الخميس، 19 أغسطس 2010

توتر بسبب الكتل الإسمنتية بـ الأنبار مع قرب الانسحاب الأمريكي


مع اقتراب موعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق بنهاية أغسطس أخذ الغليان يتصاعد في محافظة الأنبار غرب بغداد التي كانت حتى عام 2008 أبرز المحافظات العراقية من حيث التوتر الأمني بسبب الكتل الأسمنتية .
وبعد أن كانت القوات الأمريكية أزالت في 2008 الكتل الاسمنتية التي وضعتها عام 2006 للحد من نشاطات الجماعات المسلحة , عادت السلطات الأمنية إلى وضعها من جديد في العديد من الشوارع والتقاطعات ما تسبب في حالة من الزحام المروري الشديد بشوارع مدن الفلوجة والرمادي. وقال اللواء بهاء القيسي قائد شرطة الانبار إن هذه "الإجراءات الاحترازية الجديدة تعد محاولة لضبط الأوضاع وتقييد حركة الإرهابيين ومنعهم من القيام بأية تحركات تشل الوضع الأمني". وأضاف:"تحاول الجماعات الإرهابية أن تشل الوضع الأمني مستغلة ظروف البلد السياسية وتأخير تشكيل الحكومة وهي فترة فعلا حرجة لكننا لن نتوانى في مواجهة تلك النوايا التخريبية واستهداف حياة الناس بالمحافظة". وشهدت الأنبار على مدار الأسبوعين الماضيين هجمات استهدفت دوائر رسمية ودوريات للشرطة والجيش في مدينتي الفلوجة والرمادي أوقعت العشرات من القتلى والجرحى.وربما شكلت قضية استهداف علماء ورجال الدين واحدة من ابرز التحديات التي أوقعت قوات الشرطة في حرج أمام الناس عندما رفضت تعيين حراس من الشرطة للخطباء أو منحهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم على خلفية اغتيال عدد من رجال الدين والخطباء بينهم الشيخ الدكتور إحسان أحمد الدوري ابرز خطباء مساجد الفلوجة والشيخ مصطفى فوزي وهو خطيب مسجد بالفلوجة ومفتي الأنبار الشيخ الدكتور عبد العليم السعدي عندما هاجمه مسلحون بسلاح مزود بكاتم صوت أمام منزله بوسط الرمادي . وقال عباس علوان البجاري48 عاما إن "استهداف العلماء والبارزين في المجتمع تعني بداية مرحلة عنف سوف تشهدها الانبار ستبدأ مع رحيل قوات الاحتلال من العراق نهاية الشهر الجاري". وأضاف:"للأسف لم نجد لا من الحكومة المحلية بالانبار ولا من المركزية ببغداد شعورا بما هو قادم الينا من وضع خطير".كما انتقد سكان الانبار إجراءات إغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية بالكتل الاسمنتية.وقال أسامه عبد الكريم 27 عاما:"يبدو ان الشرطة بسبب فشلها في الملف الامني أرادت ان تعاقب الناس جميعا عندما أعادتنا الى سيادة المحتلين بقطع الشوارع بالكونكريت وهذه تمثل عقوبة جماعية للابرياء".بينما رأى محمد جلال الانباري38 عاما أن المشكلة تكمن في "دفع بعض الاطراف الدولية مثل ايران ودول عربية مجاورة لابقاء العراق مسرحا للعنف من اجل الضغط على واشنطن ببعض التنازلات. ولكن النتيجة أن دماء الابرياء ما زالت تسيل دون سبب". ومع نهاية الشهر الجاري وبعد سبع سنوات من الحرب , لن يبقى بالعراق سوى خمسين ألف جندي أمريكي , لكن مهامهم ستكون مقصورة على المساعدة في التعامل مع التهديدات الإرهابية مع التركيز على التدريب وتقديم المشورة , وكان الجيش الامريكي قد سلم المسؤولية الامنية لبعض المواقع التي كان يشغلها للاجهزة الامنية والعسكرية العراقية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق