد أن هذه المرة يجب علي فناني مصر أن يقفوا معا ضد محاولات التضييق علي الفنانين
أو إرهابهم.






المصدر : الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق