الثلاثاء، 12 يناير 2010

ورش إعداد الممثل تبحث عن الشرعية .. تخوف من تحولها لـ بيزنس


لم يعد بالإمكان إحصاء ورش إعداد الممثل على أصابع اليد الواحدة كما كان الوضع حينما كانت أكاديمية الفنون بمثابة معمل التفريغ الأول للفنانين، فالأمر الآن أصبح ظاهرة بعد دخول العديد من كبار الفنانين هذا السباق كان آخرهم الفنان عادل إمام بإشرافه على أكاديمية «الزعيم».. فهل نحن فى حاجة إلى مثل تلك الأكاديميات الخاصة؟.. وما هى المعايير التى يتم اختيار الطلاب على أساسها؟ .. وهل الأمر مجرد «أكل عيش» أم أن هذه الورش تسهم بالفعل فى إثراء الوسط الفنى بجيل جديد من الممثلين؟ المنتج محمد العدل الذى يشرف على إحدى ورش تدريب الممثل، يقول إن ما يقدمه يختلف تماما عما يقدم فى ورش التمثيل الأخرى لأنه يضم ممثلين كبار لهم أعمال بالفعل ويستهدف تنميه مهاراتهم وإظهار قدرات مدفونة بداخلهم لم يكتشفوها بعد..ويضيف: لذلك قمت بإنشاء هذا المشروع لتدريب الممثل وأستعين فيه بخبراء مختصصين من هوليوود لتدريبهم ولتنميه مهاراتهم لآن أداء الممثل يحتاج دائما الى تطوير مستمر. وأضاف العدل لقد بدأت بالفعل منذ ثلاثة أسابيع برنامج تدريب الممثل وضم حتى الآن 15 ممثل وممثلة من بينهم منى زكى وأحمد حلمى وأحمد عز ومنة شلبى وفتحى عبدالوهاب وخالد الصاوى وسوسن بدر وأنوشكا وكارولين خليل، وغيرهم من الفنانين وأكد أنه كان متخوفا فى البداية من عدم تقبل الفنانين لهذه الفكرة لكنه وجد اهتماما كبيرا منهم حيث التحقوا بالبرنامج منذ بدايته. المكاسب المادية أما المخرج رأفت الميهى، الذى يشرف على ورشة لإعداد الممثل، فقال إن مصر بها 80 مليون نسمة وهذا العدد الكبير يتحمل وجود عدد أكبر من هذه الورش والأكاديميات الموجودة بالفعل، والأهم أن تكون هذه الورش فعالة ومفيدة وأن يكون المسئول عنها لديه إحساس بأهمية عمله وأن يكون شغله الشاغل هو تعليم الطلبة وتخريج وجوه جديدة لديها القدرة على ممارسة مهنة التمثيل. ونفى الميهى تحقيق مكسب مادى من وراء إنشاء مثل هذه الورش مؤكدا أن العمل بها مرهق للغاية، مضيفا أن هناك فرصا عمل للخريجين بسبب الاحتياج الدائم لوجود دماء جديدة والدليل على ذلك ظهورعدد كبير من الوجوه الجديدة فى السينما والتليفزيون والمسرح أيضا. غير أن هناك من يختلف مع الرأيين السابقين ويتمسك بأن مثل تلك الأكاديميات لا تحقق أى فائدة للوسط الفنى.. الدكتور أحمد سخسوخ، الأستاذ بمعهد الفنون المسرحية، أحد تلك الأصوات، ويقول: قضية إنشاء ورش تعليم التمثيل شائكة.. فنجد هناك شققا لتدريب الطلبة ونجد القائمين عليها ليس لهم علاقة بالتمثيل أو نجدهم فشلوا فى التمثيل أومجرد كومبارس والغرض من ذلك هو المكسب المادى فقط. ويضيف سخسوخ: ليس لدى مانع أن ننشأ ورش عمل ولكن بشرط أن تكون قائمة على أساليب وقواعد معينة ويكون هدفها الأول هو تعليم الطلبة الأسس العلميةالصحيحة لفن التمثيل وغيرها من الفنون ولكن الغرض من إنشاء ورش أو أكاديميات فى شقق هو البيزنس. وحول التأثير السلبى لتلك الظاهرة على وجود أكاديمية الفنون، شدد سخسوخ على أن الأكاديمية ستظل موجودة ولا يمكن الاستغناء عنها فهى معتمدة من الدولة، مضيفا: كنت أتمنى من الفنان عادل إمام ألا يزج باسمه فى هذه التجربة خاصة إذا كان يريد أن يؤسس الممثل على أساس علمى فهذه ليست الطريقه الصحيحة وأرجوا منه أن يبتعد عن هذه الورش احتراما لتاريخه ومشواره الفنى الطويل. أما الدكتورة نهاد صليحة فأكدت أن إنشاء ورش أو أكاديميات لتعليم فن التمثيل أو الفنون الأخرى المختلفة شىء جيد ومطلوب بشدة، كما أن معهد التمثيل مطالب بتخريج دفعات بعدد محدود وهى أعداد قليلة جدا مقارنة بالكم الهائل من الشباب الراغبين فى التعلم. وأعربت عن أملها فى وجود عدد أكبر من هذه الورش والأكاديميات سواء كانت خاصة أو حكومية لاستيعاب الكم الهائل من الطلبة ولكن بشرط أن يكون القائمون عليها أساتذة متخصصين لهم خبرة ودراية وباع طويل بالحقل الفنى لكى يخرجوا دفعات قادرة على تقديم فن حقيقى، وأكدت أنها ترفض تماما هذه الورش اذا كان الغرض منها إقامة مشاريع تجارية الهدف منها الربح. السوق يستوعب من جانبها، دافعت الناقدة السينمائية ماجدة موريس عن وجود مثل هذه الورش ليس فقط لتحقيق أحلام الشباب والفتيات الذين يريدون دراسة التمثيل، ولكن لاننا فى حاجة الى عدد كبير من الخريجين والسوق سيستوعب كل هذه الأعداد وأرجو من القائمين على هذه الورش أن يكون هدفهم فى المقام الأول هو تعليم الطلبة الأسس الصحيحة للتمثيل وأيضا فى الفنون الأخرى. وتساءلت موريس: لماذا لا تهتم الجامعات المصرية العامة والخاصة بالمسرح والسينما والتمثيل، مشددة على أن معهد الفنون وحده لم يعد يكفى لتجريج الاعداد المطلوبة من الفنانيين، ولذلك فنحن فى احتياج حقيقى لهذه الأكاديميات وورش العمل. ويقول الناقد السينمائى رفيق الصبان إن أكاديميات تعليم التمثيل غير معتمدة من الحكومة وبالتالى فان خريجيها ليس لديهم القدرة على ممارسة الفن الذى درسوه، موضحا أن خريجى معهد الفنون المسرحية لديهم أفضلية لممارسة مهنة التمثيل لأنه معتمد من الدولة. وأكد الصبان أن تلك الورش لا يمكن أن تؤثر على معهد الفنون وستظل الأفضلية له فى طلب الالتحاق به من جانب الشباب، مشيرا الى أن ينبغى أن يكون هدف إنشاء أكاديمية أو ورشة عمل هو وضع الطلبة على أول طريق المهنة.
وأضاف أنه ليس ضد هذه الورش ولكن بشرط أن يكون القائمون عليها أساتذة متخصصين لكى يقوموا بإخراج مواهب فى مختلف الفنون وليس هدفها الربح المادى فقط.


الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق