الجمعة، 28 مايو 2010

مشروع الموازنة العامة الجديد‮ ‬يطيح بآمال الشعب لصالح رجال الأعمال

تجاهل قضية الأجور والصحة والتعليم
رغم اعتراض كافة قوي‮ ‬المعارضة علي‮ ‬مشروع قانون الموازنة العامة للعام المالي‮ ‬2011‭/‬2010‮ ‬استطاعت حكومة الحزب الوطني‮ ‬بأغلبيتها المزيفة في‮ ‬مجلس الشعب تمريره،‮ ‬دون اعتبار لعشرات الوقفات الاحتجاجية التي‮ ‬حدثت العام الماضي‮ ‬للمطالبة بزيادة مخصصاتها المالية،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬ينذر بمزيد من المظاهرات والاعتصامات التي‮ ‬قد تصل الي‮ ‬ثورة عارمة من الشعب لأخذ حقوقهم بأيديهم‮.‬ وبذلك تجاهلت الحكومة في‮ ‬هذه الموازنة حكم المحكمة الإدارية العليا برفع الحد الأدني‮ ‬للأجور الي‮ ‬1200‮ ‬جنيه ليستطيع الموظف والعامل توفير حياة مناسبة لأسرته‮.‬ كما تجاهلت الحكومة زيادة الانفاق الصحي‮ ‬واكتفت بزيادة ضعيفة لاتذكر عن العام الماضي‮ ‬ليصبح الإنفاق علي‮ ‬الصحة قدره‮ ‬4‭.‬1٪‮ ‬من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬وهي‮ ‬النسبة التي‮ ‬تقل كثيرا عماحددته هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بحيث لاتقل نسبة الإنفاق علي‮ ‬الصحة عن‮ ‬15٪‮ ‬من حجم الإنفاق الحكومي‮.‬ الغريب في‮ ‬الأمر أنه رغم حالة التقشف الحكومي‮ ‬علي‮ ‬موازنات التعليم والصحة والأجور وكافة القطاعات الأساسية فإن هناك عجزا في‮ ‬الموازنة‮ ‬يصل الي‮ ‬113‮ ‬مليار جنيه وهو ما‮ ‬يطرح تساؤلات عديدة حول أوضاع مصر في‮ ‬العام القادم في‮ ‬ظل سياسة التقشف التي‮ ‬تنتهجها الحكومة مع الشعب بفئاته المختلفة علي‮ ‬الرغم من قرب الانتخابات البرلمانية والرئاسية‮.‬ أكد الدكتور محمد النجار الخبير الاقتصادي‮ ‬أن مشروع الموازنة هذا العام‮ ‬يخدم حكومة رجال الأعمال في‮ ‬المقام الأول شأنه مثل مشروعات الموازنة السابقة التي‮ ‬نفذت علي‮ ‬مدار الخمس سنوات الماضية في‮ ‬عهد حكومة نظيف والتي‮ ‬تدعي‮ ‬اهتمامها بتقليل العجز في‮ ‬الموازنة العامة للدولة علي‮ ‬حساب قطاعات مهمة وحيوية‮.‬ وأشار النجار الي‮ ‬أن سياسة الإصلاح الاقتصادي‮ ‬التي‮ ‬تدعي‮ ‬الحكومة المصرية نهجها منذ عام‮ ‬1991‮ ‬تقوم علي‮ ‬تخفيض العجز في‮ ‬الموازنة العامة للدولة من خلال تقليل الانفاق العام علي‮ ‬كافة القطاعات ورفع‮ ‬يدها عن كافة صور الدعم‮.‬ وانتقد النجار تجاهل مشروع الموازنة قضية الأجور رغم أنه وفقا للدراسات‮ ‬فإن بند الأجور‮ ‬يقتطع جزءا كبير من الميرانية فضلا عن التناقض الصارخ بين حجم الأجور والمكافآت حيث تكبد المكافآت الدولة وحدها ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬75‮ ‬مليار جنيه أي‮ ‬حوالي‮ ‬400٪‮ ‬من الأجور الأساسية وهوما‮ ‬يؤكد عدم العدالة في‮ ‬توزيع الأجور‮.‬ وأضاف أن هذا التجاهل الملحوظ لمسألة الأجور‮ ‬يؤكد استمرار الحكومة في‮ ‬سياسة عدم تعيين الخريجين وتشجيع المعاش المبكر وتساءل النجار مستنكرا‮: ‬ماذا‮ ‬ينتظر من حكومة رئيس لجنة الخطة والموازنة فيها أحمد عز محتكر الحديد في‮ ‬مصر؟ وفي‮ ‬السياق نفسه انتقد الدكتور محمد حسن خليل رئيس لجنة الدفاع عن الصحة تجاهل مشروع الموازنة للعام الجديد زيادة مخصصات الإنفاق علي‮ ‬الصحة التي‮ ‬لا تتجاوز‮ ‬4‭.‬5٪‮ ‬من الإنفاق الحكومي‮.‬ وأشار خليل الي‮ ‬أن تردي‮ ‬ميزانية الصحة‮ ‬يتسبب في‮ ‬افتقار المستشفيات لأقل مستويات الخدمات العلاجية فضلا عن تردي‮ ‬أحوال مقدمي‮ ‬الخدمة الصحية سواء الأطباء أو التمريض أو الفنيين حيث تقع أجور معظمهم تحت خط الفقر‮.‬ أكد خليل أنه سيخوض معارك كثيرة ضد وزارة الصحة في‮ ‬ظل التجاهل الحكومي‮ ‬المتعمد لرفع ميزانية الصحة،‮ ‬وذلك عبر تنظيم سلسلة جديدة من الاحتجاجات والاعتصامات تطالب بزيادة الميزانية‮.‬ وتابع خليل متسائلا‮: ‬كيف‮ ‬يرفع الجبلي‮ ‬شعار الجودة في‮ ‬المستشفيات وهو‮ ‬يغفل السبب الرئيسي‮ ‬للجودة وهي‮ ‬قلة الامكانيات الناتجة عن قلة الموارد؟،‮ ‬وشدد رئيس لجنة الدفاع عن الصحة علي‮ ‬رفض جميع الأطباء والعاملين في‮ ‬الصحة الزيادة الضئيلة في‮ ‬الميزانية التي‮ ‬لاتكفي‮ ‬لإصلاح سوي‮ ‬أوضاع المستشفيات دون تحسين أجور العاملين بها‮.‬ ومن جانبه أكد النائب سعد عبود أن العام القادم سيشهد مزيدا من حالات الاحتقان الشعبي‮ ‬في‮ ‬الشارع نظرا لتجاهل مشروع الموازنة الحالية مطالبا كافة فئات وقطاعات المجتمع الأساسية‮.‬ أشار عبود الي‮ ‬أن الحكومة تتعمد إصدار كثير من التشريعات التي‮ ‬تحجب كثيرا من الإيرادات عن الدولة لصالح رجال الأعمال‮.‬ ولفت عبود الي‮ ‬وجود كثير من الاقتراحات من قبل النواب المستقلين والمعارضين لإيجاد تدابير وموارد جديدة في‮ ‬الموازنة العامة للدولة مثل تطبيق الضريبة التصاعدية وتحصيل قيمة الأراضي‮ ‬التي‮ ‬أعطيت بالمجان لكبار رجال الأعمال والمستثمرين ووقف تصدير الغاز لإسرائيل الذي‮ ‬سيوفر موازنة إضافية تصل الي‮ ‬18‮ ‬مليار دولار،‮ ‬وكذلك إعادة النظر في‮ ‬أسعار تصدير الخامات الأولية والثروات المعدنية إلا أن الحكومة ترفض مجرد النظر في‮ ‬تلك الاقتراحات‮.‬ أكد عبود أن تجاهل الدولة لرفع موازنات للتعليم والصحة‮ ‬ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع ويعطي‮ ‬ضوءا أخضر لكافة قطاعات المجتمع لتحتج وتثور ضد سياسات الحكومة الذكية
جريدة الوفد - مني‮ ‬أبوسكين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق