مبدعــــون في مصــيدة الاتهــــــام!
لم يكن العديد من الفنانين, يتوقعون أن يتم حصارهم بهذه السرعة, بعد أن برز التيار الديني علي الساحة,وتصدره الأغلبية في البرلمان المصري,
عادل امام و نيللي كريم
ويبدو أن هناك من يريد للمجتمع, أن يعود إلي الوراء فلا أحد فينا ينسي فترة المد الإسلامي منتصف الثمانينيات وأوائل التسعينيات ووقوع حوادث إرهابية واغتيال عدد من رموز الفكر وحصار الفنانين المصريين بالعديد من التهم, وتصدر بعضهم لقوائم الاغتيالات مثل وحيد حامد وإيناس الدغيدي ويسرا والنجم عادل إمام, والذي رغم اختلاف البعض حول آرائه ومواقفه السياسية, إلا أنه في النهاية يظل من رموز الفن المصري والعربي الذي لم يتردد لحظة في الوقوف أمام الإرهاب وتحدي الكثيرين, وذهب بمسرحيته' الواد سيد الشغال' إلي أسيوط في عز سطوة التيارات المتشددة, ووقوع العديد من الحوادث الإرهابية, ولكنه ذهب في محاولة منه لتأكيد أن الوطن سيخرج من كبوته ويتصدي لطيور الظلام..
والمفارقة أن محاولات إرهاب الفنانين تقع في حين يؤكد رموز جماعة الإخوان المسلمين مثلا أنهم ليسوا ضد الفن أو الفنانين, ولن يقوموا بفرض رقابة أو التدخل مراهنين علي الرقابة الذاتية من الفنان صاحب العمل حيث يجب عليهم أن يقدموا الفن الهادف والقيمة...
الكاتب الكبير لينين الرملي الذي فوجئ بتلك القضايا المرفوعة عليه, ومنها قضية عن فيلمه الإرهابي تساءل كيف يتم رفع قضية في2012 علي مسرحية' شاهد ما شفش حاجة' والتي عرضت عام1974, أي بعد عرضهابـ38 عاما, كما أنها عرضت وشاهدها الملايين علي الفضائيات العربية فالأمر بهذا الشكل يبدو أقرب إلي العبث.
والمدهش أن من يتهم فنانا أو كاتبا بازدراء الدين الإسلامي فكأنه يصفه بالكافر وهذا الأمر لا يخرج عن كونه إرهابا للفنانين ووصف لينين الرملي ما يتعرض له المبدعون حاليا ب'إرهاب الفنانين
وأكد المنتج محمد العدل أن تلك القضايا المرفوعة ضد الفنانين وما تعرض له فريق عمل مسلسل' ذات' يزيدهم إصرارا علي الوقوف والتصدي لكل محاولات تضييق الحرية علي الإبداع,خصوصا أن الفنان هو ضمير الشعب, ويرفض تقييم الأعمال الفنية بناء علي معايير الحلال والحرام.
وأشار إلي أن جبهة حرية الإبداع التي تم تأسيسها مؤخرا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك القضايا التي يتم رفعها علي الفنانين.
وبنفس المنطق تحدث المنتج محمد حسن رمزي مؤكدا أن ما يحدث مع الفن والفنانين هو تجاوز غير مقبول,وليس من الدين في شئ, فالنصيحة تبدأ بالكلمة الطيبة وليس بالطرد, موضحا أنه وفناني مصر لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث للفنانين فهم في النهاية يقومون بعملهم.
أما المخرجة كاملة أبو ذكري مخرجة مسلسل ذات والتي كانت من أوائل من خرجوا في الثورة المصرية في رغبة منها ليتخلص المجتمع المصري من الظلم والجهل, ومن هذا المنطلق وقع اختيارها علي رواية ذات للأديب الكبير صنع الله إبراهيم والتي ترصد الفساد الذي شهده المجتمع المصري منذ فترة السبعينات وما وصلت إليه الأمور حاليا, فلم تتمالك نفسها من البكاء بعد واقعة طردها هي وأسرة العمل من جامعة عين شمس, وقالت كاملة علي حسابها الشخصي علي الفيس بوك أ'نها لم تكن تبكي فقط علي الموقف الذي حدث لهم بجامعة عين شمس ولكنها بكت من الظلم والجهل وعلي ما تشهده مصر حاليا.
وأعتقد أن هذه المرة يجب علي فناني مصر أن يقفوا معا ضد محاولات التضييق علي الفنانين
أو إرهابهم.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق