قتلا زميلهما بسبب تجارة الآثار
كشفت تحقيقات النيابة تفاصيل مثيرة فى مقتل تلميذ فى الإعدادية على يد زميليه بسبب تجارة الآثار فى المنيا، تبين أن المتهمين استدرجا رجل أعمال من القاهرة بدعوى عثورهما على مقبرة أثرية داخل أرض يمتلكانها فى المنطقة الصحراوية للاستيلاء على أمواله، وأنهما طلبا من القتيل توصيلهما مقابل مبلغ مالى إلا أنه طمع فى جزء من الصفقة فقررا التخلص منه، فيما قرر المستشار أيمن الزينى، رئيس محكمة جنح مغاغة، فى جلسة عقدت بأمانة سر عمر صبحى مندور، وحضور أحمد صابر، وكيل النيابة العامة، مد حبس الطالبين الطيب. م «١٧ سنة - طالب فى الصف الأول الثانوى»، ورمضان. س «١٦ سنة - طالب بالصف الثالث الإعدادى»، بتهمة قتل زميلهما سالم مبروك حميدة «طالب فى الصف الثالث الإعدادى»، وذلك لمدة أسبوع استجابة لطلب محامى المتهمين للاطلاع.
وكشفت تحقيقات أحمد صابر، وكيل نيابة مركز العدوة، بإشراف المستشار محمد أبوالسعود، المحامى العام لنيابات شمال المنيا، قيام المتهمين باستدراج رجل أعمال من القاهرة إلى إحدى قرى الخريجين على الطريق الصحراوى الغربى للنصب عليه وبيع قطعة آثار مقلدة له مقابل مبلغ مالى كبير.
وأكد المتهم الطيب . م « ١٧ سنة» أنه تم العثور على كارت شخصى لأحد الأفراد من القاهرة، وتم الاتفاق مع المتهم الثانى رمضان . س « ١٦ سنة» شهرته وليد على برمجته «لغه لجذب الضحايا»، وأضاف الطيب فى أقواله أن «وليد» تحدث مع رجل الأعمال، مؤكدا له أنه أثناء حفر أرضهم الصحراوية وجد حجراً بالأرض، وقام اللودر بتسوية الأرض وظل الحجر كما هو، وعقب الانتهاء من العمل تم رفع الحجر، وعثروا على مقبرة فرعونية، وكان الهدف من ذلك «برمجة الزبون»، وتحديد ميعاد معه للمقابلة جنوب كمين العدوة على الطريق الصحراوى الغربى مصر - أسيوط يوم ١٧ فبراير الجارى للاستيلاء على أمواله.
وأضاف المتهم فى التحقيقات: فى هذا اليوم توجهنا لتدبير وسيلة انتقال إلى مكان المقابلة واتفق «وليد» مع المجنى عليه لتوصيلنا على دراجة بخارية، وأحضر «وليد» دراجة بخارية أخرى لنبدو كثيرين أمام الزبون، وركبت خلف المجنى عليه، ووليد الدراجة الأخرى، وبعد الوصول عرف المجنى عليه بواقعه النصب.. فطلب من وليد نسبة مقابل التوصيلة ورفض مبلغ ١٥ جنيهاً سبق تحديده معه وهدد بإبلاغ الشرطة فى حاله عدم حصوله على النسبة.. عقب ذلك تمت مقابلة الزبون، وكان معه شخص آخر داخل سياره سوداء اللون كبيرة لم نعرف ماركتها.. وتم الاتفاق دون أن يشاهد القطعة الأثرية التى تم الادعاء بالعثور عليها فى الأرض.
وعقب اللقاء طلب منا «وليد» الجلوس معا وأخذنا إلى مزرعة سمكية مهجورة فى القرية الخامسة حيث دخلنا غرفة. وعقب ذلك قال «وليد» سوف أخرج لقضاء حاجتى وخرج لبضع ثوان، وعاد يحمل آلة حادة «بلطة»، انهال بها من الخلف بالضرب على المجنى عليه حتى سقط على الأرض ثم قام بسحبه على الأرض إلى غرفة مجاورة، وألقى بالآلة الحادة فى حوض مياه قديم بجوار المزرعة السمكية المهجورة.. وعندما سألته لماذا فعل ذلك، قال إنه لابد من ذلك حتى لا يبلغ عنا الشرطة.
ويواصل المتهم: عقب ذلك قام صاحب الدراجة البخارية الثانية بالهروب بدراجته، واصطحبنى وليد على الدراجة الخاصة بالمجنى عليه تم قام بإلقائها وهى «شغالة» فى مكان مجاور للقرية ليوحى أنه تعرض لحادث. ورجعنا للمنزل.
بينما أنكر المتهم الثانى رمضان. س «١٦ سنة - طالب بالصف الثالث الإعدادى» وشهرته «وليد» واقعة القتل تماما لكنه أقر بصحة واقعة النصب على رجل الأعمال. وأكدت تحقيقات النيابة مع حجاج فراج، بن عم المجنى عليه، أن العائلة قسمت إلى مجموعات للبحث عن ابنهم الغائب، وأثناء البحث عنه تمكنت من العثور على الآلة الحادة «بلطة» أولا ثم الجثة وتم إبلاغ الشرطة التى كانت على علم بسبب قيام والد المجنى عليه بالإبلاغ عن تغيبه منذ يوم الأربعاء ١٧ فبراير الجارى.
وكشفت تحريات فريق البحث الجنائى الذى ضم كلا من العقيدين طارق يحيى، رئيس فرع البحث الجنائى بشمال المنيا، والمقدم هانى صبحى، رئيس مباحث العدوة، والنقباء أحمد الريدى، سامح سرحان، محمود الجبالى، معاونى المباحث بالعدوة، وجود ٥ أدوار لعملية النصب على الضحايا حيث تبدأ بالقيام بشراء رولات كروت كبار الشخصيات من رجال الأعمال مقابل مبالغ قليلة لعمال المطابع، والدور الثانى مجموعة الاتصال بالضحايا ويطلق عليها «البرمجة»، والثالثه سحب الزبائن وتحديد مواعيد معهم، والرابعة مجموعة المقابلات، والخامسة مجموعة شراء القطعة الأثرية المقلدة للنصب بها على الضحايا. كما كشفت التحريات انتشار وقائع النصب لكن الضحايا لا يقومون بالإبلاغ عن تلك العمليات خوفا على أسمائهم أو الدخول فى قضايا.
وقال مسؤول أمنى إنه تم اعتقال ثلاثة من الشباب بمدينة العدوة مؤخرا تم رصدهم فى محاوله للقيام بالنصب على أحد أقارب إحدى الشخصيات الكبيرة بوزارة الداخلية بحجة بيع قطع أثرية له.
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق