الجمعة، 5 مارس 2010

عباس يفكر في مقاطعة القمة العربية في طرابلس بسبب القذافي


كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئيس محمود عباس يفكر جديا في مقاطعة القمة العربية التي ستعقد في ليبيا يومي 27 و28 من شهر مارس/آذار المقبل ، بسبب الزعيم معمر القذافي. وأضافت المصادر الفلسطينية أن الرئيس عباس يتعرض لضغوط داخلية شديدة من دخل حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمقاطعة القمة ، بعدما امتنع الزعيم الليبي معمر القذافي عن استقباله خلال زيارته ليبيا في 21 فبراير/شباط الماضي.
ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن المصادر الفلسطينية المقربة من عباس دون الكشف عن هويته "أبو مازن يشترط العودة إلى ليبيا والمشاركة في القمة، إذا حدث اتصال هاتفي يجريه معه الرئيس معمر القذافي، ويعتذر له عما حصل خلال الزيارة، ويعلن عن ذلك". وتابعت المصادر" إن ما يغضب الجانب الفلسطيني أكثر في هذه القضية هو أن زيارة أبو مازن إلى ليبيا لم تكن على جدول أعمال الرئيس أساسا، بل تمت بناء على إلحاح من طرابلس عليها وفي النهاية يرفض القذافي، أو يتهرب من لقائه".
ورجحت المصادر" ربما يرجع موقف القذافي إلى التعبير عن غضبه من عباس الذي رفض نقل المصالحة الفلسطينية من مصر إلى ليبيا وتأكيده على أن المصالحة ستتحقق في غضون اللحظة التي توقع فيها حماس على الورقة المصرية التي وقعت عليها حركة فتح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفي القاهرة". وكان أبو مازن والوفد المرافق له قد وصلوا ليبيا في 21 فبراير/شباط الماضي، وهو في طريقه إلى فرنسا ومن بعدها إلى بلجيكا.
وذكرت المصادر الفلسطينية أن نجل القذافي سيف الاسلام التقى عباس في المطار وتناقشا حول المصالحة واصرار الجانب الفلسطيني على أن يتم توقيعها في مصر ، كما قام القذافي بأرسال وزير المراسم على متن طائرة خاصة ليؤكد لأبو مازن أن العقيد كان خارج العاصمة وأنه سيلتقيه فور وصوله، وطلب تأجيل الموعد ساعتين أخريين.
وتابعت" لكن ذلك لم يحصل طبعا، وتواصلت الوعود باللقاء. وفي المساء، أقام وزير الخارجية موسى كوسا، مأدبة عشاء على شرف الرئيس والوفد المرافق له". وفي اليوم التالي، التقى أبو مازن، رئيس الوزراء الليبي المحمودي البغدادي، وكان اللقاء إيجابيا، حسب المصادر.. ووعد البغدادي في اللقاء تسديد تكاليف جرحى الانتفاضة للمستشفيات الأردنية، التي كان القذافي قد أعلن تسديدها ولم تسدد. ووعد المحمودي إرسال وفد إلى الأردن لإنهاء هذه القضية.
مشاركة حماس في سياق متصل ، هدد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بإمكانية مقاطعة السلطة الفلسطينية القمة العربيو في حال دعوة حركة حماس إلى المشاركة في القمة.
وقال المالكي إنه "لضمان الحضور الفلسطيني الرسمي يجب أن توجه الدعوة فقط إلى الجهة الفلسطينية الرسمية، كما ستوجه الدعوة لبقية الجهات الرسمية في البلاد العربية المختلفة".
مقاطعة لبنان وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد طالب الحكومة اللبنانية بمقاطعة القمة العربية بالعاصمة الليبية طرابلس ، وذلك احتجاجا على ما يعتقدونه الشيعة اللبنانيون من تورط نظام القذافي في خطف الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر ورفيقيه وقتلهم خلال زيارتهم لطرابلس في اغسطس/ آب عام 1978، وذلك رغم نفي ليبيا الدائم لهذه الاتهامات.
وكان الصدر، الذي تزعم حركة أمل الشيعية، سافر إلى ليبيا عام 1978 خلال الحرب الأهلية اللبنانية للاتصال بقياداتها، غير أن أثره اختفى بعد ذلك، إذ تقول طرابلس إنه استقل طائرة متوجهاً إلى إيطاليا، في حين يصر شيعة لبنان، على أن النظام الليبي ضالع في إخفاء الصدر لأسباب سياسية.
الا أن قيادات لبنانية تحذر من المقاطعة التي قد ترد عليها ليبيا بطرد اللبنانيين العاملين لديها ويقدر عددهم بنحو عشرين الف شخص وتتخوف مصادر حكومية من امكان استخدام طرابلس هذا الاجراء الذي سبق اتخاذه بحق التونسيين والفلسطينيين والمصريين عندما تأزمت الاحوال بين الجانبين
وكانت ليبيا وفي محاولة لحضور عربي مكثف قررت عدم دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية ، خالد مشعل ، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد .
فرصة القذافي
ويرى مراقبون أن القمة العربية المقبلة في طرابلس تمثل حدثاً غير مسبوق بالنسبة للزعيم الليبي، كونها المرة الأولى التي ستُعقد فيها القمة في بلاده التي يتولى فيها السلطة منذ نحو أربعين عاماً. وهذا يعني ان القذافي فرصة تاريخية لإعادة لم الشمل العربي وخلق مناخ من الوئام بين الدول التي تشهد علاقاتها ببعضها فتوراً او جفاء ، وعلى وجه الخصوص بين مصر وسورية ، ومصر وقطر ، وبين الفلسطينيين انفسهم ، وبين العراق وسورية ، وبين المغرب والجزائر.
ولكي تلعب طرابلس هذا الدور، يجب ان تحل ليبيا خلافاتها مع الدول العربية قبل ان تلعب دور الوسيط وإلا فإن القمة محكوم عليها سلفاً بالفشل ولن تكون إلا مناسبة لإلتقاط الصور للزعماء الذين سيشاركون دون التوصل الى الأتفاق على قرارات مصيرية تتوافق مع حجم التحديات الراهنة التي يواجهها العالم العربي اليوم والمتمثلة بفشل مشروع السلام ، والتعنت الإسرائيلي ، والأوضاع الأمنية المتفاقمة في العراق واليمن ، واحتمال تقسيم السودان ، والملف النووي الإيراني ، وتداعيات الأزمات المالية والإقتصادية العالمية وإنعكاساتها السلبية على العرب.
ويعتقد المراقبون أن العلاقات الفاترة بين بعض الدول العربية قد تدفع بزعماء الى عدم المشاركة شخصياً مما يعني ان القمة ستكون مناسبة للتمديد للخلافات العربية وهذا الأمر سيخدم كثيراً الإستراتيجية الإسرائيلية التي ستواصل سياسة تهويد القدس وقضم الأراضي الفلسطينية وإبداء المزيد من التشدد من أي مشروع سلام في الشرق الأوسط .
محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق