اتهم الحزب الوطني تنظيم الاخوان المحظور بالخداع السياسي, من خلال ترويجه برنامجا وهميا في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري ووعدوا اقتصادية لاتستند إلي موارد.
وقال المحرر السياسي لموقع الحزب الوطني في تحليل علي الموقع إن وعود الاخوان لاتقدم أي حلول واقعية للقضايا المطروحة مما يؤكد أن البرنامج المزعوم لمرشحي الجماعة المحظورة لا يتضمن خداعا وأوهاما.فقد طرح برنامج الإخوان أفكارا لإصلاح المشكلات الاقتصادية تتعرض لست قضايا رئيسية هي: برنامج الإصلاح الاقتصادي, والخصخصة, والدعم, والمنافسة والاحتكار, ومكافحة الفقر, ومعالجة مشكلة البطالة. واتسمت هذه السياسات كسلوك الاخوان الاعتيادي بالغموض والعمومية, والحديث عن وعود عامة دون اقتراح مصادر التمويل وهي احدي البديهيات الرئيسية لصياغة أي سياسة عامة, فلا يمكن التعهد بتنفيذ سياسة ما لم تكن هناك الموارد البشرية والمادية لتنفيذها.فيؤكد البرنامج مثلا في البند الخاص بالدعم أهمية ترشيد بعض بنود الدعم وضمان وصولها إلي مستحقيها وذلك دون تحديد لما هي تلك البنود المطلوب ترشيدها وكيف يتم ذلك والإجراءات التي يقترحونها لضمان وصول الدعم إلي مستحقيه.ويتحدث البرنامج عن مكافحة الفقر والبطالة من خلال مقترحات عامة غير محددة بسياسات تنفيذية وإجراءات واضحة مثل إتاحة فرص عمل للفقراء وامتلاك أدوات الحرف وإعادة توزيع الدخول للعاملين في الجهاز الإداري للدولة بما يحقق العدالة واستيعاب أعداد كبيرة من الخريجين في النهوض ببرامج الخدمات الصحية والتعليمية وكلها أهداف لا يختلف عليها أحد وموجودة في برامج أغلب الاحزاب السياسية المصرية ومرة أخري يتم تحاشي الحديث عن سبل وإجراءات التنفيذ.وفي مكان آخر, يذكر البرنامج هدف وضع استراتيجية محددة للتنمية المستدامة وإعادة النظر في برنامج الخصخصة, وهي ايضا أهداف جميلة وبراقة ولايختلف عليها أحد, ولكن لايبين ما هي هذه الأسس المطلوبة لاستراتيجية التنمية كما لايذكر كيف تتم إعادة النظر في برنامج الخصخصة ويغفل أن موضوع الخصخصة ليس مطروحا علي أولويات الحكومة الآن.وبمقارنة ذلك ببرنامج الحزب نجد أن برنامج الوطني يحترم عقول الناخبين فيبين التعهدات التي تلتزم بها الحكومة كما يبين الموارد التي ستتم تعبئتها لتنفيذ تلك التعهدات, لذلك نجد أن البرنامج قد أفرد جزءا خاصا عن الموارد المالية المطلوبة للوفاء بالتعهدات التي قطعها, وهو برنامج محدد بأرقام تستند إلي الموازنة العامة للدولة وإيراداتها خلال السنوات الخمس المقبلة, ومصادر التمويل المحلية والأجنبية المتاحة بتكلفة منخفضة. ولم يكتف برنامج الحزب بذلك وإنما أوضح أن الوفاء بهذه التعهدات يجب ألا يعوق الاستقرار المالي والاقتصادي في الأجلين المتوسط والبعيد أو بما يؤثر علي حقوق الأجيال القادمة.وتوضح هذه المقاونة بين وعود مرشحي الإخوان والتزامات برنامج الوطني أن الحزب حين يعد فإنه يضع الآليات الكفيلة بالتنفيذ, وأنه حزب يحترم عقول المواطنين ولا يخاطب عواطفهم ومشاعرهم بألفاظ براقة تستند إلي أوهام وموارد مالية غير محددة وغير معروفة المصدر.أليس هذا هو الخداع السياسي؟
الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق