الأربعاء، 26 مايو 2010

أستاذ "علوم بحار" يبحث خارج مصر لأن المصريين قدروا بحثه العلمى بـ "عشوة سمك"


يبحث عن دار نشر خارج مصر
فى الصورة العلوانى يستعرض بحثه الذى أثار إعجاب الأجانب
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس».. مقولة يرددها باستمرار حتى لا يفقد حماسه فى البحث العلمى، فرغم الضغوط التى يواجهها العالم المصرى الشاب مجدى العلوانى، أستاذ مساعد علوم البحار، وواحد من خبراء أسماك البحر الأحمر، خلال رحلته البحثية، فإنه لا يزال مصرا على استكمال المسيرة، حتى لو طالت لسنوات.
وسط الكتب العلمية المتخصصة والأبحاث، جلس «العلوانى» يتحسر على حال العلم والعلماء فى مصر، بعد أن عجز عن إيجاد دار نشر تتولى نشر أحدث كتبه، التى استمر فى تأليفها أكثر من سبع سنوات كاملة من البحث العلمى والأكاديمى والميدانى، بعنوان «الطيور البحرية» الذى وصفه زملاؤه داخل وخارج مصر بأنه مرجع علمى نادر بكل المقاييس.
أكد «العلوانى» أن صاحب دور نشر قال له: أنشرهولك مقابل ٥٠٠ جنيه أى دون أى نصيب فى التوزيع أو أى عائد للطبعات الإضافية، وقال: «مش عارف أقول إيه عن البحث العلمى فى مصر بقى بعد ٧ سنين بحث ودوخة وتعب لا يساوى كتابى ثمن «عشوة سمك».
وتحسر «العلوانى» على مستقبل العلم فى مصر مقارنة بغيرها من الدول، وضرب مثالا على ذلك بمؤلفه السابق «السلاحف البحرية»، الذى تكرر معه نفس ما يحدث حاليا مع كتابه الحالى، حتى عثر على دار نشر سعودية نشرته له مقابل مبلغ كبير يمثل تقديرا له وللجهد المبذول فيه –حسب قوله، ولذا لا يخفى نيته فى تكرار تجربة النشر خارج مصر بعد أن أصابه اليأس.
تذكر «العلوانى» الفترة التى قضاها مشرفا على قسم الأسماك فى حديقة حيوان «فيينا» فى النمسا- التى حصل منها على الدكتوراه- وما كان يقدمه النمساويون له من دعم وتشجيع لقناعتهم بأهمية البحث العلمى وعائده الاقتصادى.
ورغم كل تلك الظروف فإنه يرفض نظرة الإحباط واليأس ويعبر عن أمله فى إصلاح أحوال البحث العمى والعلماء، مؤكدا أنه يسعى من خلال منصبه كمدير لمركز علوم البحار فى جامعة القناة ومقره شرم الشيخ، أن يستثمر المركز فى جذب علماء وباحثين من مختلف دول العالم ويحققوا عائدا مالياً وعلمياً للمركز والجامعة،
بالإضافة إلى تقديم استشارات علمية وبيئية لشركات البترول والشركات السياحية فى البحر الأحمر وشرم الشيخ وتدريب وتأهيل كوادر بشرية تعمل فى مجال سياحة الغطس سواء للسياحة أو البحث العلمى، مؤكداً أن البحر الأحمر به كنوز مرجانية وأسماك تقدر بأكثر من ٢٠٠٠ نوع، ويمكن أن تمثل مصدرا للدخل القومى لو أحسن استغلالها جيدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق