الخميس، 27 مايو 2010

واشنطن تستعد لوضع خطط بديلة للسيطرة على التسرب النفطي



متوعدة "بي بي"
فى الصورة التسرب النفطي والسواحل الأمريكية
يبدو أن صبر الإدارة الأمريكية قد بدأ ينفذ ففي الوقت الذي يستعد عملاق صناعة النفط البريطانية "بريتيش بتروليوم" للقيام بمحاولة أخرى هذا الأسبوع لوقف التسرب النفطي المتواصل منذ الشهر الماضي من بئر في المياه العميقة تقذف كميات هائلة من النفط في خليج المكسيك ، ناقش الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع وزير الطاقة ستيفن تشو الخطوات المتاحة المقبلة في حال فشل "بي بي" في السيطرة على التسرب.

كما أجر أوباما محادثات هاتفية مع حكام أربع ولايات جنوبية تهدد البقعة النفطية سواحلها، ليطمئن المسئولين المحليين إلى أن إدارته تتعامل مع الموقف على أنه "ضرورة ملحة" .

ووفقا لبيان صدر عن البيت الأبيض وأوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أمس الأربعاء ناقش أوباما في اتصال هاتفي من الطائرة الرئاسية "اير فورس ون" وزير الطاقة في طريقه إلى سان فرانسيسكو لحضور تجمع سياسي لجمع التبرعات، حيث أطلعه تشو على تقييمه العلمي والتقني لخطط شركة "بي بي" للسيطرة على التسرب النفطي.

وكان تشو ترأس فريقا من العلماء يجرون تحقيقا وتقييما لخطط الشركة البريطانية لإيقاف التسرب ويوفرون النصح والخبرات والأفكار لزيادة فرص نجاحها في المهمة، بناءً على طلب من الرئيس الأمريكي.

كما طلب أوباما نهاية الأسبوع الماضي من الكونجرس 129 مليون دولار على الأقل كتمويل طارئ لمواجهة عواقب التلوث الناجم عن احتراق وغرق منصة التنقيب العائمة في خليج المكسيك في العشرين من الشهر الماضي، داعيًا إصدار قانون يرغم شركة النفط البريطانية "بريتيش بتروليوم" على دفع كامل كلفة التسرب النفط .

وعن أخر محاولات "بي بي" يخطط مهندسو الشركة ضخ مواد ثقب سائلة على عمق ميل لإيقاف التسرب إلا أن هذا الإجراء لم يتم تجربته في مياه عميقة، إلا أن مسئولون في الشركة أكدوا إن هذه المناورة معقدة ويمكن أن لا يكتب لها النجاح.

وأجلت الشركة الجدول الزمني لمحاولتها التالية في جهودها للتوصل إلى حل دائم بطمر البئر من خلال سد مصادر التسرب بالأسمنت والطمي، إلى صباح الأربعاء.

وتسعى الشركة لاحتواء التسرب النفطي في خليج المكسيك بنقل غطاء متطور لاستخدامه لسد منفذ البئر المتسبب في تسرب النفط، وصمم الغطاء بحيث يتم وضعه فوق مصادر التسرب بما يسمح بجمع النفط وتمريره من خلال شبكة أنابيب إلى سفينة حفر تقف على سطح الماء.
ومن جانبه قال توني هيوارد الرئيس التنفيذي لـ"بريتيش بتروليوم" والذي زار خليج المكسيك أمس الأول
الاثنين إن احتمالات نجاح المحاولة المقبلة تبلغ 60 إلى 70% ، بينما قال رئيس مجلس إدارة الشركة كارل هينريك سفانبيرج لصحيفة "سفنسكا داجبلادت" الصادرة في استوكهولم إنه مقتنع بأن المجموعة سوف تنجح في احتواء بقعة الزيت الكبيرة وتنظيفها بعد أن تسربت من بئر في المياه العميقة في خليج المكسيك الأمريكي، مؤكدا أن "بي بي" سوف تبذل كل جهد ممكن لوقف التسرب وتنظيفه وتلبية كل المطالب الناشئة عن ذلك" .

وكانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت "كارثة في مصايد الأسماك" في الولايات المنتجة للمأكولات البحرية في لويزيانا ومسيسبي والاباما ، والتي تبلغ حجمها ـ صناعة المأكولات البحرية ـ 2.4 مليار دولار في لويزيانا ما يصل الى 40% من إمدادات الأغذية البحرية الأمريكية وتوظف أكثر من 27 ألف شخص.

وذكرت وزارة التجارة إن إعلان الكارثة جاء استجابة لطلبات من بوبي جيندال حاكم لويزيانا وهالي باربر حاكم مسيسبي.

ومن جهة أخرى، أفاد مسئولون عن الحياة البرية أن أكثر من 300 طائر بحري معظمها من البجع البني وطيور الأطيش الشمالية عثر عليها نافقة بمحاذاة ساحل خليج المكسيك في الأسابيع الخمسة الأولى من التسرب النفطي قبالة ولاية لويزيانا.

وجدير بالذكر أن التسرب النفطي بدأ بعد غرق منصة "ديب هورايزن" إثر انفجارها في 20 إبريل / نيسان الماضي .


محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق