الأربعاء، 26 مايو 2010

جوائز كان مخيبة للآمال‏ ..‏ و تايلاند و تشاد تنالان المجد


جائزة افضل ممثل مناصفة بين الاسباني خافيير بارديم والايطالي اليوجيرمانوجاءت جوائز الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي علي عكس توقعات أغلب متابعي المهرجان خاصة النقاد الدوليين‏
حيث حصل علي السعفة الذهبية فيلم‏(‏ العم بونمي الذي يتذكر حيواته السابقة‏)‏ للمخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراستاكول‏.‏ الفيلم يمتلك الكثير من الخيال الجامح واستدعاء لتيمات الحب والفقد والاستنساخ‏,‏ لكن في إطار يمزج بين الخيال العلمي والرعب والايقاع أبطأ من خيال الحدوتة والغرابة سيدة الموقف‏,‏ حتي إن ابن البطل يظهر له في صورة غوريلا بأعين حمراء‏,‏ والحبكة تتحكم فيها فيما بعد أميرة وسمكة ذات قدرات خارقة‏,‏ ليس مستغربا أن تمنح لجنة تحكيم رئيسها تيم بورتون هذه الجائزة فهو مخرج باتمان وشارلي ومصنع الشيكولاتة وأليس في بلاد العجائب‏.‏الغريب أن يأتي أكبر مهرجان سينمائي في العالم ببورتون علي رأس لجنته‏,‏ وهو في الأصل مخرج لأفلام تسلية رائعة‏,‏ لكنها موجهة للأطفال بالأساس‏,‏ وفن السينما لايمكن أن تكون أهم أفلامه هي أفلاما علي هذه الشاكلة‏,‏ وبالتالي تذهب جائزة كان المصنفة من أهم جوائز العالم لفيلم مثل العم بونمي‏.‏ ولأحداث توازن منحت لجنة بورتون جائزة لجنة التحكيم الكبري ثاني أهم جوائز المهرجان لفيلم رجال وآلهة الذي أخرجه الفرنسي زافيير بيفوا ويحكي الفيلم قصة مجموعة من الرهبان المسيحيين التابعين للمدرسة السيسترية يعيشون في دير بمنطقة جبلية نائية بالجزائر بتسعينات القرن الماضي‏.‏ يعلم الرهبان بأن الجماعات الأصولية المتشددة اغتالت مجموعة من العاملين الأجانب بالمنطقة ويبلغهم الجيش الجزائري انهم لابد أن يرحلون لأن حياتهم مهددة‏,‏ ويقدم الفيلم المناقشات التي يدخلها الرهبان هل يرحلوا أم لا‏.‏ ويقدم الفيلم علو الشأن الانساني لهؤلاء الرهبان وكم التسامح والاحترام للاسلام اللذين يظهرونهما من خلال تعاملهم مع أهل القرية الجبلية المسلمين ومن خلال حواراتهم‏.‏ والفيلم مبني علي حادثة واقعية حدثت للرهبان البيض الذين قتلوا علي يد المتطرفين بالجزائر‏.‏ والفيلم لايظهر تفاصيل حادثة القتل التي ظلت غامضة حتي اليوم ولم تكشف أسرارها بعد حتي أن هناك قضية بالمحاكم الفرنسية لم يحكم فيها حتي الآن لغياب المعلومات‏.‏ وبرغم أن الرهبان بالفيلم قد قرروا البقاء‏(‏ فداء لأهل القرية‏)‏ كما فدي المسيح البشرية إلا انك لا تعرف بالتحديد سبب بقائهم‏.‏ من المؤكد أنهم لم يمارسوا نشاطا تبشيريا‏,‏ فهذا ضد منهج الرهبان السيستريين أساسا وأن منهجهم هو اقامة اديرتهم بالطبيعة في أماكن بعيدة عن البشر‏,‏ لكن المتفرج لا يعرف تحديدا لماذا جاءوا تلك المنطقة تحديدا بالجزائر‏,‏ وما سر تمسكهم بالبقاء فيها‏.‏ جائزة التمثيل للرجال اقتسمها الاسباني خافيير بارديم‏(‏ كما توقع الجميع‏)‏ مع الايطالي اليو جيرمانو‏,‏ وهذا الاقتسام يثبت إلي حد كبير ضعف لجنة تحكيم كان هذا العام وعبثية اختياراتها‏.‏ فشتان بين أداء بارديم الرائع في الفيلم الأكثر روعة‏(‏ بيوتيفول‏)‏ وبين أداء جيرمانو العادي في الفيلم التقليدي‏(‏ حياتنا‏).‏أدي بارديم دوره بدقة وحساسية واتقان ليس لهما مثيل‏.‏ أما جيرمانو فيلعب دور رئيس عمال باحدي البنايات يعيش حياة سعيدة مع أسرته حتي يكتشف جثة عامل لايعرفه بموقع العمل‏,‏ لا شئ يستحق الاشارة لا بالفيلم أو الدور‏.‏جائزة لجنة التحكيم حصل عليها فيلم‏(‏ رجل يصرخ‏)‏ للتشادي محمد صالح هارون‏.‏ ورغم الفرحة بحصول السينما الافريقية علي جائزة مثل تلك‏,‏ لكن الفيلم للأسف لم يثر اهتمام أي من النقاد أو المتابعين‏,‏ وهو عن حق أضعف أفلام المخرج قاطبة‏.‏ وللأسف لم تأت المعالجة علي قدر جمال الفكرة‏,‏ نفس المنطق ينطبق علي الفيلم الكوري‏(‏ شعر‏)‏ الذي يحكي قصة سيدة في السبعين تربي حفيدها المراهق وتبحث عن شيئ جميل بحياتها فتتعلم كتابة الشعر‏,‏ حتي تكتشف تورط حفيدها وأصدقاؤه في القتل‏,‏ فتتعاون مع أولياء أمور هؤلاء المراهقين علي الخروج من الورطة‏,‏ بينما تعاني هي من بدايات مرض الزهايمر‏,‏ حصل هذا الفيلم علي جائزة السيناريو رغم أن السيناريو مثال للملل وعدم التطور الدرامي والتذبذب في الاهتمام بين الخطوط الدرامية‏.‏ أما جائزة التمثيل النسائي فحصلت عليها الفرنسية جولييت بينوش عن دورها في الفيلم الفرنسي‏(‏ نسخة مطابقة‏)‏ للمخرج الايراني عباس كياروستامي‏.‏ وهي جائزة غير مستحقة أيضا‏,‏ فكل التوقعات كانت في اتجاه ليسلي مانفيل عن فيلم‏(‏ عام آخر‏)‏ للبريطاني مايك لي والتي لم تخل مجلة أو جريدة عن ترشيحه لأغلب الجوائز‏,‏ وإن لم يحصل علي أي منها‏.‏ أما بينوش فتلعب دور امرأة فرنسية صاحبة جاليري بتوسكانيا بايطاليا ترافق كاتبا انجليزيا جاء لمدينتها وتحاول اقناعه بالوقوع في حبها‏.‏ والفيلم بأكمله حوار بينهما بكل تفاصيله بدون تطور في الحدث بينهما‏,‏ تبقي من الجوائز الرسمية جائزة الاخراج وحصل عليها الفرنسي ماثيو امالريك عن فيلم جولة الذي قدم فيه فرقة رقص أمريكية تأتي لعمل جولة فنية بفرنسا فتعترضها العقبات‏.‏ وقد أعطت أكثر من جريدة فرنسية درجات تقييم منخفضة للفيلم‏,‏ وقالت انه علي أسوأ تقدير تقليد ضعيف لأفلام استعراضية مهمة في تاريخ السينما‏.‏‏*‏ جائزة قسم نظرة ما للفيلم الكوري هاهاها‏.‏‏*‏ جائزة الكاميرا الذهبية للعمل الأول للفيلم المكسيكي أنا بيسييستو‏.‏‏*‏ جائزة اسبوع النقاد للفيلم الدانماركي ارماديو‏.‏‏*‏ الجائزة الكبري لفيلم‏(‏ آلهة ورجال‏).‏ أما الجائزة الحقيقية التي حصلت عليها مصر فكانت في الأداء المتميز والتمثيل الراقي للنجم المصري خالد النبوي في الفيلم الأمريكي‏(‏ لعبة عادلة‏)‏ بطولة شون بين‏.‏ وكان مصدر فخر حقيقيا لكل مصري ظهور خالد علي السجادة الحمراء بجانب نعومي واتس وبقية نجوم وصناع الفيلم الأمريكي الوحيد بمسابقة مهرجان كان هذا العام‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق