الجمعة، 28 مايو 2010

فنانو مصر ينعون "اسطورة الدراما" أسامة انور عكاشة


أثرى الدراما العربية بالكثير من "العلامات المضيئة" ، ولقبه البعض بـ"نجيب محفوظ الدراما" .. إنه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي رحل عن عالمنا صباح الجمعة عن عمر يناهز 64 عاما وبعد أزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين.
وخيم الحزن على الكثير من الفنانين الذين ارتبطوا برائد "السيناريو العربي" بأعمال فنية وآخرين لم يحالفهم الحظ أن يجسدوا شخصيات كتب ملامحها بأنامله الذهبية .
علامة مضيئة
" فقدنا كاتب كبير وصديق عزيز وانسان جميل ".. بتلك الكلمات عبرت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد عن بالغ حزنها لوفاة عكاشة الذي شاركته العديد من الأعمال الدرامية مثل "إمرأة من زمن الحب" و"أميرة في عابدين" و"أحلام في البوابة".
وقالت في اتصال هاتفي لشبكة الاعلام العربية "محيط" "أعمال اسامة مميزة جدا وعلامة مضيئة في تاريخ الدراما المصرية ، وانا زعلانة جدا على فقدان اسامة الصديق والكاتب وربنا يجعل مثواه الجنة".
أما الفنانة رجاء الجداوي ، فأكدت انها لاتعرف ماذا تقول في ذلك المصاب الجلل، الا انها تمالكت نفسها وعبرت عن مدى حزنها لفقد من قدم احلى الاعمال التلفزيونية .
وقالت "كل خوفي ما يطلعش أسامة انور عكاشة تاني ، لأن كل من يرحل يترك مكانه فارغا ، ولا يستطيع احد ان يحل محله في الخط الدرامي الذي يسلكه" .
قيمة فنية ووصفت الممثلة القديرة ليلى طاهر الفقيد بأنه قيمة فنية كبيرة وعقلية متفتحة ومثقف يعبر عن الشعب والناس . واستبعدت ان يستطيع احد يحل مكانه قائلة " كان شخص لا يهمه المال أو الوقت ، فربما يمضي عامين في كتابة عمل واحد يعطيه حقه ويعبر عن ما يدور في المجتمع ".
خسارة كبيرة واعتبر النجم خالد زكي ، الذي ارتبطت بدايته بالراحل في مسلسل "الشهد والدموع، وفاة عكاشة خسارة كبيرة جدا على المستوى الفني والانساني.
وقال "ادعوا الله ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الصبر والسلوان ، وان كان قد رحل عنا فإنه معنا بأعماله الخالدة ".
صدق الكلمة وبصوت ملئ بالحزن والشجن ، قال الفنان القدير رشوان توفيق "مصر فقدت عمود أساسي من أعمدة التاريخ التلفزيوني ، فهو كاتب له فكر وله كلمة".
وأضاف "الناس الا في الثالث" كان آخر عمل مثلته من تأليف أسامة انور عكاشة ، والمعروف عنه صدق الكلمة ولا يخاف في الحق لومة لائم ".
الأب الشرعي
ومن جانبه ، قال الفنان أحمد بدير فوجئنا بنبأ وفاة اسامة انور عكاشة ، الذي اعتبره "الأب الشرعي" للدراما التلفزيونية وبوفاته فقدنا "نجيب محفوظ الدراما" ، واستبعد بدير ان يستطيع احد ان يحل مكان الكاتب الكبير خصوصا انه رمز من الرموز الكبيرة .الشخصية المصريةأما الفنان صلاح السعدني فقال : "كل ما استطيع أن أقوله أننا فقدنا أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو فى العالم العربي كله ، فهو المؤلف الوحيد الذي تغلغل في أعماق الشخصية المصرية وقدم نماذج مختلفة منها وأفتخر بانني كنت احد الشخصيات التي رسمها وقدمتها وكانت من أشهر الشخصيات في الدراما التليفزيونية ألا وهي شخصية" حسن أرابيسك" وفي النهاية لا استطيع سوي أن اقول اللهم اغفر له واسكنه فسيح جناتك" .
رصيد فني
بينما قال الفنان القدير محمود ياسين: ندعوله بالمغفرة والرحمة فهو يعتبر علامة من علامات عالمنا العربي كله فاعماله مميزة ومحفورة في أذهاننا جميعا فيكفي أنه رصد مسيرة المصريين وقدم لنا تاريخنا عبر أعماله واشار إلي التغيرات السياسية والاجتماعية التي طرات على المجتمع المصري بأسلوبه السلسل المميز لذلك فقد فقدنا اليوم علماً من أعلامنا. صدمة بالغة
ورفضت الفنانة صفية العمري الحديث في البداية من شدة الصدمة قائلة : وفاته بالنسبة لي صدمة كبري وخاصة أنني اعتبره أبي الروحي فجمعتني به "عشرة عمر" ولكنني منذ تلقيت الخبر وأنا لا استطيع الحديث لذلك اكتفي بقول "الله يرحمه ويغفر له".
ومن المعروف أن أهم أدوار صفية العمري التي ارتبطت في أذهان الجمهور هي شخصية نازك السلحدار في رائعة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة "ليالي الحلمية".
رائد الدراما
ووصفته الفنانة سميحة أيوب بـ "رائد الدراما التليفزيونية" الذي أمتعنا باعماله التي كانت تبرز تاريخنا وتعكس واقعنا بكل ما يحمله من هموم وافراح ، فهو المؤلف الوحيد الذي استطاع أن يجعل الشخصية المصرية تبض خلال تقديمها على الشاشة، فقدم شخصية الباشا والعمدة والهانم والشغالة وجميع النماذج المصرية الاصيلية لذلك ستبقي أعماله خالدة .
تشييع الجنازة وفارق الراحل أسامة أنور عكاشة الحياة صباح الجمعة بعد صراع مع المرض ، وتشيع جنازته من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين ، وسط حضور فني وأدبي غفير لتوديعه قبل أن يواري الثرى.
وكان الرئيس محمد حسنى مبارك قد أمر بعلاج عكاشة على نفقة الدولة بعد الأزمة الصحية التى ألمت به، وذلك فور إبلاغه بالحالة الصحية للكاتب الكبير التى تستوجب توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة له.
وكان الكاتب الكبير قد أجري له عام 2007 جراحة لاستئصال الكلى اليمنى بمركز الكلى الدولى بالمنصورة ودخل غرفة العناية المركزة مؤخراً بعد تعرضه لأزمة صحية توفى على أثرها.
وعكاشة من مواليد 27 يوليو/تموز 1941 في مدينة طنطا محافظة الغربية وحصل على ليسانس آداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين شمس 1962.
عمل مدرسا بالتربية والتعليم عام 1963 ، قبل أن يصبح عضوا فنيا بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ حتى عام 1966، كما عمل اخصائيا اجتماعيا بجامعة الأزهر في الفترة من (1966-1982).
ويعد عكاشة أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي ، له أكثر من عشرين مسلسلا للتلفزيون منها "الرايا البيضا ، لما التعلب فات ، عصفور النار ، رحلة أبو العلا البشري ، وما زال النيل يجري ، ضمير أبلة حكمت ، الشهد والدموع ، ليالي الحلمية ، أرابيسك ، زيزينيا ، امرأة من زمن الحب ، أميرة في عابدين ، كناريا وشركاه ، عفاريت السيالة ، أحلام في البوابة ، المصراوية ، وقال البحر "
وكتب أنور عكاشة خمسة سيناريوهات سينمائية ، فضلا عن عدد من المؤلفات منها خارج الدنيا (مجموعة قصصة) 1967، أحلام في برج بابل (رواية) 1984، مقاطع من أغنية قديمة (مجموعة قصصصية 1988، شارك في مؤتمر الابداع العربي الأول بالمغرب 1988، حصل على شهادة تقدير عن مسلسل ليالي الحلمية في عيد الاعلاميين السابع 1990.
محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق